قصة إبراهيم فريحات الأردني: 17 عامًا في جحيم السجون السورية

تعرف على إبراهيم فريحات المعتقل الأردني ضحية التعذيب في سجن صيدنايا السوري ، تُعدّ قصة إبراهيم فريحات، المعروف بـ “أبو أيمن”، شهادة حية على معاناة المعتقلين في السجون السورية خلال حقبة نظام بشار الأسد.

المواطن الأردني إبراهيم فريحات، الذي اعتُقل عندما كان يبلغ من العمر 53 عامًا وعمل سائقًا على خط الأردن-دمشق-لبنان، قضى 17 عامًا من عمره بين التعذيب والإذلال، ليخرج وهو في السبعين من عمره محملًا بذكريات لا تُنسى من الألم والقهر.

بداية مأساة إبراهيم فريحات : رحلة عمل تحولت إلى كابوس

بدأت القصة عام 2006، عندما كان إبراهيم يستعد للقيام برحلة اعتيادية من عمان إلى دمشق وهي لا تختلف كثيراً عن قصة إعتقال أسامة البطاينة . يتذكر قائلاً:

“كنت أنتظر الركاب أمام مكتب سفريات في منطقة العبدلي، عندما جاء شاب يحمل حقيبة صغيرة طالبًا إيصالها إلى دمشق وتسليمها لشخص هناك.”

بعد التأكد من أن الحقيبة فارغة، انطلق إبراهيم في رحلته. لكنه بمجرد وصوله إلى دمشق، وجد نفسه محاصرًا بأشخاص مسلحين، ألقوا القبض عليه، كبلوا يديه، وعصبوا عينيه، ليبدأ رحلة من العذاب داخل أقبية النظام السوري.

فيديو مقابلة ابراهيم فريحات المعتقل في السجون السورية

التحقيق والتعذيب: بداية القهر

بعد وصوله إلى فرع فلسطين، وهو مركز معروف بشدة وحشيته، بدأت مراحل التعذيب. في إحدى اللحظات، قام السجانون بتمزيق الحقيبة التي حملها إبراهيم، ليجدوا رسالة زُعم أنها تحتوي على معلومات خطيرة.

“أنكرت معرفتي بالرسالة فورًا، لكن هذا لم يحميني من التعذيب الذي استمر دون توقف.”

أساليب التعذيب التي واجهها إبراهيم فريحات:

  1. التعليق من السقف: تم ربطه بسقف الممر وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط.
  2. التعذيب بالكهرباء: تعرض لصدمات كهربائية متكررة في مختلف أنحاء جسده.
  3. التجميد: أُجبر على الوقوف أسفل فتحة مكيف بارد حتى سقط مغشيًا عليه.
  4. العزل الانفرادي: وضع في زنزانة لا تزيد مساحتها عن مترين طولًا و1.4 متر عرضًا لمدة 9 أشهر.

الحياة في الزنازين: تفاصيل مروعة

أوضح إبراهيم أن الحياة داخل الزنزانة كانت مليئة بالحرمان:

  • الطعام: يُقدم في علب صغيرة بالكاد تكفي لإبقاء المعتقل على قيد الحياة.
  • الماء: أنبوب صغير مخصص للشرب، والآخر للتبول.
  • الخروج: الخروج إلى الحمام مرة واحدة يوميًا وفق مزاج السجانين.
  • النوم: بطانية للنوم وأخرى تُستخدم كوسادة.

“كنت مجرد رقم، 31 هو رقمي في الزنزانة الانفرادية، ولم يُسمح لي باستخدام اسمي طوال فترة وجودي هناك.”

نقل إبراهيم فريحات إلى سجن صيدنايا: عامان في أكثر السجون رعبًا

بعد عدة أشهر في فرع فلسطين، تم نقل إبراهيم إلى سجن صيدنايا سيئ السمعة. أمضى هناك عامين شهد خلالهما أسوأ أشكال التعذيب والقتل الممنهج.

“صيدنايا ليس سجنًا، بل هو مسلخ بشري. كنت أرى زملاءً يُسحبون من زنازينهم للإعدام، ولم أكن أعلم إن كنت سأكون التالي.”

إبراهيم فريحات يهرب مشيًا على الأقدام نحو الحرية

في ديسمبر عام 2024، ومع تقدم المعارضة المسلحة في دمشق، تم فتح أبواب بعض السجون، بما فيها سجن عدرا المدني حيث كان إبراهيم محتجزًا.

“سرت حوالي 30 كيلومترًا على الأقدام من السجن حتى وصلت إلى دمشق، حيث قابلت أفرادًا من الفصائل المسلحة وطلبت إيصالي إلى الحدود الأردنية.”

وصل إبراهيم إلى معبر جابر الحدودي، حيث استقبلته الأجهزة الأمنية الأردنية، وأخيرًا التقى بذويه الذين كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر.

تأثير قصة إبراهيم فريحات صدمة نفسية وذكريات لا تُنسى

خرج إبراهيم من السجون السورية بجسد منهك وروح مثقلة. مع تجاعيد وجهه وصوته الحزين، تحدث عن أيامه في السجن قائلاً:

“17 عامًا من حياتي ضاعت بسبب حقيبة لم أكن أعلم محتواها. لا يمكنني أن أنسى ما عشته، لكنني أحاول أن أعيش ما تبقى من حياتي بسلام.”

الدبلوماسية البرلمانية الأردنية وجهود الإفراج عن المعتقلين

كشف عضو مجلس النواب الأردني، خالد أبو حسان، أن جهودًا دبلوماسية وبرلمانية مكثفة بدأت منذ عام 2018 للإفراج عن الأردنيين المعتقلين في السجون السورية.

“لدينا ما يقرب من 250-300 معتقل أردني في سوريا، وهذه الأرقام تعكس حجم المأساة.”

أكد أبو حسان أن تلك الجهود أثمرت عن الإفراج عن عدد من المعتقلين، من بينهم إبراهيم فريحات، إلا أن العديد من الأردنيين ما زالوا مجهولي المصير.

ختامًا: تجسد قصة إبراهيم فريحات حجم المعاناة التي تحملها آلاف المعتقلين داخل السجون السورية. إنها دعوة للعالم لمواصلة الضغط من أجل محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان عدم تكرارها.

بالرغم من الظلم الذي عاشه إبراهيم فريحات، إلا أن صموده ورغبته في سرد قصته يمنح الأمل بأن العدالة قد تتحقق يومًا ما، وأن صرخات المعتقلين ستُسمع.

أسامة العطار

كاتب يتمتع بروح حره وشغف كبير، يجذب القراء باسلوبة الصادق، وقادر على نسج افكاره في قصص تلامس التفكير، يتناول مواضيع متنوعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى