الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال.. دليل شامل للأحكام والفروقات الشرعية

يخلط الكثير من المسلمين بين زكاة الفطر وزكاة المال، معتقدين أنهما نوع واحد من الزكاة، ولكن في الواقع هناك فروقات جوهرية بينهما من حيث الحكم الشرعي، وقت الإخراج، المقدار، والمستفيدين، سنوضح الفروق الأساسية بين هذين النوعين من الزكاة، وأهم الأحكام المتعلقة بكل منهما وفقًا للفقه الإسلامي.

فما الفرق بينهما؟ وما هي الأحكام الشرعية المتعلقة بكل منهما؟ في هذا المقال، سنوضح أوجه الاختلاف بين زكاة الفطر وزكاة المال، من حيث الحكم، المقدار، المصارف، والوقت المحدد لإخراجهما.

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

يحرص المسلمون على أداء الزكاة كجزء أساسي من العبادات المالية التي فرضها الإسلام، حيث تُعتبر وسيلة لتطهير المال والنفس، وتعزيز التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء. لكن هناك نوعان أساسيان من الزكاة يلتبس الأمر على البعض في التفريق بينهما، وهما:

• زكاة الفطر، التي تؤدى في نهاية شهر رمضان، وهي فرض على كل مسلم قادر.
• زكاة المال، التي تُفرض على الثروات بعد بلوغها النصاب وحولان الحول عليها.

ما هي زكاة الفطر؟

زكاة الفطر هي زكاة واجبة على كل مسلم، تؤدى في نهاية شهر رمضان المبارك، وذلك تطهيرًا للصائم من أي تقصير وقع فيه خلال صيامه، ومساهمة في إدخال السرور على الفقراء والمساكين يوم العيد.

الدليل الشرعي: قال رسول الله ﷺ:

“فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.” (رواه أبو داود وابن ماجه).

• مقدار زكاة الفطر: تُقدّر بصاعٍ من الطعام، أي ما يعادل 2.5 إلى 3 كجم من قوت أهل البلد (مثل الأرز، القمح، التمر، الشعير).
• القيمة النقدية: تختلف حسب سعر الطعام، وتتراوح بين 5 إلى 15 دولارًا للفرد تقريبًا، وفقًا للبلد الذي يعيش فيه المسلم.

وقت إخراج زكاة الفطر

من غروب شمس آخر يوم من رمضان حتى قبل صلاة العيد، يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين لتصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

ولا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد، وإلا تعتبر صدقة عادية وليست زكاة فطر.

المستحقون لزكاة الفطر: تصرف للفقراء والمساكين، حتى يتمكنوا من الاحتفال بالعيد دون الحاجة إلى طلب المساعدة من الآخرين.

ما هي زكاة المال؟

زكاة المال هي الزكاة المفروضة على الأموال والثروات التي يمتلكها المسلم إذا بلغت النصاب الشرعي وحال عليها حولٌ كامل (سنة هجرية).

الدليل الشرعي: قال الله تعالى:

“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).

الأموال التي تجب فيها زكاة المال:

• الذهب والفضة إذا بلغا النصاب.
• الأموال النقدية المودعة في البنوك.
• التجارة والممتلكات المخصصة للبيع.
• الزروع والثمار إذا بلغت حد النصاب.
• الثروة الحيوانية (الإبل، البقر، الغنم).

نصاب زكاة المال:

يعادل 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة، إذا بلغت الأموال هذا النصاب، يتم إخراج 2.5% منها بعد مرور عام هجري كامل.

وقت إخراج زكاة المال:

• يمكن إخراجها في أي وقت من السنة بمجرد بلوغ النصاب وحولان الحول.
• يفضل إخراجها فور استحقاقها وعدم تأخيرها، لضمان وصولها إلى المستحقين.

مصارف زكاة المال:

حددت الشريعة الإسلامية ثمانية مصارف للزكاة، وهي المذكورة في قوله تعالى:

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.” (التوبة: 60).

• الفقراء والمساكين.
• العاملون على جمع وتوزيع الزكاة.
• المؤلفة قلوبهم (لمن يحتاجون إلى تثبيت إيمانهم).
• فك الرقاب (تحرير العبيد).
• الغارمون (المدينون العاجزون عن السداد).
• في سبيل الله (دعم الأعمال الخيرية والجهاد).
• ابن السبيل (المسافر المحتاج).

يمكن للمسلم توزيع زكاة ماله على هذه الفئات وفق احتياجاتهم، مع إعطاء الأولوية للفقراء والمحتاجين.

جدول يوضح الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

زكاة الفطر وزكاة المال كلاهما عبادتان عظيمتان تساهمان في تحقيق العدالة الاجتماعية ومساعدة الفقراء، ولكن لكل منهما حكم شرعي مختلف من حيث التوقيت، النصاب، والمستحقين.

على المسلم أن يحرص على إخراج زكاة الفطر قبل العيد، وزكاة المال بمجرد استحقاقها، حتى يُطهر ماله ويبارك له الله فيه، إذا كنت تتساءل عن كيفية إخراج زكاتك بشكل صحيح، يمكنك الرجوع إلى المراكز الإسلامية أو الجهات الشرعية في بلدك لمعرفة القيم المحددة لكل نوع من الزكاة.