من هي محسنة المحيثاوي؟ سبب ترشيحها لمنصب محافظ السويداء
في خطوة تاريخية غير مسبوقة في سوريا، أُعلن عن ترشيح محسنة المحيثاوي لتولي منصب محافظ السويداء، مما جعلها أول امرأة يتم طرح اسمها لهذا المنصب.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على من هي محسنة المحيثاوي ، السيرة الذاتية لها، مسيرتها المهنية، دورها في الاحتجاجات الأخيرة، وأهمية ترشيحها لمنصب محافظ السويداء، كما سنتعرف على الأسباب التي جعلت من ترشيحها حدثًا استثنائيًا في المشهد السياسي السوري، والتحديات التي قد تواجهها في حال تعيينها رسميًا.
من هي محسنة المحيثاوي؟
محسنة صالح المحيثاوي وُلدت عام 1970 في قرية لبين بـ محافظة السويداء، ونشأت في بيئة تجمع بين العلم والقيم الأخلاقية تنتمي لـ الطائفة الدرزية . حصلت على شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد من جامعة دمشق، وبدأت مسيرتها المهنية في أوائل التسعينيات في مديرية مالية السويداء.
أما المناصب التي شغلتها فهي رئاسة قسم الخزينة، شغلت هذا المنصب لعدة سنوات، حيث أثبتت جدارتها ونزاهتها، و مكافحة الفساد، فقد استقالت في مارس 2023 من مديرية المالية احتجاجًا على تفشي الفساد وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاربته، مما عزز مكانتها كشخصية ملتزمة بالمبادئ.
يأتي هذا الترشيح في ظل مرحلة انتقالية تعيشها سوريا بعد تغييرات سياسية كبيرة، حيث تسعى السلطات المحلية لإشراك المزيد من الشخصيات النسائية والكفاءات في المناصب القيادية، وقد أثار الإعلان عن ترشيح المحيثاوي ردود فعل واسعة، بين ترحيب كبير من أهالي السويداء ودعم من قادة الطائفة الدرزية.
دورها في الاحتجاجات الأخيرة
برزت المحيثاوي كأحد الأصوات النسائية المؤثرة في احتجاجات ساحة الكرامة في أغسطس 2023، حيث لعبت دورًا كبيرًا في حشد الدعم لمطالب الإصلاح ومواجهة الفساد.
رغم التهديدات بالملاحقة، استمرت المحيثاوي في الدفاع عن حقوق أهالي السويداء، مما أكسبها احترامًا واسعًا في سوريا.
أهمية ترشيح محسنة المحيثاوي لمنصب محافظ السويداء
يعتبر ترشيح امرأة لمنصب محافظ السويداء خطوة رمزية كبيرة نحو تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية السورية، يعكس هذا القرار توجهًا جديدًا نحو تحقيق التشاركية والشفافية في إدارة شؤون المحافظات، خاصة في المناطق التي تمتاز بتاريخ طويل من المطالب الإصلاحية.
دعم الطائفة الدرزية
حظي ترشيح المحيثاوي بدعم واسع من القيادات الدينية في السويداء، حيث أعلن شيخ العقل حكمت الهجري عن تأييده الكامل لترشيحها، مؤكدًا أنها تتمتع بالنزاهة والكفاءة اللازمة لتولي هذا المنصب.
تعزيز مبدأ اللامركزية
في إطار التوجهات الجديدة لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا، يأتي ترشيح محسنة المحيثاوي كجزء من خطة أوسع لتطبيق اللامركزية الإدارية، حيث تسعى السلطات لمنح مزيد من الصلاحيات للمسؤولين المحليين.
3 تحديات تواجه محسنة المحيثاوي في السويداء
التحدي الأول: ترسيخ الثقة في الإدارة المحلية
تواجه المحيثاوي مهمة صعبة في تعزيز الثقة بين أهالي السويداء والإدارة المحلية، خاصة في ظل تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
التحدي الثاني: تحقيق الإصلاح الإداري
- يحتاج المنصب إلى شخصية قادرة على مواجهة الفساد وتحقيق إصلاحات جذرية في الجهاز الإداري للمحافظة.
- مع سجلها النظيف واستقالتها احتجاجًا على الفساد، يتوقع أن تكون المحيثاوي في طليعة قادة التغيير.
التحدي الثالث: التعامل مع التوترات الأمنية
- تعاني السويداء من تحديات أمنية متزايدة، بما في ذلك وجود فصائل مسلحة محلية.
- يتطلب الأمر قيادة حازمة للتعامل مع هذه التحديات، مع الحفاظ على استقرار المحافظة.
ردود الأفعال حول ترشيح محسنة المحيثاوي
لاقى ترشيح المحيثاوي ترحيبًا كبيرًا بين أهالي السويداء، الذين اعتبروه اعترافًا بدور المرأة في قيادة التغيير وتحقيق التنمية.
رغم الدعم الواسع، قد تواجه المحيثاوي معارضة من بعض الفئات التي ترى أن التحديات الحالية تتطلب شخصية ذات خبرة عسكرية أو سياسية أكبر.
ينظر إلى هذا الترشيح كجزء من تحولات سياسية أوسع تشمل إشراك الكفاءات المحلية في إدارة شؤون المحافظات، يمكن أن يكون تعيين المحيثاوي مؤشرًا على توجه جديد نحو إشراك النساء في صنع القرار.
محسنة المحيثاوي: رمز للتغيير في السويداء
تمثل المحيثاوي نموذجًا للمرأة السورية التي تتمتع بالشجاعة والنزاهة، مما يجعلها رمزًا للأمل في مستقبل أفضل، بفضل تاريخها النظيف وشجاعتها في مواجهة الفساد، تكتسب المحيثاوي احترامًا واسعًا ليس فقط في السويداء، بل في سوريا عمومًا.
إذا تم تعيينها، ستكون المحيثاوي أول امرأة تشغل منصب محافظ في تاريخ سوريا، مما يمهد الطريق لمزيد من النساء لتولي مناصب قيادية، ترشيح محسنة المحيثاوي لمنصب محافظ السويداء هو خطوة جريئة تعكس رغبة المجتمع في التغيير والإصلاح، ستكون أمامها اختبار حقيقي لإثبات جدارتها وقيادتها في واحدة من أصعب الفترات التي تمر بها سوريا.