90% زيادة لـ أسعار القهوة في الأردن: ما السبب؟

شهدت أسعار القهوة في الأردن ارتفاعًا غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، حيث وصلت الزيادة إلى 90% مقارنة بالعام الماضي، أثار هذا الارتفاع حالة من الجدل والغضب بين المواطنين، لا سيما مع توقعات بمزيد من الارتفاع في الأشهر المقبلة.

يأتي ذلك في ظل أزمة عالمية أثرت على محاصيل البن وأدت إلى تقلبات حادة في أسعاره عالميًا.

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أسباب ارتفاع أسعار القهوة في الأردن، تأثيرها على المستهلكين، وتحليل اقتصادي للوضع الحالي، كما سنلقي الضوء على أسعار الهيل، الذي شهد ارتفاعًا موازيًا.

أسباب ارتفاع أسعار القهوة في الأردن

تعرضت الدول الرئيسية المنتجة للبن، مثل البرازيل، كولومبيا، وفيتنام، لتقلبات مناخية أثرت سلبًا على المحاصيل، أدت موجات الجفاف والفيضانات إلى تراجع الإنتاج، مما تسبب في شح عالمي في معروض القهوة.

كما ارتفعت تكاليف الشحن الدولي بسبب زيادة أسعار الوقود والتحديات اللوجستية، ازدادت تكاليف الإنتاج نتيجة ارتفاع أسعار الأسمدة والطاقة في الدول المنتجة.

وقد شهد مؤشر القهوة العالمي ارتفاعًا كبيرًا ، مؤشر القهوة في أمريكا قفز من 150 نقطة إلى 322 نقطة، مؤشر لندن ارتفع من 2500 دولار إلى 5000 دولار، ما يعادل زيادة بنسبة 100%.

كانت الأنواع الأقل جودة تُستورد بأسعار تتراوح بين 1700 و1800 دولار للطن العام الماضي، لكنها وصلت الآن إلى 5500 دولار للطن، ما يعادل زيادة بنسبة 90%، الأنواع الأعلى جودة ارتفعت من 2200 دولار إلى 6200 دولار للطن.

أسعار القهوة في السوق الأردني

تراوح سعر كيلو القهوة في الأسواق الأردنية بين 10 إلى 12 دينارًا، مع توقعات بارتفاعه إلى 20 دينارًا في المستقبل القريب، الأنواع الممتازة من القهوة، مثل الكينية والكولومبية، تصل تكلفتها إلى 15.60 دينارًا للكيلو كحد أعلى.

كما شهد الهيل، المكون الأساسي في القهوة العربية، ارتفاعًا غير مسبوق وصل إلى 3 أضعاف سعره السابق، ارتفع سعر كيلو الهيل من 3 دنانير العام الماضي إلى 16 دينارًا، بينما وصل سعر الطن إلى 22 ألف دولار.

ونتيجة لإرتفاع الأسعار أغلقت بعض المحامص أبوابها نتيجة عدم قدرتها على تحمل تكاليف الإنتاج المرتفعة، تعتمد المحامص النشطة حاليًا على مخزونها السابق الذي تم شراؤه بأسعار أقل، لكن هذا الحل مؤقت.

اسعار تكاليف الإنتاج في الأردن

سعر القهوة الخضراء الجيدة قبل التحميص يتراوح بين 5 إلى 7 دولارات للكيلو في الدول المنتجة، تصل تكلفة الكيلو إلى الأردن بحوالي 6 دنانير بعد احتساب الضرائب والشحن.

وبعد التحميص والطحن، ترتفع التكلفة إلى حوالي 9.5 دينارًا للكيلو، مما يجعل من الصعب بيعها بأسعار تنافسية دون خسارة، لم تُحدد أسعار تأشيرية للقهوة في السوق الأردني، ما ترك المجال مفتوحًا لتفاوت كبير بين الأسعار.

وقد طالب المواطنون بوضع أسعار تأشيرية لتحقيق العدالة بين المستهلكين والتجار، ارتفاع أسعار القهوة والهيل يضغط على الميزانية اليومية للأسر الأردنية، لا سيما في ظل التضخم العام وارتفاع أسعار السلع الأساسية الأخرى.

في دول الخليج، شهدت أسعار القهوة زيادات مشابهة نتيجة الاعتماد على نفس الموردين العالميين، الدول المنتجة مثل البرازيل وفيتنام لا تزال تعاني من ارتفاع التكاليف، مما ينعكس على الأسواق العالمية.

يشكل ارتفاع أسعار القهوة في الأردن تحديًا كبيرًا للمستهلكين والتجار على حد سواء. في ظل الأزمة العالمية التي تضرب سوق القهوة، تبدو الحاجة ماسة إلى تدخل حكومي لدعم القطاع وتخفيف الأعباء على المواطنين.

مع استمرار الزيادات المتوقعة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل السوق الأردنية مع هذه الأزمة، وهل ستكون هناك حلول قريبة تخفف من العبء على الجميع؟.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى