فيديو القبض على أوس سلوم عزرائيل صيدنايا .. تحدث عنه مازن حمادة

تصدر اسم أوس سلوم، المعروف بلقب عزرائيل صيدنايا، عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، بعد الإعلان عن القبض عليه من قبل الجهات الأمنية السورية الجديدة. سلوم كان أحد أبرز السجانين المتهمين بارتكاب جرائم وحشية داخل سجن صيدنايا، الذي اشتهر بكونه رمزًا للانتهاكات الممنهجة خلال حقبة حكم نظام الأسد.

في هذا المقال، سنتعرف على شخصية أوس سلوم، جرائمه داخل سجن صيدنايا، التفاصيل المثيرة حول عملية القبض عليه، بعد عمليات التعذيب ضد أبناء الغوطة الشرقية ودرعا وحمص وحلب وريفها.

من هو أوس سلوم؟

ينحدر أوس سلوم من قرية القبو الواقعة في ريف حمص، وكان يعمل كأحد السجانين في سجن صيدنايا. عُرف بلقب “عزرائيل صيدنايا” بسبب أساليبه الوحشية في التعامل مع المعتقلين. واشتهر بتنفيذه عمليات إعدام تعسفية وتعذيب ممنهج بحق السجناء، حيث وثقت شهادات عديدة ارتكابه لأبشع الجرائم.

جرائم أوس سلوم داخل سجن صيدنايا

وفقًا لشهادات الناجين، كان أوس سلوم مسؤولًا عن إعدام أكثر من 500 معتقل بطرق مروعة، شملت سحق رؤوس الضحايا بقطع من الباطون. كما كان يسجل وفاتهم في السجلات على أنها “حالات انزلاق في الحمام”، لتغطية جرائمه.

وأكد الناشط السوري الراحل مازن حمادة، في شهادات مصورة، أن سلوم كان من أكثر السجانين دموية وإجرامًا داخل السجن.

فيديو القبض على أوس سلوم

أعلنت غرفة عمليات “ردع العدوان” بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية الجديدة، عن القبض على أوس سلوم خلال حملة تفتيش واسعة في مدينة حمص. استهدفت الحملة مناطق وادي الذهب وعكرمة، التي كانت معاقل رئيسية للنظام السابق.

أشادت الجهات الأمنية بتعاون السكان المحليين في تسهيل العملية، حيث تم إصدار تحذيرات للأهالي بعدم مغادرة منازلهم أثناء التفتيش. وأكدت التقارير أن هذا التعاون كان له دور كبير في نجاح الحملة.

انتشرت مقاطع فيديو وصور توثق لحظة اعتقال أوس سلوم، حيث ظهر محاطًا بعناصر الأمن، وسط تنديد شعبي واسع بجرائمه. علق كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بمحاكمته، ووصفوه بأنه أحد رموز “الحقبة السوداء” في تاريخ سوريا.

ردود الأفعال على اعتقال عزرائيل صيدنايا

لاقى خبر اعتقال أوس سلوم ترحيبًا واسعًا بين السوريين، خاصة أهالي المعتقلين الذين عانوا من فقدان أحبائهم في سجن صيدنايا. ووصف الناشطون الحدث بأنه خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب.

أشادت منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، باعتقال سلوم، داعية إلى تقديمه للمحاكمة وضمان عدم إفلاته من العقاب.

عبّرت عائلات الضحايا عن أملها في أن يكون اعتقال سلوم بداية لسلسلة من المحاكمات التي تستهدف المسؤولين عن الانتهاكات الممنهجة في سوريا، يشكل اعتقال أوس سلوم رسالة واضحة لبقية فلول النظام السابق، بأن العدالة ستطالهم مهما حاولوا الهروب أو الاختباء.

سجن صيدنايا رمز القمع والانتهاكات

كان سجن صيدنايا خلال حكم نظام الأسد يُعرف باسم “المسلخ”، حيث تم توثيق آلاف حالات التعذيب والاختفاء القسري. وأكدت تقارير حقوقية أن السجن شهد عمليات إعدام جماعية ممنهجة، نفذت بأوامر مباشرة من القيادات العليا للنظام.

ساهم أوس سلوم بشكل رئيسي في تحويل السجن إلى مركز للرعب، حيث نفذ جرائم وحشية شملت التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين، مما جعله رمزًا للقمع، وكان اخر مدراء السجن وسيم سليمان حسن ويُلقّب بـ “سفّاح صيدنايا” لقيامه بتعذيب وقتل وإعدام المساجين، وتوفي في سنة 2021م بأزمة قلبية.

يمثل اعتقال سلوم نقطة تحول مهمة في مسار العدالة الانتقالية في سوريا. فهذه الخطوة تعكس التزام الإدارة الجديدة بمحاسبة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن مناصبهم السابقة، على الرغم من أهمية اعتقال سلوم، إلا أن محاكمته العادلة تشكل تحديًا كبيرًا، خاصة مع الحاجة لتوثيق كافة الجرائم التي ارتكبها.

لا يزال العديد من مجرمي الحرب طلقاء، مما يتطلب تكثيف الجهود الأمنية لتحديد أماكن وجودهم وتقديمهم للعدالة.

تحتاج سوريا إلى بناء نظام قضائي مستقل قادر على التعامل مع ملفات الجرائم المرتكبة خلال الحرب، لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.

يمثل القبض على أوس سلوم، المعروف بـ”عزرائيل صيدنايا”، بداية جديدة لمسار العدالة في سوريا، فمن خلال محاكمته ومحاسبته على جرائمه، يمكن للشعب السوري أن يخطو خطوة نحو تحقيق العدالة الانتقالية وطي صفحة طويلة من القمع والانتهاكات.

ويبقى الأمل معقودًا على أن تستمر الإدارة الجديدة في ملاحقة المجرمين الآخرين، لضمان بناء دولة عادلة تحترم حقوق الإنسان وتضمن كرامة مواطنيها.

منى جمال

كاتبة تمتلك أسلوبًا مميزًا في الكتابة يجمع بين البساطة والإبداع. تركز في كتاباتها على تغطية موضوعات تهم جمهورًا واسعًا من القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى