تصريحات فجر السعيد ضد العراق: انتقاد أم تجاوز للخطوط الحمراء؟
تصريحات فجر السعيد، الإعلامية والكاتبة الكويتية، لطالما كانت مصدرًا للجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية. بمواقفها الجريئة وتصريحاتها المثيرة، تخطت الإعلامية فجر السعيد الحدود التقليدية للنقد والتعبير، سواء فيما يتعلق بالشأن العراقي أو تأييدها العلني للتطبيع مع إسرائيل.
في هذا المقال، نستعرض أبرز تصريحات فجر السعيد المثيرة للجدل، بدءًا من تصريحاتها ضد الحكومة العراقية ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مرورًا بمواقفها المثيرة حول قضية التطبيع مع إسرائيل، وصولاً إلى حياتها الشخصية ومسيرتها المهنية.
تصريحات فجر السعيد المثيرة ضد الحكومة العراقية
في ديسمبر 2024، أعلنت فجر السعيد عن تلقيها دعوى قضائية من الحكومة العراقية بناءً على شكوى من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. جاء ذلك إثر آرائها وانتقاداتها اللاذعة لسياسته.
قالت السعيد عبر منصة “إكس”:
“سأمثل أمام النيابة الكويتية بشكوى مقدمة من السيد محمد شياع السوداني عبر وزارة الخارجية العراقية بسبب آرائي وانتقاداتي”.
تعليقاتها المثيرة للجدل
أشارت السعيد في تصريحاتها إلى ما وصفته بـ”محاولة مصادرة الحريات خارج العراق”. وأضافت:
“السياسي الواثق من نفسه يفتح الحريات في بلده ولا يحاول تكميم الأفواه خارج حدوده.”
كما زعمت أن رئيس الوزراء العراقي يمتلك أخًا كويتيًا، في محاولة للتشهير وتضليل الرأي العام، مما زاد من تعقيد العلاقة بينها وبين الحكومة العراقية.
ترحيلها من بغداد
في زيارة سابقة لها للعراق، تسبب وجودها في العاصمة بغداد في إثارة غضب شعبي واسع. خرجت مظاهرات أمام الفندق الذي أقامت فيه، ما أدى إلى ترحيلها تجنبًا لتصعيد الأوضاع.
مواقف فجر السعيد من التطبيع مع إسرائيل
منذ عام 2019، عُرفت فجر السعيد بمواقفها المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل. دعت علنًا إلى إقامة علاقات تجارية وسياسية بين الكويت وإسرائيل، مما أثار موجة استنكار واسعة داخل الكويت وخارجها.
في يونيو 2021، أجرت السعيد مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، حيث جددت دعوتها للتطبيع، مؤكدة على أهمية العلاقات مع إسرائيل من وجهة نظرها الاقتصادية والسياسية.
في ديسمبر 2024، نشرت السعيد مقطع فيديو يُظهر استقبالها لإسرائيليين في منزلها بجورجيا، مرحبة بهم بعبارة “حياكم الله”. أثار هذا الفيديو استياءً عارمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بـ”الخيانة للقضية الفلسطينية”.
ردود الفعل على تصريحاتها ومواقفها
تصريحاتها المستمرة ضد العراق، خصوصًا استهدافها المباشر لرئيس الوزراء، جعلتها شخصية مثيرة للجدل في الأوساط العراقية.
دعواتها للتطبيع مع إسرائيل قوبلت برفض شعبي كبير في المجتمعات العربية. اعتبرها الكثيرون تجاوزًا للخطوط الحمراء وخيانة للموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية.
من هي فجر السعيد؟
ولدت فجر السعيد في 23 سبتمبر 1967 بالكويت. بدأت مشوارها المهني ككاتبة قصص وسيناريوهات، واشتهرت بكتاباتها التي تتناول القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل.
تمتلك فجر السعيد قناة “سكوب” الكويتية، والتي ساهمت في تعزيز حضورها الإعلامي، دخلت السعيد عالم السياسة بترشحها لمجلس الأمة الكويتي عام 2020. ورغم خسارتها في انتخابات 2022، استمرت في نشاطها السياسي والإعلامي.
الإعلامية الكويتية فجر السعيد متزوجة من المحامي الكويتي سعود بن مطلق السبيعي. لديها أبناء، وتُعرف عائلتها بأنها من العائلات الكويتية الأصيلة، على الرغم من الشائعات التي زعمت أنها ليست كويتية الأصل مطالبين بسحب الجنسية منها.
الجدل المستمر حول فجر السعيد
سواء من خلال تصريحاتها السياسية أو مواقفها من التطبيع، تستمر فجر السعيد في إثارة الجدل حولها. يجمع البعض على أنها تسعى للشهرة من خلال مواقف مثيرة، بينما يعتبرها آخرون صوتًا مختلفًا يعبر عن آراء غير مألوفة.
لم تقتصر تأثيرات السعيد على المجال الإعلامي فقط، بل امتدت إلى المشهد السياسي، حيث كانت محل جدل دائم في ملفات تتعلق بالعراق والعلاقات مع إسرائيل.
تمثل فجر السعيد شخصية إعلامية وسياسية مثيرة للجدل بتصريحاتها ومواقفها التي تخترق الخطوط الحمراء. سواء كنت متفقًا معها أم لا، لا يمكن إنكار تأثيرها في إثارة النقاش حول قضايا حساسة داخل المجتمعات العربية.
يبقى السؤال: هل هذه الجرأة تُعد حرية تعبير مشروعة أم تجاوزًا لحدود القيم والمواقف الوطنية؟ الجدل حول فجر السعيد مرآة للتباينات العميقة في المجتمعات العربية.