ما هي تشكيلات يا علي الشعبية في العراق؟: الميليشيات التي تستهدف السوريين في العراق

في الفترة الأخيرة وخاصة بعد احداث الساحل السوري، برزت تشكيلات يا علي الشعبية كواحدة من المجموعات المسلحة غير الرسمية في العراق، والتي أثارت جدلًا واسعًا بسبب أنشطتها التي تستهدف المقيمين السوريين داخل الأراضي العراقية، هذه المجموعة التي تدّعي أنها تعمل لحماية المجتمع العراقي، قامت بعدة اعتداءات على العمال السوريين، وتفتيش هواتفهم، والاعتداء عليهم بالضرب في حال تم العثور على محتوى يُظهر تأييدًا للحكومة السورية أو شخصيات سياسية سورية.

مع تصاعد الانتقادات الداخلية والدولية، أصبحت هذه التشكيلات محط اهتمام واسع، مما دفع جهات حقوقية وسياسية إلى التساؤل عن أهدافها الحقيقية، ومن يقف خلفها، وتأثيرها على صورة العراق داخليًا وخارجيًا.

ما هي تشكيلات يا علي الشعبية؟

تشكيلات “يا علي الشعبية” هي مجموعة مسلحة غير رسمية ظهرت مؤخرًا في العراق، ويُعتقد أنها مكونة من عناصر مجهولة الهوية، ينشطون بطرق غير قانونية، حيث يقومون بعمليات تفتيش واعتداءات جسدية ضد السوريين المقيمين في العراق، بحجة أنهم يدعمون الحكومة السورية أو يُروجون لشخصيات سياسية مثل أحمد الشرع (الجولاني).

أبرز الأنشطة التي قامت بها المجموعة:

  • مداهمة محالّ تجارية ومنازل لسوريين مقيمين في العراق.
  • تفتيش هواتف العمال السوريين بحثًا عن صور أو مقاطع فيديو تتعلق بالحكومة السورية.
  • ضرب وإهانة العمال السوريين الذين يُعثر على هواتفهم محتويات تعتبرها الجماعة معادية.
  • نشر بيانات تهديدية تحذر السوريين من “تمجيد الحكومة السورية”.

أول ظهور علني لتشكيلات يا علي الشعبية

ظهر أفراد من تشكيلات يا علي الشعبية لأول مرة في فيديو مسرب تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قاموا باقتحام ورشة عمل واعتدوا على عدد من العمال السوريين بعد أن وجدوا في هواتفهم صورًا لـ أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، وهو سياسي سوري معارض.

مشاهد الفيديو أظهرت:

  • أشخاصًا ملثمين مدججين بالسلاح وهم يقومون بمداهمات واعتداءات.
  • ضرب العمال السوريين ومصادرة هواتفهم.
  • تحذير السوريين بعدم نشر أي محتوى يُعبر عن دعم الحكومة السورية.

الردود الرسمية – هل الحكومة العراقية على علم بأنشطتهم؟

على إثر انتشار هذه الفيديوهات، أصدر رئيس خلية الإعلام الأمني العراقي، سعد معن، بيانًا جاء فيه:

“العراق يحترم جميع المقيمين على أراضيه، ولا فرق بين جنسية وأخرى في تطبيق القانون، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة أي جهة تحاول الاعتداء على أمن وسلامة اللاجئين أو المقيمين السوريين.”

لكن حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي إجراءات رسمية لاعتقال أو محاسبة هذه الجماعة، مما يثير التساؤلات حول مدى قدرتها على العمل بحرية دون تدخل أمني رسمي.

حتى اللحظة، لم تصدر وزارة الداخلية العراقية بيانًا رسميًا بشأن أنشطة “تشكيلات يا علي الشعبية”، لكن مصادر أمنية أكدت أن السلطات تحقق في الفيديوهات المنتشرة والتي تُظهر أفراد المجموعة وهم يعتدون على العمال السوريين.

هل سيتم تفكيك هذه المجموعة؟ أم أن أنشطتها ستستمر تحت غطاء غير رسمي؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد من العراقيين حاليًا.

لماذا تستهدف “تشكيلات يا علي الشعبية” السوريين في العراق؟

وفقًا لما جاء في البيان الذي نشرته المجموعة، فإنها تعتبر أن بعض السوريين المقيمين في العراق يشكلون تهديدًا، خاصةً إذا كانوا يدعمون شخصيات سياسية سورية أو يُروجون لها.

أبرز ما جاء في بيان “تشكيلات يا علي الشعبية”:

  • “كل من يروج للجولاني عليه أن يعيش في حكمه ويتمتع بالديمقراطية هناك، وليس في العراق.”
  • “العراقيون الذين يدعمون الجولاني أو تنظيم داعـش سيكون لهم إصدار خاص.”

لكن هذه الممارسات أثارت انتقادات واسعة، حيث يرى الكثيرون أن هذه الجماعة تتجاوز القانون العراقي، وتسيء إلى صورة العراق كبلد يحترم حقوق المقيمين فيه.

هل هناك دعم داخلي لتشكيلات يا علي الشعبية؟

لا توجد حتى الآن أدلة واضحة على الجهة التي تموّل أو تدعم هذه المجموعة، لكن هناك تكهنات تشير إلى إمكانية وجود جهات سياسية أو مسلحة لها أجندات خاصة تسعى إلى تأجيج الوضع.

مع تزايد الجدل حول “تشكيلات يا علي الشعبية”، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة العراقية من احتواء هذه الظاهرة، أم أنها ستتفاقم لتصبح تهديدًا أمنيًا أكبر؟، من الضروري أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات سريعة لحماية جميع المقيمين داخل البلاد، وضمان عدم تعرض أي فئة لأي تمييز أو استهداف غير قانوني.

ما رأيك في هذه الظاهرة؟ وهل تعتقد أن السلطات العراقية ستتمكن من السيطرة على الوضع؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى