من هو نواف سلام؟ رئيس حكومة لبنان 2025 وقاضي محكمة العدل الدولية
نوّاف سلام، أحد أبرز الشخصيات اللبنانية في مجالات القانون والسياسة والدبلوماسية، يعتبر اليوم رمزاً للتغيير والتحدي في الساحة اللبنانية، تولى رئاسة محكمة العدل الدولية في فبراير 2024، وبعد عام، صار الأقرب لتشكيل حكومة لبنان الجديدة في عام 2025.
لكن من هو نواف سلام؟ وكيف أثر على المشهد السياسي والدبلوماسي في لبنان؟، في هذا المقال سنتعرف على حياة نواف سلام الشخصية والمهنية، مسيرته الأكاديمية، ودوره في محكمة العدل الدولية، مع تسليط الضوء على علاقته بالحكومة اللبنانية.
من هو نواف سلام؟
وُلد نواف عبد الله سلام في بيروت في 15 ديسمبر 1953، يبلغ من العمر 71 سنة، الديانة مسلم سني، وسلام نشأ في عائلة سياسية عريقة، نواف سلام متزوج من سحر بعاصيري، وهي صحافية وسفيرة للبنان لدى اليونسكو، وله ولدان عبد الله ومروان..
والده عبد الله سلام كان من مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، بينما كان جده سليم علي سلام أحد أبرز الشخصيات الإصلاحية في لبنان خلال العهد العثماني.
أما عمه، صائب سلام، فترأس الحكومة اللبنانية 4 مرات، مما عزز مكانة العائلة السياسية في البلاد، تميز نواف بحياة أكاديمية حافلة أهلته ليصبح من أبرز رجال القانون على مستوى العالم، هو متزوج وله ولدان، عبدالله ومروان.
مسيرة نواف سلام الأكاديمية والمهنية
دراسات نواف سلام
نال نواف سلام تعليمه الأكاديمي في أعرق الجامعات العالمية:
- جامعة السوربون (فرنسا): حصل على دكتوراه في التاريخ عام 1979.
- جامعة بيروت (لبنان): درس القانون وحصل على ليسانس الحقوق عام 1984.
- جامعة هارفارد (أمريكا): نال ماجستير في القانون عام 1991.
- معهد الدراسات السياسية (باريس): حصل على دكتوراه في العلوم السياسية عام 1992.
مساره الأكاديمي
بدأ سلام مسيرته الأكاديمية في باريس، حيث عمل محاضراً في جامعة السوربون من عام 1979 إلى 1981. لاحقاً، شغل مناصب أكاديمية مرموقة في جامعات أمريكية وعربية، مثل جامعة هارفارد، وجامعة كولومبيا، والجامعة الأمريكية في بيروت، حيث كان رئيساً لقسم الدراسات السياسية والإدارة العامة.
العمل القانوني والدبلوماسي
بدأ نواف حياته المهنية كمحامٍ في بيروت عام 1984، حيث كان مستشاراً قانونياً للعديد من الهيئات المحلية والدولية. لاحقاً، انخرط في العمل الدبلوماسي، حيث عُين سفيراً ومندوباً دائماً للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، وهو المنصب الذي أعطاه فرصة لتمثيل لبنان في مجلس الأمن.
رئاسة محكمة العدل الدولية
في فبراير 2024، انتُخب نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية، ليصبح ثاني عربي يترأس المحكمة منذ تأسيسها عام 1945. هذا المنصب جعله في واجهة الساحة الدولية، وساهم في تعزيز سمعته كدبلوماسي ورجل قانون رفيع المستوى.
دور نواف سلام في السياسة اللبنانية
رغم نجاحاته الدولية، ظل نواف سلام قريباً من السياسة اللبنانية. شغل عدة مناصب في لبنان، أبرزها:
- عضو في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات: ساهم في صياغة مسودة قانون انتخابي جديد عام 2006.
- عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي: ركز على تقديم المشورة بشأن القضايا الاقتصادية والاجتماعية بين 1999 و2002.
رئاسة الحكومة اللبنانية
في أعقاب انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في أوائل عام 2025، برز اسم نواف سلام كمرشح رئيسي لتشكيل الحكومة، هذا الترشيح جاء نتيجة توافق بين القوى السياسية المختلفة، نظرًا لخبرته الطويلة وشعبيته الواسعة.
عائلة نواف سلام ودورها في السياسة
أصول عائلة سلام
تُعرف عائلة سلام بأنها من الطائفة السنية في لبنان، وهي إحدى الطوائف الإسلامية الرئيسية في البلاد، بمعنى أن ديانة نواف سلام هي مسلم سني، ومن أبرز العائلات السياسية في لبنان:
- جده سليم سلام: أحد مؤسسي “الحركة الإصلاحية في بيروت” وممثل في الحكومة العربية الكبرى.
- عمه صائب سلام: تولى رئاسة الحكومة اللبنانية أربع مرات.
- ابن عمه تمام سلام: شغل منصب رئيس الحكومة بين 2014 و2016.
- زوجتة: السفيرة سحر بعاصيري المندوبة الدائمة للبنان لدى اليونسكو، وهي صحفية كبيرة في لبنان والعالم.
أهمية نواف سلام في السياسة اللبنانية
نواف سلام يُعرف بسمعته النظيفة وعدم تورطه في صراعات سياسية داخلية. هذه السمعة جعلته خياراً مثالياً للتوافق بين الأطراف اللبنانية المتصارعة.
في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان، ينظر كثيرون إلى نواف سلام كرمز للتغيير والإصلاح.
تحديات تنتظر نواف سلام
لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تدهورت قيمة العملة الوطنية، وارتفعت معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
يتعين على نواف سلام العمل على تحسين علاقات لبنان مع المجتمع الدولي واستعادة ثقة الدول المانحة.
كرئيس لحكومة لبنانية، سيحتاج إلى تحقيق توازن بين القوى السياسية والطائفية لضمان استقرار البلاد.
نواف سلام يجسد نموذجًا استثنائيًا لرجل الدولة العصري، الذي يجمع بين الخبرة القانونية العميقة، والمسار الأكاديمي الرفيع، والرؤية الإصلاحية.
مع تولي نواف سلام منصب رئيس حكومة لبنان في عام 2025، يواجه تحديات كبيرة، لكنه يمتلك المقومات التي تجعله قادرًا على تحقيق تغيير إيجابي في المشهد اللبناني.