من هو أسامة البطاينة؟: قصة وتفاصيل اعتقال الأردني أسامة بشير البطاينة في سوريا 38 عام

بعد 38 عامًا من الظلام المواطن الأردني أسامة بشير البطاينة يعود إلى الأردن دون ذاكرة، أسامة البطاينة فقد في سوريا وعمره 16 سنة وبقي في السجن 38 عاما، في واحدة من أكثر القصص الإنسانية إثارة للدهشة والحزن.

فقد عاد المواطن الأردني أسامة بشير البطاينة إلى بلاده بعد قضاء 38 عامًا خلف قضبان سجون النظام السوري. كانت لحظة عودته إلى الوطن تحمل الكثير من الألم والصمت، حيث وصل وهو فاقد للذاكرة، غير قادر على النطق أو استعادة تفاصيل حياته، مما أضفى مزيدًا من الغموض على هذه القصة المأساوية.

من هو أسامة البطاينة؟

أسامة البطاينة، مواطن أردني من مواليد عام 1968، اعتُقل في عام 1986 عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا فقط، أثناء زيارته إلى سوريا. لم يكن هناك أي تهمة واضحة ضده، ولم يعرف أحد مكان احتجازه طيلة هذه السنوات. قضى البطاينة تلك العقود داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، والذي يُعتبر أحد أكثر السجون قسوة في العالم، حيث يتعرض المعتقلون فيه لأبشع أشكال التعذيب والإهمال.

تفاصيل الاعتقال والسنوات المظلمة

لم تُقدم السلطات السورية أي تفسير لسبب اعتقال البطاينة، ولم يُسمح لعائلته بالتواصل معه أو معرفة مكان وجوده. خلال سنوات اعتقاله التي استمرت لما يقرب من أربعة عقود، نفت الحكومة السورية مرارًا وتكرارًا وجوده في أي من سجونها.

يُعد سجن صيدنايا مكانًا معروفًا بتاريخه المروع في قمع المعتقلين السياسيين والمدنيين، ويُقال إن آلاف السجناء، بمن فيهم غير سوريين، قضوا فيه سنوات طويلة دون محاكمة أو حتى توجيه تهم رسمية.

العودة إلى الأردن بعد 38 عامًا

في 10 ديسمبر 2024، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عودة البطاينة إلى وطنه بعد جهود دبلوماسية حثيثة. تم نقله إلى معبر جابر الحدودي، حيث استقبله والده وأفراد من الأمن العام.

وصل أسامة في حالة صحية ونفسية مأساوية، فاقدًا للذاكرة وغير قادر على الكلام. ووفقًا لوزارة الخارجية، فإن حالته تعكس حجم المعاناة التي تعرض لها طوال فترة اعتقاله.

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة:

“بعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقصة أسامة البطاينة، تواصلنا مع والده وأخذنا كل المعلومات اللازمة. وبحمد الله، تم تسليم البطاينة إلى والده اليوم على حدود جابر”.

حالة صحية مأساوية وصمت غامض

تُظهر حالة البطاينة النفسية والجسدية حجم ما تعرض له من إهمال وتعذيب. فقد عاد دون أي ذاكرة عن حياته الماضية، مما يعني أنه قد يكون تعرض لصدمات نفسية شديدة أو لتأثيرات طويلة الأمد ناجمة عن ظروف اعتقاله القاسية.

ردود فعل عائلته والمجتمع

كانت لحظة استقباله مؤثرة للغاية. والده، الذي انتظر عقودًا لرؤيته مجددًا، كان في حالة صدمة لرؤية ابنه بهذه الحالة. على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر الأردنيون عن تضامنهم مع عائلة البطاينة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

سجن صيدنايا: رمز للقمع والوحشية

يقع سجن صيدنايا على أطراف العاصمة السورية دمشق، ويُعرف بكونه مكانًا للاحتجاز التعسفي والتعذيب الممنهج. يُعتقد أن الآلاف قد فقدوا حياتهم فيه، أو تعرضوا لانتهاكات جسدية ونفسية مروعة.

غموض الأسباب وراء الاعتقال

رغم عودة البطاينة، لا تزال أسباب اعتقاله غامضة. لم تُصدر السلطات السورية أي تصريحات رسمية توضح الدوافع وراء اعتقاله، ولا الظروف التي أحاطت بسجنه طوال هذه المدة.

ليست قصة أسامة بشير البطاينة الوحيدة في هذا السياق. هناك المئات من الأردنيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة الذين تعرضوا للاعتقال في سوريا، وعادوا أو لا يزالون مفقودين دون أي تهم رسمية.

صرح القضاة بأن الوزارة استلمت في الأشهر الأخيرة معتقلين أردنيين آخرين، بعضهم قضى أكثر من 46 عامًا في سجون النظام السوري دون أي مبرر.

قصة أسامة البطاينة

قصة أسامة البطاينة ليست مجرد حادثة فردية، بل تمثل مثالًا صارخًا للانتهاكات الإنسانية التي شهدتها السجون السورية. عودته فاقدًا للذاكرة تسلط الضوء على وحشية ما تعرض له آلاف المعتقلين خلال سنوات الصراع.

بين صمت البطاينة وحالة النكران التي دامت عقودًا من الجانب السوري، يبقى السؤال معلقًا: لماذا اعتُقل أسامة؟ وما الذي تعرض له خلال هذه السنوات؟

إن قصته تدعو المجتمع الدولي إلى تسليط الضوء على الانتهاكات في السجون السورية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الإنسانية.

أسامة العطار

كاتب يتمتع بروح حره وشغف كبير، يجذب القراء باسلوبة الصادق، وقادر على نسج افكاره في قصص تلامس التفكير، يتناول مواضيع متنوعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى