من هو الشيخ شعبان منصور؟ أحد أبرز رموز العلويين في سوريا وتفاصيل مقتله المفاجئ

يُعد الشيخ شعبان منصور من أبرز الشخصيات الدينية في الطائفة العلوية بسوريا، حيث عُرف بتواضعه، زُهده، وجهوده في العمل الخيري وتوفير الرعاية الصحية المجانية لسكان المنطقة، وعقب العثور على جثمان الشيخ شعبان منصور عند أطراف مدينة سلحب بعد ساعات من اعتقاله.

وبدأ البحث عن من هو الشيخ شعبان منصور ويكيبيديا والسيرة الذاتية وتفاصيل وفاته، فمع تصاعد التوترات في سوريا في عام 2025، أُعلن عن اختطافه واغتياله، وهو الحدث الذي أثار غضبًا واسعًا بين أبناء الطائفة العلوية، خصوصًا في ظل التحولات السياسية الحادة والإشتباكات المسلحة التي شهدتها البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.

في هذا المقال، سنتناول حياة شيخ العلويين العلامة شعبان منصور ويكيبيديا، أعماله الخيرية، دوره الديني، وتفاصيل مقتله وردود الفعل على وفاته.

من هو الشيخ شعبان منصور ويكيبيديا؟

وُلد الشيخ شعبان المنصور عام 1939 في قرية أبو قبيس، الواقعة في محافظة حماة بسوريا. نشأ في بيئة بسيطة، حيث كان معروفًا بتواضعه وورعه الديني منذ صغره، انخرط في التعاليم الدينية للطائفة العلوية، وسرعان ما أصبح إحدى الشخصيات البارزة في مجتمعه، نظرًا لحرصه الدائم على إعلاء قيم الإنسانية والتكافل الاجتماعي.

المسيرة الدينية والاجتماعية

منذ شبابه، كرس الشيخ شعبان منصور حياته للعمل الخيري، حيث أطلق العديد من المبادرات التي هدفت إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين في المناطق الريفية من سوريا، كان يؤمن بأن الدين الحقيقي يتمثل في خدمة الآخرين، وهو ما جعله شخصية محبوبة تحظى باحترام واسع بين أبناء الطائفة العلوية وغيرها من الطوائف.

في السبعينيات، انتقل الشيخ شعبان إلى منطقة الصقلية (الصفاء)، حيث استقر وواصل نشاطاته الزراعية والخيرية، خلال هذه الفترة، عزز من روح التكافل الاجتماعي في منطقته، حيث أصبح ملجأً للفقراء والمحتاجين، وكان يُعرف بتواضعه وزهده في الحياة.

في عام 2019، برز الشيخ شعبان منصور إعلاميًا بعد انتشار صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر بملابس بسيطة أثناء إشرافه على حملة بناء مستشفى خيري ضخم في مدينة سلحب بمحافظة حماة.

بعد سقوط نظام بشار الأسد عام 2024، برزت الطائفة العلوية كأحد أهم الفئات المتأثرة بالتغيرات السياسية.

وفي ظل هذه التحولات، تم الإعلان في فبراير 2025 عن تأسيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر“، والذي كان يهدف إلى:

• تمثيل الطائفة العلوية سياسيًا ودينيًا في سوريا الجديدة.
• الدفاع عن حقوق أبناء الطائفة وضمان مشاركتهم في مستقبل البلاد.
• تعزيز الهوية العلوية بعيدًا عن الاستغلال السياسي.

ترأس المجلس الشيخ غزال غزال، مفتي اللاذقية، وضم أكثر من 130 شيخًا من مختلف المحافظات السورية، وكان الشيخ شعبان منصور أحد أبرز داعمي هذا المجلس.

مقتل الشيخ شعبان منصور: التفاصيل وردود الفعل

في مساء يوم 6 مارس 2025، أفادت مصادر إعلامية سورية بأن قوات تابعة للنظام السوري اعتقلت الشيخ شعبان منصور من منزله في قرية سقلبية مع نجله حسين، على الرغم من كونه مريضًا وغير قادر على الكلام.

بعد ساعات من اختطافه، تم العثور على جثمان الشيخ شعبان منصور ونجله ملقيين على أطراف مدينة سلحب، انتشرت صور جثمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، مما تسبب في غضب عارم داخل المجتمع العلوي، واندلعت على إثرها اشتباكات بين قوات النظام والسكان العلويين.

تداعيات وسبب وفاته

اندلعت احتجاجات واسعة في الساحل السوري، رفضًا لسياسات النظام السوري، أعلن المجلس الإسلامي العلوي الأعلى الحداد على الشيخ، محذرًا من استهداف الرموز الدينية.

وتصاعدت الاشتباكات بين قوات النظام وأبناء الطائفة العلوية، وسط تصعيد عسكري خطير في اللاذقية وطرطوس، طالب المجلس العلوي الأمم المتحدة وروسيا بالتدخل لوقف المجازر بحق الطائفة العلوية.

رد فعل النظام السوري

أصدرت وزارة الدفاع السورية بيانًا على لسان المتحدث حسن عبد الغني، جاء فيه:

“كل من يرفض تسليم سلاحه للدولة سيواجه رداً حاسماً لا تهاون فيه.”

كما هدد في بيان آخر:

“من يراهن على الفوضى لم يدرك بعد أن عهد الاستبداد انتهى، ولمن لم يفهم ذلك بعد، سنعيد توضيحه عملياً على الأرض.”

كان الشيخ شعبان منصور رمزًا للتسامح والإنسانية، حيث كرس حياته لخدمة مجتمعه من خلال المبادرات الخيرية والدعوة إلى السلام، ورغم أنه كان شخصية دينية محايدة، إلا أن اغتياله جاء في وقت حساس يؤجج الصراع الداخلي في سوريا.

لقد ترك إرثًا عظيمًا من الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية التي ستظل خالدة في ذاكرة أبناء الطائفة العلوية والسوريين بشكل عام، وستبقى ذكراه مصدر إلهام للأجيال القادمة في مواجهة الظلم والسعي نحو العدالة.