من هو محمود فتحي؟: لماذا أثار ظهوره مع أحمد الشرع الجدل؟

في خضم الأحداث السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة، أثار ظهور محمود فتحي، أحد المتهمين في قضية اغتيال النائب العام المصري الأسبق هشام بركات، مع أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، جدلاً واسعاً في مصر وسوريا.
الصورة التي انتشرت على نطاق واسع طرحت العديد من الأسئلة حول علاقتهما وأبعاد هذا اللقاء، خصوصًا مع وجود السياسي التركي ياسين أقطاي في الصورة ذاتها كان ظهور محمود فتحي مع أحمد الشرع سبب إثارة الجدل خلال الساعات الماضية.
من هو محمود فتحي؟
محمود فتحي شخصية بارزة في المشهد السياسي الإسلامي بمصر. وُصف بأنه قيادي في تيار “حازمون” الذي أسسه حازم صلاح أبو إسماعيل، وسبق له أن ترأس حزب الفضيلة السلفي.
لمع اسم محمود فتحي على الساحة بعد ثورة يناير 2011، حيث كان من داعمي التيارات الإسلامية السياسية.
أبرز القضايا المرتبطة بمحمود فتحي:
- اغتيال النائب العام هشام بركات: تم إدراج اسمه كمتهم رئيسي في قضية اغتيال النائب العام المصري عام 2015، وحُكم عليه بالإعدام غيابيًا. يُقال إنه دعم وخطط مع المجموعة التي نفذت العملية.
- نشاطه بعد 2013: غادر محمود فتحي مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي في عام 2013 واستقر في تركيا، حيث استمر في نشاطه السياسي والإعلامي المعارض للنظام المصري.
- قضايا إرهابية أخرى: حُكم عليه غيابيًا بالسجن المؤبد في قضية “كتائب حلوان”، أدرج اسمه ضمن قوائم الإرهاب في قضايا تتعلق بدعم وتمويل أعمال عنف، صدر حكم غيابي بالسجن 15 عامًا في قضية “استهداف الكمائن الأمنية”.
ما علاقة محمود فتحي بظهوره مع أحمد الشرع؟
نشر محمود فتحي على حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) صورة تجمعه مع أحمد الشرع الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام. هذه الصورة أثارت تساؤلات عن طبيعة العلاقة بينهما ودوافع هذا اللقاء.
تعليق محمود فتحي:
كتب فتحي تعليقًا على الصورة قبل حذفها:
“تشرفت بلقاء السيد أحمد الشرع قائد منظومة العمل في ردع العدوان وانتصار الثورة”.
أحمد الشرع (الجولاني):
يُعتبر الجولاني شخصية مثيرة للجدل، حيث يترأس هيئة تحرير الشام التي تُعد الفصيل الأقوى في شمال سوريا، أدرجته الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب في سنوات سابقة.
ردود الأفعال على الظهور
في مصر:
- الإعلامي أحمد موسى وصف محمود فتحي بأنه إرهابي محكوم عليه بالإعدام ومتورط في 15 قضية أخرى، معتبرًا ظهوره تهديدًا للأمن المصري.
- النائب مصطفى بكري أشار إلى أن اللقاء يعكس “تآمرًا بين جماعات إرهابية دولية”، مشيرًا إلى حضور ياسين أقطاي، مستشار حزب العدالة والتنمية التركي.
دوليًا:
أثار الظهور مخاوف بشأن دعم هيئة تحرير الشام لشخصيات متهمة بالإرهاب، مما قد يؤثر على صورتها الدولية ومحاولاتها للحصول على قبول سياسي.
الخلفيات السياسية للقاء
يشير ظهور محمود فتحي مع الجولاني إلى وجود تنسيق بين تيارات سياسية وإسلامية تعمل خارج حدود بلدانها، مما يعزز القلق حول دور هذه الجماعات في دعم بعضها البعض، وجود ياسين أقطاي في الصورة يسلط الضوء على دور تركيا في دعم شخصيات معارضة للحكومات العربية، خاصة من ينتمون إلى تيارات إسلامية.
يمكن اعتبار نشر الصور بمثابة رسالة لإظهار القوة والنفوذ في مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، خاصة مع الحديث عن تحرير مناطق من قبضة النظام السوري.
بحكم أن محمود فتحي مدرج على قوائم الإرهاب في مصر، فإن ظهوره في سوريا يُثير تساؤلات حول دور الإنتربول في القبض عليه وتسليمه. مصر كانت قد أبلغت الشرطة الجنائية الدولية بضرورة مراقبة تحركاته منذ عام 2016.
أسئلة مفتوحة حول المشهد
- هل يمثل اللقاء دعمًا للإرهاب؟
وجود محمود فتحي بجانب أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، يُعيد النقاش حول تصنيف الجماعات الإرهابية ودورها في دعم شخصيات مطلوبة دوليًا. - هل تستغل الجماعات الإسلامية الأوضاع السياسية؟
يظهر أن بعض الشخصيات المتهمة بالإرهاب تستخدم الانقسامات الإقليمية والأوضاع السياسية الراهنة لتحقيق مكاسب شخصية أو تعزيز علاقاتها مع قوى فاعلة.
ظهور محمود فتحي، المتهم باغتيال النائب العام المصري هشام بركات، بجانب أحمد الشرع الجولاني، لم يكن مجرد لقاء عابر، بل يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات عن طبيعة التحالفات بين الجماعات الإسلامية المختلفة ودورها في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: كيف ستتعامل السلطات المعنية مع هذه المستجدات؟.