سبب تغير ملامح الأسيرة المحررة خالدة جرار بعد الإفراج عنها: قصة صمود فلسطينية في وجه الاحتلال
بشعر أبيض وملامح تعكس معاناة سنوات الاعتقال القاسية، ظهرت الأسيرة الفلسطينية المحررة خالدة جرار بعد الإفراج عنها ضمن اتفاق تبادل الأسرى في يناير 2025، خالدة جرار الناشطة الحقوقية والسياسية البارزة، أصبحت رمزًا للنضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومع إعلان خبر الإفراج عنها، تساءل الكثيرون عن سبب التغير الواضح في ملامحها وما عانته خلال فترات اعتقالها المتكررة.
في هذا المقال، سنتعرف على خالدة جرار، تفاصيل حياتها، نضالها السياسي، وظروف اعتقالها القاسية التي أثرت بشكل كبير على صحتها وملامحها، سبب تغير ملامح المحررة خالدة جرار.
من هي خالدة جرار؟
خالدة جرار من مواليد نابلس عام 1963، تبلغ من العمر 62 عامًا، وتعيش في رام الله، تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات السياسية والحقوقية الفلسطينية، وعضو سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أبرز المناصب التي شغلتها:
- رئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني.
- مديرة مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بين عامي 1993 و2005.
- ممثلة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في فلسطين.
حياتها العائلية:
- تزوجت من الناشط السياسي غسان جرار، الذي اعتقل أكثر من 14 مرة.
- أنجبت ثلاثة أبناء، لكن القدر كان قاسيًا عليها، إذ توفيت ابنتها سهى عام 2021، وابنها وديع عام 2024، خلال فترات اعتقالها، مما حرمها من وداعهم.
خالدة جرار نضال طويل واعتقالات متكررة
بدأت معاناة خالدة جرار مع الاعتقالات في عام 1989، عندما تم اعتقالها لأول مرة بعد مشاركتها في مظاهرة نسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، منذ ذلك الحين، أصبحت هدفًا مستمرًا للاعتقالات من قبل الاحتلال الإسرائيلي بسبب نشاطها السياسي.
أبرز محطات الاعتقال:
- 1998: تم منعها من السفر خارج فلسطين.
- 2014: حوصرت منزلها في رام الله وأُمرت بالطرد إلى أريحا بتهمة تهديد الأمن، لكنها رفضت المغادرة.
- 2015: اعتقالها بتهمة التحريض وحُكم عليها بالسجن 15 شهرًا مع غرامة مالية.
- 2017 – 2019: اعتقالها بتهمة ارتكاب “جرائم أمنية”، قضت خلالها عامًا في زنزانة انفرادية بسجن دامون.
- 2023: اعتقالها خلال حرب “طوفان الأقصى” وإيداعها في ظروف سيئة حتى الإفراج عنها في 19 يناير 2025.
ظروف الاعتقال القاسية
الزنازين الانفرادية
عانت خالدة جرار من ظروف اعتقال غير إنسانية، إذ كانت تُحتجز في زنازين انفرادية صغيرة بلا نوافذ، تفتقر إلى التهوية أو الإضاءة الكافية، ما اضطرها إلى الاستلقاء بالقرب من باب الزنزانة للحصول على الحد الأدنى من الأكسجين.
المعاناة الصحية
- تعرضت لإهمال طبي متعمد داخل السجون الإسرائيلية، مما أثر على صحتها بشكل كبير.
- حرمت من العناية الطبية اللازمة، مما تسبب في تدهور حالتها البدنية والنفسية.
- ظروف الاحتجاز السيئة كانت السبب الأساسي في ظهورها بملامح شاحبة وشعر أبيض، وهو انعكاس لحجم الضغط النفسي والجسدي الذي عانت منه.
لحظة الإفراج واستقبال الأبطال
في 19 يناير 2025، أُفرج عن خالدة جرار ضمن صفقة تبادل الأسرى، حيث استُقبلت استقبال الأبطال من قبل عائلتها وأصدقائها وأبناء الشعب الفلسطيني. كان مشهد استقبالها مؤثرًا، إذ بدا واضحًا حجم التغير الذي طرأ على ملامحها بعد سنوات الاعتقال.
واجهت صعوبة بالحديث مع الصحفيين وقالت إنها كانت في العزل الانفرادي.مشهد مؤلم يُظهِر تغيراً كبيراً في ملامح خالدة جرار القيادية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المفرج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بعد عام من الاعتقال. pic.twitter.com/yFwF1tz6ct
— TRT عربي (@TRTArabi) January 20, 2025
لماذا تغيرت ملامح خالدة جرار؟
الأسباب الرئيسية:
- الضغوط النفسية: فقدان اثنين من أبنائها أثناء اعتقالها كان له تأثير نفسي بالغ عليها.
- ظروف الاعتقال القاسية: الزنازين غير الآدمية، الإهمال الطبي، والحرمان من التهوية ضاعف من معاناتها.
- سوء التغذية والإهمال الصحي: أدى إلى تدهور صحتها العامة وشحوب وجهها.
خالدة جرار: رمز للصمود الفلسطيني
رغم كل ما مرت به، تبقى خالدة جرار رمزًا للنضال الفلسطيني وصورة للصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي. لم تستسلم لضغوط السجون، وظلت ثابتة على مواقفها السياسية وحقوقها المشروعة، مما جعلها قدوة للكثيرين.
رسائل خالدة جرار بعد الإفراج
أثارت كلماتها بعد الإفراج موجة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكدت على:
- ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.
- دعمها المستمر لحقوق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
- إصرارها على مواصلة النضال رغم كل الصعوبات.
تجسد قصة تغير ملامح خالدة جرار ملحمة من الصمود والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث أثبتت أن الإرادة القوية يمكنها تجاوز أصعب المحن.
ستظل خالدة رمزًا للنضال الفلسطيني، وشهادتها الحية تذكيرًا للعالم بمعاناة الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.