تغيير أسماء المساجد في سوريا ارتبطت بعائلة الأسد
تشهد سوريا مرحلة جديدة من التحولات التي تهدف إلى إزالة إرث النظام السابق الذي هيمن لعقود طويلة على الحياة السياسية والدينية والاجتماعية، من أبرز هذه التحولات قرار مديرية أوقاف درعا بتغيير أسماء المساجد التي حملت أسماء شخصيات ورموز من عائلة الأسد أو حزب البعث، جاء هذا القرار كخطوة رمزية لإعادة الهوية الدينية والاجتماعية إلى مسارها الصحيح.
في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل تغيير أسماء المساجد والمنشآت في سوريا، والخلفيات التاريخية لهذه الخطوة، وأهم الأسماء التي تم تعديلها.
تغيير أسماء المساجد في سوريا: تفاصيل القرار
أعلنت مديرية أوقاف درعا بتاريخ 15 يناير 2025 عن تغيير أسماء مجموعة من المساجد التي كانت ترتبط بعائلة الأسد أو بشخصيات مقربة من النظام السابق. وفيما يلي أبرز التعديلات:
- مسجد باسل الأسد في درعا: تغير اسمه إلى مسجد أبو بكر الصديق.
- مسجد باسل الأسد في فرقا: أصبح اسمه مسجد عبد الرحمن بن عوف.
- مسجد الوحدة الإسلامية في فرقا: تغير إلى مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها.
- مسجد الرسول الأعظم في الشيخ مسكين: تغير إلى مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
- مسجد الرسول الأعظم في درعا: أصبح اسمه مسجد الفاروق عمر.
- حسينية الزهراء في بحري الشام: تغيرت إلى مسجد القادسية.
إزالة اللافتات القديمة
أكد القرار ضرورة إزالة جميع اللافتات التي تحمل الأسماء القديمة، واستبدالها بأسماء جديدة فورًا. تم تكليف اللجان الإدارية للمساجد بتنفيذ هذا الإجراء لضمان الالتزام الكامل.
تغيير اسماء عدة مساجد في سورية
الرسول وال بيته عليهم الصلاة والسلام طلعوا من فلول النظام كمان بحسب وجهة نظر احمد الشرع وحاشيته😒 pic.twitter.com/m3Nchb2P5l
— حسن الكعبي | H𝕒𝕤𝕤𝕒n A𝕝𝕜𝕒𝕒𝕓i (@HassanAlkaaei) January 17, 2025
سبب تغيير أسماء المساجد
خلال عقود سيطرة حزب البعث وعائلة الأسد على سوريا، سعى النظام إلى إحكام قبضته من خلال ربط العديد من المنشآت الدينية والتعليمية والصحية بأسماء قيادات النظام. كانت هذه السياسة تهدف إلى تأكيد الولاء للنظام وتكريس سيطرته على كافة مفاصل الحياة العامة.
يعكس هذا القرار رغبة المجتمع السوري في التخلص من رموز الحقبة السابقة وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي. الأسماء الجديدة التي تم اختيارها تعكس شخصيات إسلامية تاريخية مشهورة، مثل الصحابة وأمهات المؤمنين، مما يعزز الهوية الدينية والوطنية بعيدًا عن السياسة.
تأثير القرار على المجتمع السوري
ساهمت هذه التغييرات في إعادة الهوية الدينية للمجتمع السوري إلى مسارها الصحيح، حيث تم استبدال الأسماء السياسية بأسماء تحمل رمزية دينية وثقافية تجمع بين أطياف المجتمع.
جاء هذا القرار استجابة لمطالب شعبية طالبت بتغيير أسماء المساجد والمنشآت التي ارتبطت بعائلة الأسد، معتبرين أن هذه الأسماء لا تمثل هويتهم الحقيقية.
يشير العديد من المراقبين إلى أن هذه الخطوة قد تسهم في تعزيز التلاحم الاجتماعي بين السوريين الذين عانوا من التفرقة السياسية خلال العقود الماضية.
تغييرات إضافية: المستشفيات والمعاهد
تغيير أسماء المنشآت الصحية
إلى جانب المساجد، شهدت بعض المنشآت الصحية والتعليمية أيضًا تغييرات في أسمائها. ومن الأمثلة على ذلك:
- مستشفى الباسل في محافظة حمص السخنة: أصبح اسمه المستشفى الوطني بالسخنة.
- مطالبات بتغيير اسم معهد تحفيظ القرآن الأسد إلى اسم يعكس هوية دينية بعيدة عن التسييس.
مطالبات جديدة
في مدينة الحارة، هناك دعوات لتغيير اسم مسجد خولة بنت الأزور بناءً على معلومات تاريخية تشير إلى أن خولة شخصية غير موثوقة تاريخيًا.
يشير هذا القرار إلى توجه جديد لفصل الدين عن السياسة وإبعاد المساجد عن أي انتماءات حزبية، يشكل تغيير الأسماء محاولة لاستعادة الذاكرة الجماعية للسوريين وإزالة آثار العقود الماضية التي ارتبطت بالقمع السياسي.
يُنظر إلى تغيير أسماء المساجد والمعالم الدينية كإشارة إيجابية نحو بناء سوريا جديدة تقوم على أسس العدالة والمساواة والهوية المشتركة، يجب أن تشمل التغييرات أسماء كافة المنشآت التي ارتبطت بعائلة الأسد في مختلف القطاعات.