فيديو حرق مقام الخصيبي في حلب: تاريخ ورمزية حرق المقام العلوي في سوريا
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية انتشارًا واسعًا لفيديو يُظهر حرق مقام الشيخ “أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي“، مؤسس الطائفة العلوية وأحد رموزها الدينية، في مدينة حلب بسوريا.
أثار هذا الفيديو موجة غضب واستياء بين أبناء الطائفة العلوية، الذين اعتبروه تهديدًا صريحًا لمرجعيتهم الدينية وللتعايش المجتمعي، ومع تأكيد وزارة الداخلية السورية أن الفيديو قديم ويعود لفترة سابقة، يبقى التساؤل حول أسباب انتشار المقطع الآن ودوافع الجهات التي تقف وراءه.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل حرق مقام الخصيبي، من هو الشيخ أبو عبد الله الحسين الخصيبي، وأهمية مقامه للطائفة العلوية، بالإضافة إلى التداعيات المجتمعية والسياسية لهذا الفعل، مع تحليل أهداف الأطراف التي تعمل على استغلال هذه الحوادث لإثارة الفتنة.
حقيقة فيديو حرق مقام الخصيبي
أكدت وزارة الداخلية السورية أن الفيديو الذي يظهر الاعتداء على مقام الشيخ “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” قديم ويعود إلى فترة تحرير مدينة حلب.
وأوضحت أن الهدف من إعادة نشر فيديو حرق الحسين بن حمدان الخصيبي في هذا التوقيت هو إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار بين أبناء الشعب السوري في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
لماذا يُعتبر مقام الخصيبي رمزًا دينيًا هامًا؟
- المقام كمرجعية دينية: يُعد مقام الشيخ الخصيبي واحدًا من أهم المزارات الدينية للطائفة العلوية، ويُعرف شعبيًا في حلب بـ”مقام الشيخ يبرق”.
- رمزية الشيخ الخصيبي: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي هو مؤسس الطائفة العلوية، ويعتبر مرجعيتها الأولى. ويمثل المقام رمزًا للتاريخ الديني والثقافي لهذه الطائفة.
تفاصيل حادثة الاعتداء على مقام الحسين بن حمدان الخصيبي
أظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يقتحمون مقام الشيخ الحسين بن حمدان الخصيبي ، ويقومون بحرقه وسط تصاعد الدخان. كما وردت أنباء عن مقتل خمسة من خدام المقام، وهو ما زاد من حالة الغضب الشعبي، وقد تم فرض حظر التجوال في أغلب المدن بسبب أعمال الشغب.
ردود الأفعال الشعبية
- خرجت مظاهرات في مدن مثل اللاذقية، طرطوس، وحمص، حيث يقطن عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية.
- طالب المتظاهرون بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء، وأكدوا على ضرورة تعزيز الأمن لحماية المواقع الدينية من أي اعتداءات مستقبلية.
- رفعت الشعارات التي تؤكد على وحدة سوريا ورفض أي محاولات لبث الفتنة بين مكونات المجتمع.
الإجراءات الحكومية
نشرت إدارة العمليات العسكرية تعزيزات أمنية في المناطق الساحلية، وأكدت أنها تعمل على ملاحقة الجناة. كما شددت وزارة الداخلية على التزامها بحماية الأماكن الدينية والمقدسات من أي اعتداء.
من هو الشيخ أبو عبد الله الحسين الخصيبي؟
ولد الشيخ الحسين بن حمدان الخصيبي في القرن العاشر الميلادي، وهو شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي العلوي، أسس الفكر العلوي ووضع قواعده الدينية، ما جعله مرجعية أولى للطائفة.
أثره على الطائفة العلوية
- يُعتبر الخصيبي حجر الأساس في صياغة المعتقدات والطقوس العلوية.
- ترك تراثًا دينيًا وثقافيًا كبيرًا، ما جعل مقامه رمزًا مقدسًا للطائفة العلوية في سوريا وخارجها.
تحليل الأهداف وراء إعادة نشر الفيديو
من الواضح أن إعادة نشر هذا الفيديو في التوقيت الحالي تهدف إلى تأجيج المشاعر الطائفية وإثارة القلق بين أبناء الطائفة العلوية.
تزامن نشر الفيديو مع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في سوريا. قد يكون الهدف منه تحويل الأنظار عن تلك الأزمات إلى قضايا دينية حساسة، يُعد استهداف الرموز الدينية وسيلة فعالة لزرع الشقاق بين مكونات المجتمع السوري.
ردود الأفعال الدولية والمحلية
محليًا
- دعوات شعبية لزيادة الحماية على المواقع الدينية.
- التأكيد على التعايش المشترك ورفض الفتنة الطائفية.
دوليًا
- لم تُصدر أي جهة دولية موقفًا رسميًا حتى الآن، لكن تصاعد الأحداث قد يجذب الانتباه الدولي إلى الوضع في سوريا.
ما الذي يجب فعله لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث؟
- تعزيز الأمن: يجب تأمين الأماكن الدينية بشكل أكبر لحمايتها من الاعتداءات.
- زيادة التوعية: تعزيز التعايش الديني والطائفي عبر حملات توعية مجتمعية.
- محاسبة الجناة: تقديم المسؤولين عن هذا الفعل للعدالة لردع أي محاولات مشابهة في المستقبل.
- منع استغلال وسائل التواصل: التصدي لحملات التضليل ونشر المعلومات المضللة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
حادثة الاعتداء على مقام الحسين بن حمدان الخصيبي ليست مجرد اعتداء على مكان ديني، بل هي محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة وتفكيك النسيج الاجتماعي في سوريا.
يبقى على الجهات الحكومية والشعبية العمل معًا لحماية المقدسات الدينية وتعزيز التعايش السلمي، مؤكدين أن وحدة الشعب السوري أقوى من أي محاولات للتفرقة.
ونعتذر عن عدم نشر فيديو حرق مقام الخصيبي في سوريا لما يتضمنة من أعمال همجية ومشاهد غير لائقة برموز دينية .
