من هو أبو عبد الله الحسين الخصيبي الذي أشعل الصراع في سوريا من جديد؟
شهدت سوريا مؤخرًا موجة من الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة في مناطق الساحل السوري وعدة مدن أخرى، على خلفية تقارير عن هجوم وإحراق مقام الشيخ أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي في مدينة حلب، الحدث أثار استياءً واسعًا، خصوصًا بين أبناء الطائفة العلوية، حيث يُعتبر الحسين الخصيبي مؤسس الفكر العقائدي للطائفة. ومع انتشار الفيديوهات التي توثق الاعتداء، تصاعدت الدعوات للتحقيق في الحادث ومحاسبة الفاعلين.
في هذا المقال، سنتعرف على شخصية أبو عبد الله الحسين الخصيبي، أهميته التاريخية والدينية، تفاصيل الحادث الذي طال مقامه، وردود الفعل الشعبية والرسمية.
من هو أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي؟
السيرة الذاتية والمكانة الدينية
- الاسم الكامل: الحسين بن حمدان الخصيبي.
- المولد: ولد في القرن الثالث الهجري في منطقة تُعرف اليوم باسم العراق.
- النشأة: يُعتبر الخصيبي من أبرز الشخصيات الفكرية في الإسلام الشيعي، وله دور كبير في تأسيس الطائفة العلوية من خلال وضع الأسس الفقهية والعقائدية التي يعتمد عليها أتباعها حتى اليوم.
أهم أعماله ومؤلفاته
- كان الخصيبي كاتبًا وشاعرًا، وله العديد من المؤلفات التي تتناول القضايا العقائدية والفلسفية.
- يُنسب إليه كتاب “الهداية الكبرى”، الذي يُعد مرجعًا هامًا في الفكر العلوي.
مكانته بين أتباع الطائفة العلوية
- يُعتبر الخصيبي مؤسسًا روحيًا للطائفة العلوية، ويُشار إليه بصفة “المرجع الأول”.
- مقامه في مدينة حلب يُعد موقعًا دينيًا وتاريخيًا هامًا بالنسبة لأتباع الطائفة، ويقصده الزوار من مختلف المناطق.
تفاصيل حادث إحراق مقام الخصيبي في حلب
انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر اعتداءً على مقام الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، الفيديو يُظهر مجموعة مجهولة الهوية وهي تُشعل النيران في المقام، وسط حالة من الفوضى.
وقد أصدرت وزارة الداخلية بيانًا أكدت فيه أن الفيديو المتداول قديم ويعود إلى فترة تحرير مدينة حلب من الجماعات المسلحة، شددت الوزارة على أن الأجهزة الأمنية تعمل على تعزيز الأمن وحماية المواقع الدينية.
وبعد الحادث خرجت مظاهرات غاضبة في مدن الساحل السوري، خاصة في اللاذقية وطرطوس، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الاعتداء على رموزهم الدينية”، رفع المتظاهرون شعارات تطالب بمحاسبة الفاعلين وضمان حماية الأماكن الدينية مما دعا السلطة الى فرض حظر التجوال في أغلب المدن السورية التي شهدت أعمال عنف.
أهمية مقام الحسين الخصيبي للطائفة العلوية
يُعد مقام الحسين الخصيبي رمزًا دينيًا وروحيًا للطائفة العلوية، حيث يربط أتباع الطائفة وجودهم الفكري والديني بتعاليمه، يُمثل المقام موقعًا هامًا للتجمع والعبادة، وله مكانة خاصة في المناسبات الدينية.
يُنظر إلى الاعتداء على المقام باعتباره إهانة مباشرة للطائفة العلوية ورموزها، مما أثار موجة استياء واسعة، كما دعا قادة الطائفة إلى فتح تحقيق شفاف في الحادث وتقديم المسؤولين إلى العدالة.
التداعيات السياسية والاجتماعية للحادث
أثار الحادث مخاوف من تصاعد التوترات الطائفية في سوريا، خاصة في ظل الوضع السياسي المعقد في البلاد، لم تُصدر الحكومة السورية تعليقًا تفصيليًا حتى الآن، ولكن الدعوات تتزايد لتوضيح ملابسات الحادث.
وان المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، وسط تحذيرات من أي تداعيات قد تؤثر على استقرار المنطقة.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي
شارك الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تُدين الاعتداء، مع دعوات لحماية المقامات الدينية ومحاسبة الفاعلين، أعرب عدد كبير من السوريين، من مختلف الطوائف، عن تضامنهم مع أبناء الطائفة العلوية، مؤكدين أهمية التعايش السلمي واحترام الرموز الدينية.
ما المطلوب الآن؟
يطالب العلويين بضرورة فتح تحقيق شامل في الحادث لتحديد المسؤولين ومعاقبتهم وفق القانون، كما يجب على السلطات اتخاذ إجراءات إضافية لضمان حماية الأماكن الدينية والتاريخية من أي اعتداءات مستقبلية، يُعد الحادث فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة الطائفية في سوريا.
أثار الهجوم على مقام الحسين بن حمدان الخصيبي في حلب موجة من الغضب والاستياء، خاصة بين أبناء الطائفة العلوية الذين يعتبرونه رمزًا روحيًا ودينيًا هامًا. ومع تصاعد الاحتجاجات والدعوات لمحاسبة الفاعلين، يبقى الحادث تذكيرًا بأهمية حماية المواقع الدينية وتعزيز التعايش بين مختلف مكونات الشعب السوري.
التحدي الآن يكمن في قدرة السلطات على احتواء الموقف وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث التي تهدد النسيج الاجتماعي في البلاد.