من هو مرهف أبو قصرة؟ وزير الدفاع السوري الجديد ..المهندس المكلف بـ إعادة بناء الجيش السوري

تصدر أسم مرهف أبو قصرة محرك البحث خلال الساعات الماضية ، فقد شهدت سوريا تحولًا جذريًا في نظام الحكم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث أعلنت القيادة الجديدة تعيين المهندس مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في الحكومة الانتقالية.
جاء هذا القرار في ظل ظروف سياسية وأمنية حساسة، حيث تسعى سوريا إلى إعادة بناء مؤسساتها العسكرية وتنظيم صفوفها في وجه التحديات الداخلية والخارجية.
في هذا المقال، نسلط الضوء على السيرة الذاتية لـ مرهف أبو قصرة وزير الدفاع الجديد، أبرز المحطات في مسيرته، وتحدياته كوزير دفاع في الحكومة الانتقالية.
من هو مرهف أبو قصرة؟
مرهف أبو قصرة، المعروف أيضًا بلقب “أبو الحسن الحموي“، هو أحد الشخصيات البارزة في المشهد العسكري السوري الجديد. ولد في مدينة حلفايا بمحافظة حماة عام 1983، ويبلغ من العمر 41 عامًا.
حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق. على الرغم من خلفيته الأكاديمية، دخل أبو قصرة المجال العسكري نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها سوريا خلال العقد الأخير.
هناك شح في المعلومات حول الحياة الشخصية لـ مرهف أبو قصرة، حيث لم تُنشر أي تفاصيل دقيقة عن زوجته أو حياته العائلية، لكن يُعرف أنه نزح مع عائلته إلى محافظة إدلب بعد تصاعد الخلافات مع النظام السوري في حماة.
ديانة مرهف أبو قصرة
ينتمي مرهف أبو قصرة إلى الطائفة السنية، وهو الأمر الذي يعكس التكوين الطائفي للمناطق التي خضعت لسيطرة المعارضة خلال السنوات الماضية. يُعتبر هذا التوجه أحد العوامل التي ساعدت على تعزيز شعبيته بين المقاتلين.
مسيرته العسكرية
بدأ أبو قصرة مسيرته العسكرية كأحد قيادات “هيئة تحرير الشام”، التي كانت تُعرف سابقًا بـ”جبهة النصرة”. شغل عدة مناصب مهمة داخل الهيئة، أبرزها قيادة الجناح العسكري.
برز اسمه خلال العمليات العسكرية ضد نظام الأسد، حيث لعب دورًا محوريًا في تنظيم صفوف المقاتلين وإدارة المعدات العسكرية، وخاصة خلال عملية الزحف إلى دمشق.
أدواره القيادية
- قائد الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام: ساهم في وضع استراتيجيات عسكرية فعالة خلال المعارك الحاسمة.
- إدارة العمليات العسكرية: كان مسؤولًا عن تنسيق العمليات مع مختلف الفصائل المسلحة لضمان توحيد الجهود ضد النظام السابق.
- توحيد الفصائل: ساهم بشكل كبير في المبادرات التي تهدف إلى دمج الفصائل العسكرية تحت مظلة موحدة، وهي الخطوة التي أثمرت عن تأسيس “الجيش السوري الجديد”.
تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع
تم الإعلان عن تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في حكومة تصريف الأعمال يوم السبت، في اجتماع ضم قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع وممثلين عن الفصائل المسلحة. يهدف هذا التعيين إلى إرساء الاستقرار الأمني وبناء مؤسسة عسكرية جديدة موحدة تخدم أهداف الحكومة الانتقالية.
المهام والمسؤوليات
- إعادة بناء الجيش السوري: العمل على تأسيس مؤسسة عسكرية قادرة على حماية حدود البلاد وضمان استقرارها.
- دمج الفصائل المسلحة: حلّ الفصائل المستقلة ودمجها في جيش وطني منظم.
- التصدي للتهديدات الخارجية: مواجهة الهجمات الإسرائيلية والتدخلات الإقليمية التي تهدد وحدة الأراضي السورية.
- إلغاء التجنيد الإجباري: إدخال آليات جديدة للتجنيد تعتمد على التطوع بدلًا من الإجبار.
التحديات التي يواجهها مرهف أبو قصرة في وزارة الدفاع
تواجه سوريا تهديدات متزايدة من إسرائيل، التي وسّعت نطاق عملياتها العسكرية بعد إلغاء اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. يبرز دور وزير الدفاع في التصدي لهذه التهديدات وضمان استعادة الأراضي الاستراتيجية، مثل جبل الشيخ.
معظم المعدات العسكرية السورية تعرّضت للتدمير أو السرقة خلال الحرب، مما يجعل إعادة بناء الجيش مهمة صعبة. كما أن تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية يزيد من تعقيد عملية الحصول على الدعم الدولي.
رغم الدعم التركي، فإن الاعتراف الدولي بالحكومة الانتقالية لا يزال محدودًا. يتطلب ذلك من القيادة الجديدة، بما في ذلك أبو قصرة، وأسعد الشيباني وزير الخارجية السوري الجديد بذل جهود كبيرة لتحقيق الشرعية على الساحة الدولية.
رؤية مرهف أبو قصرة للمستقبل
أبو قصرة يسعى إلى إنشاء جيش وطني قوي يُدار بمفهوم مؤسساتي، بعيدًا عن التكتلات الفصائلية التي سادت خلال الحرب. كما أكد في تصريحات سابقة أن السلاح يجب أن يكون حكرًا على الدولة، وأن سوريا بحاجة إلى استعادة دورها الإقليمي والدولي كدولة موحدة ومستقلة.
يعد تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع خطوة محورية في المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا. أمامه تحديات جسيمة تتعلق بإعادة بناء الجيش، توحيد الفصائل، والتصدي للتهديدات الخارجية.
وعلى الرغم من قلة المعلومات المتوفرة عن مسيرته العسكرية والسياسية، فإن بصماته في إعادة تنظيم الصفوف وإدارة العمليات تعكس قدراته القيادية.
يبقى المستقبل مرهونًا بمدى قدرته على تجاوز التحديات وتحقيق الاستقرار المطلوب لبناء سوريا جديدة.