بيان الطائفة العلوية في سوريا: العفو العام وعودة المهجرين
في تطور سياسي هام، أصدرت مشايخ الطائفة العلوية في سوريا بيانًا رسميًا في سياق الأحداث الجارية، والذي يتضمن رسائل تعكس رغبة في السلام والمصالحة بين مختلف مكونات الشعب السوري. البيان يعبّر عن موقف الطائفة العلوية من الأوضاع الراهنة في سوريا بعد التغيرات الكبرى التي طرأت على الساحة السياسية، خصوصًا مع تقدم الفصائل المعارضة في العديد من المدن، بما في ذلك العاصمة دمشق.
نص بيان الطائفة العلوية في سوريا
تضمن البيان عدة نقاط هامة، تعكس الرغبة في تجاوز المرحلة الصعبة التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية، حيث أشار البيان إلى ضرورة بدء مرحلة جديدة من الحوار والمصالحة بين جميع السوريين، مع التركيز على أهمية العفو العام وعودة المهجرين.
الدعوة إلى العفو العام
أكد البيان على أن أبناء الطائفة العلوية لطالما كانوا دعاة للوطنية والسلام، وأضاف أنهم لا يزالون يسعون لنشر قيم المحبة والتسامح في سوريا. ومن خلال هذا البيان، دعت مشايخ الطائفة العلوية إلى إصدار عفو عام يشمل جميع أطياف الشعب السوري دون استثناء. هذه الدعوة تعكس رغبة في إصلاح الجراح وفتح صفحة جديدة تعزز من الاستقرار السياسي في البلاد.
وقد نص البيان على أن العفو العام سيكون بمثابة خطوة هامة نحو ترميم العلاقات بين مختلف فئات الشعب السوري الذين عانوا من الصراعات المستمرة، ويمهد الطريق لعودة السلام إلى البلاد.
العودة الآمنة للمهجرين
من النقاط البارزة في البيان أيضًا الدعوة إلى تقديم الضمانات الكافية لعودة المهجرين السوريين إلى منازلهم بأمن وسلام. هذا المطلب يعكس القلق العميق الذي يعيشه السوريون الذين هُجروا قسرًا بسبب الحرب، ويعبر عن حاجة البلاد إلى توحيد الصفوف وترتيب أوضاع المواطنين بعيدًا عن الخوف والتهجير.
في هذا السياق، أكّد البيان على أن عدم جواز حمل السلاح إلا ضمن المؤسسات الشرعية يعتبر خطوة أساسية لضمان الأمن الداخلي، مما يقلل من الخوف والرعب ويعزز الثقة بين الشعب السوري في المرحلة المقبلة. كما أن هذا الطلب يهدف إلى إعادة الاستقرار وتعزيز السيادة الوطنية.
الرسالة حول السلام والأمان
أعرب البيان عن تأكيد مشايخ الطائفة العلوية على أن شعبهم دائمًا ما كان حريصًا على إحلال السلام في البلاد. كما شدّد البيان على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للتغلب على الصعوبات والتهديدات الأمنية، وتوفير بيئة مناسبة للتعايش بين كافة المكونات السورية.
مشايخ الطائفة العلوية يلقون بياناً يطالبون فيه بعفو شامل لكل السوريين وتقديم الضمانات لعودة المهجرين.#الميادين #سوريا pic.twitter.com/IvwGsdfgJv
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 9, 2024
ردود الأفعال الدولية
في سياق موازٍ، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، في الـ8 من كانون الأول/ديسمبر 2024 عن “أمل حذر” عقب سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق.
وقد اعتبر بيدرسن ما حصل “لحظة فاصلة” في مسار الأزمة السورية، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى المستقبل “بأمل حذر” وفتح فصل جديد في البلاد يتسم بالسلام والمصالحة، حيث قال: “اليوم، ننظر إلى المستقبل بأمل حذر لفتح فصل جديد؛ فصل السلام والمصالحة والكرامة لجميع السوريين.”
هذا التصريح يعكس رغبة المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والمصالحة السورية، خصوصًا بعد التغيرات الكبرى التي طرأت على موازين القوى في البلاد.
بيان مشايخ الطائفة العلوية في سوريا يعكس نية جادة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وإعادة بناء سوريا على أسس من السلام والعدالة. الدعوة إلى العفو العام وعودة المهجرين، بالإضافة إلى تأكيدات على ضرورة حمل السلاح في إطار المؤسسات الشرعية، تضع ملامح طريق للسلام في سوريا.
وفيما تظل الأوضاع غير مستقرة، فإن هذا البيان يشير إلى فرصة جديدة للتعاون بين الأطراف السورية من أجل تجاوز الصراعات وبناء مستقبل مشترك بعيدًا عن التوترات والمآسي.