أزمة ديما بياعة مع هيئة تحرير الشام: ماذا قالت ولماذا أثارت الجدل؟

في الأيام الأخيرة، أثارت الممثلة السورية ديما بياعة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاتها المثيرة للجدل حول القيادة السورية الجديدة بزعامة أحمد الشرع المعروف إعلاميًا بـ”الجولاني“. حيث انتشرت تعليقاتها التي تحمل انتقادات حادة، ما أدى إلى ردود فعل واسعة النطاق تراوحت بين المؤيدة والمنددة.

تصريحات ديما بياعة: بداية الجدل

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اسم ديما بياعة على نطاق واسع بعد منشورها الذي عبرت فيه عن رفضها لتوجهات القيادة السورية الجديدة، لا سيما تصريحات المستشار عبيدة أرناؤوط المتحدث باسم هيئة تحرير الشام. وكان أرناؤوط قد أدلى بتصريحات وصفها كثيرون بالمتحيزة ضد المرأة، حيث قال إن “بعض الأدوار ليست مناسبة للمرأة بسبب اختلافها البيولوجي”.

ردًا على ذلك، قامت بياعة بمشاركة منشور متداول كتب فيه: “الشرع لا يمثلني”. وتسبب هذا المنشور في حالة غضب واسعة بين مؤيدي القيادة الجديدة، بينما لاقى دعمًا من شرائح أخرى.

ديما بياعة توضح موقفها

في فيديو نشرته عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّرت بياعة عن استغرابها من الهجوم الكبير الذي تعرضت له بعد منشورها. وقالت إنها لم تكن تهدف إلى الإساءة لشخص معين، بل كانت تعبّر عن رأيها كمواطنة سورية ترفض تقييد دور المرأة في المجتمع.

وأوضحت أن موقفها جاء كرد فعل طبيعي على تصريحات أرناؤوط التي شعرت بأنها تمثل تقليلًا من شأن المرأة ودورها. وأضافت:
“إذا كانت القيادة الجديدة ترى المرأة بهذا الشكل، فأنا لا أجد نفسي ممثلة من قبلها.”

ردود الفعل على تصريحاتها

انتقادات لاذعة

تعرضت بياعة لهجوم واسع من أنصار القيادة الجديدة، حيث وصفها البعض بأنها “تسعى للإثارة” أو “تتجاوز حدودها”. واتهمها آخرون بأنها “ليست سورية أصلية” في محاولة للطعن في حقها بالتعبير عن رأيها.

دعم وتأييد

على الجانب الآخر، تلقت بياعة دعمًا كبيرًا من جمهور واسع، وخاصة من الناشطات النسويات والمهتمين بحقوق المرأة. وأشاد الكثيرون بشجاعتها في التعبير عن رأيها رغم حساسية الوضع السياسي والاجتماعي في سوريا.

رد ديما على منتقدي جنسيتها

في تصريح آخر، ردت بياعة على من شككوا في انتمائها الوطني بسبب أصولها الفلسطينية. وقالت:
“أنا أتشرف بكوني فلسطينية الأصل، لكني مواطنة سورية حصلت على الجنسية بحق، وليس منة من أحد.”
وأكدت أن من حقها التعبير عن رأيها فيما يخص بلدها سوريا، وأنها لن تسمح لأحد بمصادرة هذا الحق.

أسباب الانتقادات لتصريحات أحمد الشرع ومستشاره

تُعد تصريحات أحمد الشرع ومستشاره عبيدة أرناؤوط حول دور المرأة سببًا رئيسيًا في إثارة الجدل. حيث اعتبر أرناؤوط أن دور المرأة يجب أن يقتصر على جوانب محددة “تناسب طبيعتها البيولوجية”، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة لتقليص دور المرأة في المجتمع السوري الجديد.

هذه التصريحات دفعت الكثير من النشطاء، بمن فيهم ديما بياعة، إلى التعبير عن رفضهم لهذا التوجه، مطالبين بمزيد من المساواة والعدالة بين الجنسين في سوريا.

ديما بياعة: فنانة مثيرة للجدل

من هي ديما بياعة؟

ديما بياعة هي ممثلة سورية معروفة، ابنة الفنانة مها المصري والمخرج حازم بياعة. بدأت مسيرتها الفنية منذ سنوات طويلة، واشتهرت بأدوارها في العديد من المسلسلات السورية والعربية.

مواقفها السياسية والاجتماعية

تُعرف ديما بياعة بآرائها الجريئة، حيث سبق لها أن عبرت عن مواقف سياسية واجتماعية أثارت الجدل. ولم يكن موقفها الأخير بشأن القيادة الجديدة استثناءً، بل جاء امتدادًا لمواقفها التي تدعم الحريات والمساواة.

هل تعكس تصريحات ديما حالة انقسام أوسع؟

يمكن اعتبار موقف ديما بياعة انعكاسًا لحالة الانقسام في سوريا، حيث توجد تباينات واضحة في الرؤى حول دور المرأة والمجتمع بعد التغييرات السياسية. وبينما يرى البعض أن تصريحاتها جاءت في توقيت حساس، يعتبر آخرون أن مثل هذه المواقف تعكس حاجة ماسة لإعادة النظر في الخطابات الرسمية حول قضايا حقوق الإنسان والمساواة.

ما القادم بالنسبة لبياعة؟

رغم الانتقادات الحادة التي واجهتها، يبدو أن ديما بياعة لا تعتزم التراجع عن مواقفها. وأكدت أنها ستواصل الدفاع عن حقوق المرأة وعن رؤيتها لسوريا التي تحلم بها. كما دعت الجمهور إلى تبني النقاش البناء بدلًا من الهجوم الشخصي.

نورا الحسن

محررة متعددة المهارات تتميز بقدرتها على التكيف مع مختلف المجالات. تقدم محتوى يجمع بين الفائدة والإثارة، ويعكس اهتمامات قراء من مختلف الخلفيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى