من هو فريد المذهان؟ البطل المجهول صاحب قانون قيصر
برز أسم فريد المذهان قيصر سوريا، خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل ومحرك البحث لمعرفة من هو فريد المذهان؟، الرجل الذي هزّ العالم بتسريباته من داخل سجون الأسد ، فقد كان المذهان المعروف بـ قيصر أحد أبرز الشخصيات التي كشفت عن الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت داخل السجون السورية خلال فترة حكم بشار الأسد.
بصفته ضابط صف في الشرطة العسكرية السورية، وجد قيصر نفسه شاهدًا على فظائع لا يمكن تجاهلها، ليقرر المخاطرة بحياته وتسريب آلاف الصور التي وثّقت التعذيب الممنهج بحق المعتقلين، هذه الخطوة الشجاعة لم تكن مجرد كشف للحقائق، بل أدت إلى فرض قانون قيصر، الذي شدد العقوبات على النظام السوري، وأعاد تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.
من هو فريد المذهان؟
الأسم فريد ندى المذهان، من مواليد مدينة درعا ، والمعروف إعلاميًا بـ”قيصر“، هو ضابط صف سوري سابق برتبة مساعد أول، شغل منصب رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق ومصور الجثث.
ينحدر المذهان من مدينة درعا، وقد اشتهر بتسريبه آلاف الصور التي توثق التعذيب والانتهاكات داخل السجون السورية خلال فترة حكم بشار الأسد.
ظلّت هوية “قيصر” مجهولة حتى كشف عنها في مقابلة تلفزيونية في فبراير 2025، حيث قال: “أنا المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، المعروف بقيصر، ابن سوريا الحرة، أنا من مدينة درعا مهد الثورة السورية”.
يُعتبر فريد المذهان رمزًا للشجاعة والتضحية، حيث خاطر بحياته لكشف الحقيقة وتوثيق الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري، مما أسهم في زيادة الوعي الدولي حول معاناة المعتقلين والسعي لتحقيق العدالة.
تفاصيل الجرائم داخل المعتقلات
منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، كُلّف المذهان بتصوير جثث المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام، عمله شمل مستشفيات مثل تشرين العسكري وحرستا والمزة، حيث كانت تُجمع جثث المعتقلين.
كانت تُمنح كل جثة رقمًا خاصًا لتوثيقها، ومع مرور الوقت، ارتفع عدد الجثث التي كان يوثقها يوميًا من 10-15 إلى حوالي 50 جثة في اليوم الواحد.
عملية تسريب الأدلة
استمرت عملية تهريب الصور على مدار 3 سنوات، حيث كان ينقلها يوميًا من مقر عمله في دمشق إلى منزله في مدينة التل، مستخدمًا وسائل تمويه مختلفة، مثل إخفائها داخل ملابسه، أو في أكياس الخبز، أو حتى على جسده، خوفًا من اكتشافها عند نقاط التفتيش التابعة للنظام.
بعد تأمين آلاف الصور، تمكن المذهان من مغادرة سوريا عبر الأردن، ثم انتقل إلى قطر، حيث تم تجهيز ملفه القضائي من قبل مكتب محاماة دولي لمحاسبة النظام السوري.
قانون قيصر
بفضل الأدلة التي قدّمها المذهان، أقرَّ الكونغرس الأمريكي قانونًا يحمل اسمه، وهو قانون قيصر، الذي دخل حيز التنفيذ في 17 يونيو 2020، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري، مستهدفًا المؤسسات الحكومية والشركات والأفراد المرتبطين بالنظام.
مطالبة فريد المذهان برفع قانون قيصر
رغم أهمية القانون في الضغط على النظام السوري، إلا أن المذهان فاجأ الجميع بمطالبته للحكومة الأمريكية بإلغاء قانون قيصر، مشيرًا إلى أن العقوبات الاقتصادية أثرت سلبًا على الشعب السوري أكثر من تأثيرها على النظام نفسه.
عمليات الابتزاز داخل السجون
كشف المذهان عن الابتزاز الممنهج الذي تعرّض له أهالي المعتقلين، حيث كانوا يدفعون مبالغ طائلة للحصول على معلومات عن ذويهم، لكن دون أي جدوى، إذ كانت معظم هذه الأموال تذهب إلى المسؤولين الأمنيين دون تقديم أي وعود بإطلاق سراح المعتقلين.
ردود الفعل الدولية
أثارت تسريبات المذهان ردود فعل دولية واسعة، حيث تم استخدامها كأدلة في محاكمات دولية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سوريا. كما ساهمت هذه التسريبات في زيادة الضغط الدولي على النظام السوري وداعميه.
يُعد فريد المذهان أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في كشف الجرائم والانتهاكات داخل السجون السورية، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية على النظام السوري.
وبينما يظل مستقبل سوريا مجهولًا، فإن التسريبات التي قدّمها فريد المذهان المعروف بـ قيصر ستظل شاهدًا على واحدة من أسوأ الفظائع التي شهدها العالم في العصر الحديث.
