فريد المذهان (قيصر سوريا): القصة الكاملة لضابط فضح جرائم النظام السوري

في قلب واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية المأساوية في القرن الحادي والعشرين، برز اسم فريد ندى المذهان، المعروف إعلاميًا باسم “قيصر”، كرمز للشجاعة وكشف الحقيقة، بعد كشف حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين.

في هذا المقال، نستعرض سيرة فريد المذهان، وأسباب تسريبه الصور، من هو فريد المذهان ويكيبيديا؟ عمره وزوجته وأبنائه وتأثير ذلك على المشهد السياسي الدولي.

من هو فريد المذهان؟

وُلد فريد ندى المذهان في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، سوريا، في القرن العشرين، نشأ في بيئة سورية تقليدية، والتحق بالشرطة العسكرية السورية، حيث شغل منصب مساعد أول ورئيس قلم الأدلة القضائية.

يعيش فريد المذهان حاليًا في دولة أوروبية في ظل حماية أمنية مشددة.

  • متزوج من سيدة سورية الأصل
  • لديه أبناء، لكنه يفضل عدم الكشف عن تفاصيل حياتهم لحمايتهم

العمل في الجيش السوري

بدأ فريد المذهان مسيرته المهنية في الجيش السوري عام 2000، حيث عمل كمصور عسكري مكلف بتوثيق الحوادث والجرائم داخل المؤسسة العسكرية.

لم يكن يتوقع أنه سيصبح يومًا ما شاهدًا على أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ الحديث.

مع اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، تم تكليف المذهان بتصوير وتوثيق جثث المعتقلين الذين لقوا حتفهم داخل معتقلات النظام السوري.

كانت مهمته تتطلب تصوير الجثث وحفظها في الأرشيف العسكري، لتوثيق الوفاة في سجلات الدولة.

تفاصيل الجرائم داخل المعتقلات السورية

الطريقة التي تم بها التوثيق

كان لكل معتقل رقم يتم منحه عند دخوله السجن، وعند وفاته، يتم وضع نفس الرقم على الجثة، مع تحديد الفرع الأمني الذي توفي فيه.

في البداية، كان العدد اليومي للجثث يتراوح بين 10 إلى 15، لكنه ازداد تدريجيًا ليصل إلى 50 جثة يوميًا، إذ إنه نجح في جمع نحو 77 ألف صورة للمعتقلين والقتلى داخل أقبية النظام المخلوع، وأرسل الصور إلى أقاربه خارج سورية، ثم نجح بعد ذلك في الهروب وأفراد عائلته إلى الخارج.

أنواع التعذيب والقتل

كشفت الصور التي التقطها المذهان لمئات الألاف من أن الضحايا تعرضوا لأنواع مختلفة من التعذيب الوحشي، بما في ذلك:

  • كسور في العظام.
  • حروق كهربائية.
  • أظافر مقتلعة.
  • عيون مقلوعة.
  • تجويع شديد أدى إلى هزال مفرط.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الانتهاكات كانت تتم تحت إشراف مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في النظام السوري.

كيف نجح فريد المذهان في تهريب الصور؟

استمرت عملية تسريب الصور على مدار ثلاث سنوات، حيث كان المذهان ينقل الصور من مقر الشرطة العسكرية في دمشق إلى منزله في مدينة التل، مستخدمًا وسائل تمويه مختلفة، مثل:

  • إخفاء الصور داخل ملابسه.
  • وضعها في أكياس خبز.
  • نقلها على USB صغير مخبأ في أغراضه الشخصية.

في عام 2013، وبعد أن شعر أن الشكوك بدأت تحيط به، قرر الفرار من سوريا، فانتقل إلى الأردن، ثم إلى قطر، حيث تم تجهيز ملفه بالتعاون مع منظمات حقوقية ومحامين دوليين.

قانون قيصر: نقطة تحول في السياسة الدولية تجاه سوريا

ما هو قانون قيصر؟

بناءً على الأدلة التي قدمها المذهان، أقر الكونغرس الأمريكي في 17 يونيو 2020 قانونًا يحمل اسمه، وهو قانون قيصر، الذي فرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام السوري.

تأثير القانون

  • استهدف العقوبات مسؤولين حكوميين وعسكريين متورطين في الجرائم.
  • قيّد التعاملات المالية الدولية مع الحكومة السورية.
  • منع الشركات الأجنبية من الاستثمار في البنية التحتية بسوريا.
  • زاد من الضغط السياسي والدبلوماسي على النظام السوري

المطالبة برفع قانون قيصر

موقف فريد المذهان من العقوبات

في خطوة مفاجئة، دعا المذهان لاحقًا إلى إعادة النظر في قانون قيصر، مشيرًا إلى أن العقوبات الاقتصادية لم تؤثر فقط على النظام، بل أدت أيضًا إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسوريين.

الظهور العلني لأول مرة

في فبراير 2025، كشف فريد المذهان عن هويته الحقيقية لأول مرة خلال مقابلة إعلامية، حيث تحدث عن التفاصيل الكاملة لمهمته السرية، والصعوبات التي واجهها أثناء تهريب الصور.

  • أكد أنه كان يعمل مع شبكة معارضة ساعدته في الهروب.
  • تحدث عن الضغوط النفسية التي تعرض لها أثناء عمله.
  • دعا إلى محاكمة بشار الأسد والمسؤولين عن الجرائم

أهمية تسريبات قيصر في المحاكم الدولية

شكلت صور قيصر أدلة دامغة استُخدمت في محاكمات دولية، حيث ساعدت في:

  • فتح ملفات جرائم الحرب ضد النظام السوري.
  • محاكمة ضباط أمنيين سابقين في ألمانيا وفرنسا.
  • دعم جهود المنظمات الحقوقية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

ومن أبرز المحاكمات التي استندت إلى صور قيصر محاكمة أنور رسلان، المسؤول السابق في الأمن السوري، في كوبلنز، ألمانيا، محاكمة مسؤولين أمنيين آخرين في فرنسا وهولندا.

الآن، ومع كشف هويته الحقيقية، يبقى السؤال: هل ستتم محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم يومًا ما؟ أم أن النظام السوري سيظل يفلت من العقاب؟.

ليلى الحسيني

محررة متعددة التخصصات تتمتع بقدرة فريدة على تبسيط المعلومات المعقدة وجعلها مفهومة للجميع. تتميز بأسلوب كتابة جذاب وسلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى