أين يختبئ أمجد يوسف مرتكب مجزرة التضامن؟ التفاصيل الكاملة لـ جائزة 100 الف دولار

أمجد يوسف، الضابط السوري المتورط في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام السوري خلال الحرب الأهلية، لا يزال يثير الجدل والتساؤلات حول مكان وجوده، فقد ارتبط اسم أمجد يوسف بمجزرة حي التضامن في دمشق عام 2013، التي وثقتها صحيفة الغارديان بفيديوهات صادمة أظهرت عمليات إعدام جماعي لـ41 مدنيًا بطريقة وحشية.

ولكن، أين هو الآن؟ وهل فعلاً أمجد يوسف مرتكب مجزرة التضامن موجود في حي النزهة بحمص؟، وحقيقة ما يتم تداولة على منصة أكس أنه قد وصلت قيمة التبرع إلى 100 الف دولار لمن يصل إلى أمجد يوسف مرتكب مجزرة حي التضامن بدمشق.

مكان أمجد يوسف: من دمشق إلى حمص؟

وفق شهادات زملاء سابقين لأمجد يوسف في قوات النظام، كشفت مصادر عن نقله إلى قاعدة عسكرية في كفرسوسة قرب دمشق منذ حوالي ستة أشهر، ثم انتقاله لاحقًا إلى حي النزهة في مدينة حمص. حي النزهة يُعرف بكونه منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري، وتُعتبر ملاذًا آمنًا لعناصره، خاصة أولئك المتورطين في جرائم شنيعة يخشى النظام انكشافهم.

هذا الانتقال جاء بعد الضغوط الدولية التي أعقبت تسريب مقاطع الفيديو والوثائق التي تورط يوسف بارتكاب المجازر. في كفرسوسة، كان يوسف يخدم في موقع محصن، ولكن انتقاله إلى حمص قد يشير إلى محاولة لإخفائه عن الأنظار، وسط تكهنات بمحاولات النظام حمايته من الملاحقة الدولية.

ماذا حدث في مجزرة التضامن؟

وقعت مجزرة حي التضامن في 16 أبريل 2013، عندما أقدم أمجد يوسف، الذي كان مساعدًا أول في فرع المنطقة 227، على إعدام 41 مدنيًا بدم بارد. ظهر في مقاطع الفيديو وهو يطلق النار على الضحايا المعصوبي الأعين والمكبلي الأيدي، ثم حرق جثثهم داخل حفرة عميقة. أثارت هذه الفيديوهات التي كشفت عنها الغارديان في عام 2022 موجة غضب عالمية، وصنفت المجزرة كجريمة حرب.

التهم الأخرى الموجهة لـ أمجد يوسف

بحسب شهادات زملائه، لم تكن مجزرة التضامن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها يوسف. فقد وُثق تورطه في:

  • 12 مجزرة أخرى على الأقل، استهدفت سكان الأحياء السنية.
  • اختطاف النساء من الشوارع، حيث لم يظهر العديد منهن مرة أخرى.
  • إطلاق النار على النساء والأطفال، كما يظهر في مقاطع فيديو لم تُنشر على نطاق واسع.

ردود الفعل الدولية على مجزرة التضامن

أثار الكشف عن المجزرة سلسلة من ردود الأفعال الدولية، حيث فتحت دول مثل فرنسا وهولندا وألمانيا تحقيقات بشأن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا. المحققون الألمان، على وجه الخصوص، تمكنوا من تحديد هوية أحد زملاء أمجد يوسف الذي يقيم الآن في ألمانيا. هذه الجهود تشير إلى أن الملاحقة الدولية للجناة ما زالت مستمرة.

تبرعات للقبض على أمجد يوسف

في خطوة تعكس الغضب الشعبي تجاه أمجد يوسف، أطلقت حملة على منصة إكس (تويتر سابقًا) لجمع تبرعات تصل إلى 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات عن مكانه.

ساهم في هذه الحملة عدد من الجهات، منها جبهة النصرة والفصائل المسلحة السورية، إلى جانب دعم شعبي واسع من دول الخليج.

النظام السوري: إنكار وتشكيك

من جانبه، أنكر النظام السوري الاتهامات الموجهة إلى أمجد يوسف. وصفت وزارة الخارجية السورية الفيديوهات والصور والوثائق التي نشرتها الغارديان بأنها “مفبركة”، في محاولة لتبرير الجرائم التي ارتكبت في مناطق المعارضة خلال الحرب. لكن الأدلة الواضحة والشهادات المتطابقة جعلت من الصعب تصديق هذه المزاعم.

من هو أمجد يوسف؟

  • الميلاد: 1986، قرية نبع الطيب في سهل الغاب، حماة.
  • الرتبة: مساعد أول في فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية.
  • الدور: مسؤول عن العمليات الأمنية في حي التضامن، حيث كان يُعرف بسلوكه الوحشي ومشاركته في مجازر عديدة.
  • الانتماء: يعتبر يوسف من العناصر الموالية بشدة للنظام، وكان يعمل بالتنسيق مع ميليشيا الدفاع الوطني بقيادة فادي صقر.

مجزرة التضامن: تطهير طائفي؟

تؤكد شهادات الضحايا وذويهم أن المجازر التي نفذها أمجد يوسف في حي التضامن تحمل طابعًا طائفيًا، حيث استهدفت السكان السنة بشكل أساسي. وُصفت هذه الجرائم بأنها “رسالة تحذير” لسكان الأحياء المحيطة بعدم التعاون مع المعارضة.

ما هي الخطوة التالية؟

  1. محاكمات دولية: تواصل الدول الأوروبية تحقيقاتها، وسط توقعات بإجراءات قانونية ضد أفراد النظام المتورطين.
  2. ملاحقة أمجد يوسف: مع تصاعد الغضب الشعبي، من المحتمل أن يكون مكان يوسف هدفًا لمحاولات انتقامية من المعارضة.
  3. الموقف الدولي: على المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري لتقديم الجناة للعدالة.

ختامًا: قضية أمجد يوسف تسلط الضوء على حجم الجرائم التي ارتكبها النظام السوري خلال الحرب الأهلية، وهي تذكير بضرورة تحقيق العدالة للضحايا.

مهما حاول النظام السوري إخفاء أمجد يوسف أو إنكار جرائمه، فإن الأدلة والشهادات تظل شاهدًا على أفعاله. اليوم، يقع على عاتق المجتمع الدولي والأطراف المعنية مسؤولية ضمان أن مثل هذه الجرائم لا تمر دون عقاب.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى