من هو أمجد يوسف؟ جزار التضامن والقاتل الذي أفلت من العقاب لسنوات

أثار اسم أمجد يوسف، المعروف بلقب “جزار التضامن”، غضبًا واسعًا في الشارع السوري بعد كشف تفاصيل تورطه في واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها سوريا خلال الصراع. مع سقوط نظام بشار الأسد وتشكيل حكومة إنقاذ مؤقتة، تصاعدت المطالبات بمحاسبته على جرائمه المروعة و أنباء إعدام أمجد يوسف .

فمن هو أمجد يوسف جزار التضامن؟ ولماذا يعد رمزا للجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق السوريين؟، فقد يبحث العديد من المتابعين للشأن السوري عن جرائم أمجد يوسف التي هزت سوريا وموعد محاكمة و إعدام  أمجد يوسف يرونها خطوة نحو العدالة ، فهل يُحاسب على جرائمه؟.

من هو أمجد يوسف؟

أمجد يوسف هو ضابط في فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية السورية، وهي إحدى أبرز الأجهزة الأمنية للنظام السوري. وُلد ونشأ في دمشق، وعُرف بوحشيته أثناء عمله كأحد أدوات القمع خلال الثورة السورية.

أطلق عليه السوريون لقب “جزار التضامن” نسبة إلى مجزرة حي التضامن التي وقعت في دمشق ، وقد كان مسؤولًا عن اعتقال المدنيين وتعذيبهم، وشارك في عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات الأمن التابعة للنظام ، واعترف علنًا بمشاركته في مجازر مروعة، بما في ذلك إعدام 41 مدنيًا وإلقاء جثثهم في حفرة قبل إحراقها.

أمجد يوسف ومجزرة حي التضامن

في عام 2022، نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية تقريرًا مصورًا يكشف تفاصيل مجزرة حي التضامن، التي تُعتبر واحدة من أبشع الجرائم خلال الصراع السوري، وقد جاء في تفاصيل المجزرة قيام أمجد يوسف باستدراج 41 مدنيًا من سكان الحي، أغلبهم معارضون أو أقارب لمعارضين، إلى حفرة كبيرة. بعد أن قيدهم وأغمض أعينهم، أطلق النار عليهم بدم بارد. ثم أُشعلت النيران في الحفرة لإخفاء آثار الجريمة.

هدفت المجزرة إلى ترهيب سكان الحي وإظهار القوة في مواجهة المعارضة، رغم الأدلة القاطعة على تورط أمجد يوسف في المجازر، استمر النظام السوري في التستر عليه ومنحه الحماية، وقد كانت جرائم مثل مجزرة التضامن جزءًا من سياسة مدروسة للنظام السوري لقمع المعارضة، بتنفيذ مباشر من أجهزة الأمن.

لم تُتخذ أي إجراءات ضد يوسف أو غيره من مرتكبي الجرائم، مما يعكس الإفلات التام من العقاب الذي كان سائدًا في ظل حكم الأسد.

حقيقة القبض على أمجد يوسف

مع سقوط نظام الأسد ومغادرة بشار الأسد لدمشق، بدأت تتكشف حقيقة الجرائم التي ارتكبها قادة الأمن وضباط الجيش.

  • الأنباء المتداولة: أعلنت فصائل المعارضة المسلحة عن اعتقال أمجد يوسف، وانتشرت أنباء عن إعدامه الوشيك في ساحة عامة بدمشق.
  • الروايات المتضاربة: بينما تداول نشطاء مقاطع فيديو تُظهر ما قيل إنه لحظة اعتقال يوسف، لم تُؤكد أي جهة رسمية صحة هذه الأخبار.

المطالب بمحاكمته

تُعد محاسبة أمجد يوسف مطلبًا شعبيًا وحقوقيًا وسط دعوات و أنباء عن إعدام أمجد يوسف بقرار من أحمد الشرع :

  1. محاسبة رموز القمع: السوريون يرون في محاكمة يوسف خطوة نحو تحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة رموز النظام السابق.
  2. العدالة للضحايا: عائلات ضحايا مجزرة التضامن تطالب بتقديم يوسف للمحاكمة وكشف جميع المتورطين في هذه الجرائم.

هل كان أمجد يوسف جزءًا من خطة أكبر؟

تشير تقارير حقوقية إلى أن جرائم مثل مجزرة التضامن لم تكن أفعالًا فردية، بل نتيجة لأوامر مباشرة من رأس النظام، عمليات الإعدام الواسعة كانت بحاجة إلى تنسيق بين الأجهزة الأمنية والجيش، مما يؤكد أن النظام بأكمله كان على علم بهذه الانتهاكات.

فمع سقوط النظام، يزداد القلق من انكشاف مزيد من الجرائم المماثلة، ما يدفع بعض القادة إلى محاولة التخلص من المتورطين، مثل يوسف.

إعدامه أمجد يوسف أم محاكمته؟

بينما يطالب كثيرون بـ إعدام أمجد يوسف، ترى جهات حقوقية أن محاكمته العادلة أكثر أهمية ، والمحاكمة يمكن أن تكشف عن أسماء أخرى متورطة في الجرائم، وتوثق حقيقة ما حدث.

وخاصة أن المحاكمة الادلة هي رسالة للمستقبل يُعد تحقيق العدالة وفق القانون رسالة واضحة بأن الانتهاكات لن تمر دون عقاب.

أمجد يوسف، “جزار حي التضامن”، يرمز لوحشية النظام السوري وقمعه الممنهج للشعب. مع سقوط النظام، يمثل القبض عليه فرصة لتحقيق العدالة الانتقالية والكشف عن الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين.

لكن هل ستكون محاكمته بداية لتغيير حقيقي، أم ستظل جريمة التضامن مجرد فصل آخر من مآسي سوريا؟.

أسامة العطار

كاتب يتمتع بروح حره وشغف كبير، يجذب القراء باسلوبة الصادق، وقادر على نسج افكاره في قصص تلامس التفكير، يتناول مواضيع متنوعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى