انتقاد ميحد حمد: لماذا يدافع عنه نجوم الخليج؟
في الآونة الأخيرة، تعرض الفنان الإماراتي ميحد حمد، الذي يُلقب بـ “فنان الإمارات الأول”، لحملة انتقاد واسعة بعد أدائه في إحدى الفعاليات المهمة، وعلى الرغم من كونه أحد أبرز الأسماء في مجال الغناء الإماراتي والخليجي، إلا أن بعض الهجوم عليه أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وبين الإعلاميين والفنانين.
لكن من هو ميحد حمد؟ وما الذي جعل الفنان صاحب المسيرة الفنية الطويلة يصبح هدفًا للانتقاد؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
من هو ميحد حمد؟
ميحد حمد ميحد المهيري هو فنان إماراتي بارز، وُلد في 22 مايو 1961 بمدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ينتمي إلى عائلة “المهيري”، وقد بدأ مسيرته الفنية في سنٍ صغيرة وهو ما زال مراهقًا. لكن رغم بدايته الهواية، إلا أن إصراره على المضي قدماً في مسيرته الفنية جعلته يُصبح من أشهر الفنانين الإماراتيين.
عُرف ميحد حمد بعذوبة صوته وامتلاكه موهبة فنية خاصة جعلته يتربع على عرش الأغنية الإماراتية. غنّى للعديد من الشعراء الإماراتيين والخليجيين، كما شارك في العديد من الاحتفالات الوطنية والإقليمية. من أبرز أغانيه “خمس الحواس”، “أحب البر والمزيون”، “إذا مريت صوب الدار”، و”يا عين كفي الدمع”، وغيرها من الأعمال التي جعلته أحد الرموز الثقافية في الإمارات.
يُعد ميحد حمد رائداً في الغناء الشعبي الإماراتي، وهو يُعتبر أحد مؤسسي هذا النوع من الفن الذي يعبّر عن موروث الإمارات الثقافي والاجتماعي. ورغم أنه يفضل الابتعاد عن الأضواء الإعلامية، إلا أن أغانيه لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في أرجاء العالم العربي.
انتقاد ميحد حمد: الأسباب والردود
على الرغم من المكانة الرفيعة التي يتمتع بها ميحد حمد في ساحة الفن الإماراتي، إلا أنه تعرض مؤخراً إلى انتقادات لاذعة بعد ظهوره في إحدى الفعاليات الكبيرة في دولة الإمارات. الحملة بدأت بعد تقييم أدائه في الحفل الذي أُقيم بمناسبة عيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات، حيث تداول البعض مقاطع من الحفل على منصات التواصل الاجتماعي.
وانتقد بعض المتابعين أسلوب أدائه وحضوره على المسرح، معتبرين أن صوته لم يكن بنفس القوة التي اعتادوا عليها. لم يقتصر الهجوم على منصات التواصل الاجتماعي فحسب، بل طالت الحملة الإعلامي صالح الجسمي، الذي قام بنقد أداء الفنان ميحد حمد عبر حسابه الشخصي في “إكس” (تويتر سابقًا)، مما زاد من حدة الانتقادات.
لكن ما أثار الجدل بشكل أكبر هو ردود الفعل التي تلت هذه الحملة، حيث عبر العديد من الفنانين الخليجيين عن دعمهم الكامل لميحد حمد. فقد عبّر الفنان الإماراتي حسين الجسمي عن تقديره الكبير لميحد حمد عبر منشور له على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن “ميحد حمد رمز شامخ للثقافة والفن الإماراتي”. كذلك، أكّد الفنان حبيب غلوم احترامه الكبير لميحد حمد واصفاً إياه بـ “تاج الأغنية الإماراتية”. هذا التضامن الواسع من زملائه الفنانين أظهر الوحدة الفنية الخليجية في دعم الفنانين.
المطالبة بالتحلي بالاحترام والتقدير
لم تكن ردود الفعل المؤيدة وحدها التي أثارت الاهتمام، بل كذلك النداءات التي دعت إلى ضرورة احترام تاريخه الفني الطويل. حيث أكد العديد من الإعلاميين والجماهير أنه يجب التحلي بالاحترام تجاه فنان قدم للوطن الكثير من الأعمال التي ساهمت في تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية. من خلال مسيرته الطويلة، أصبح ميحد حمد جزءًا من ذاكرة الوطن وذاكرة الجمهور الخليجي.
ومن جانب آخر، عارض الإعلامي صالح الجسمي الحملة التي استهدفت ميحد حمد، مشيرًا إلى أن الهجوم عليه ليس إلا من قبل “الحاقدين والمغرضين”. وأكد أن هؤلاء الأشخاص يسعون لانتقاد “صوت نشاز” لن ينتقص من مكانة ميحد حمد في قلوب الإماراتيين.
في النهاية، يبقى ميحد حمد أحد أهم وأبرز الفنانين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وله تاريخ طويل ومشرف في مجال الفن والغناء. ورغم الانتقادات الأخيرة التي تعرض لها، فإن تاريخه الفني، وإرثه الثقافي، والشعبية التي لا تزال تحظى بها أغانيه، تظل شهادة حية على مكانته الكبيرة في قلوب جمهور الإمارات والخليج العربي.
ومن المؤكد أن مثل هذه الحوادث، التي قد تكون مجرد هفوات أو اختلافات في الرأي، لن تؤثر على مسيرته الفنية، بل ربما تزيد من تعلق محبيه به. لذا، على الجميع أن يتحلى بالاحترام والتقدير لمكانته الفنية، والأخذ في الاعتبار أن الفن ليس دائمًا خاليًا من الانتقادات، لكنها لا تُمثل سوى محاولات محدودة للتقليل من شأن نجوم الفن الذين قدموا الكثير لوطنهم وجمهورهم.