من هو أحمد الصياصنة؟ شيخ الثورة السورية ورمز الصمود والنضال من الجامع العمري

الشيخ أحمد الصياصنة هو أحد أبرز الشخصيات التي ارتبط اسمها بالثورة السورية، بفضل دوره البارز كإمام وخطيب المسجد العمري في درعا، أصبح رمزًا للصمود والإصلاح. مع اندلاع الثورة في 2011، قاد أحمد الصياصنة المظاهرات التي طالبت بالحرية والكرامة من داخل الجامع العمري، الذي شكل مركزًا للحراك الشعبي في المدينة.

في هذا المقال، سنتعرف على حياة الشيخ أحمد الصياصنة، دوره في الثورة السورية، والرسالة التي حملها طوال سنوات النضال، بالإضافة إلى عودته المؤثرة إلى سوريا بعد أكثر من 13 عام من التهجير.

من هو الشيخ أحمد الصياصنة؟

ولد الشيخ أحمد الصياصنة، المعروف بـ”شيخ الثورة”، في مدينة درعا البلد جنوب سوريا في عام 1945، ليصبح لاحقًا أحد الرموز البارزة في الثورة السورية ضد النظام.

فقد البصر في طفولته المبكرة نتيجة الإصابة بالرمد، لكنه عُوّض بنعمة البصيرة والحكمة. قضى حياته في طلب العلم وخدمة الدين والمجتمع، ليترك بصمته في ميادين الخطابة والتعليم والدعوة إلى الإصلاح.

بدأ الشيخ أحمد الصياصنة حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد مشايخ من بلدته، ومن ثم أُرسل إلى مصر لإكمال تعليمه حيث أجاد لغة “بريل” للمكفوفين وتعلم علوم الشريعة.

وعاد إلى سوريا في ستينيات القرن الماضي ليكمل تعليمه ويحصل على شهادة الليسانس من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام 1973.

بدأ الشيخ أحمد الصياصنة حياته العملية كإمام وخطيب، واشتهر بأسلوبه البليغ الذي جذب الآلاف للاستماع إليه في المسجد العمري، الذي أصبح أحد أهم رموز الثورة السورية لاحقًا.

دور الشيخ أحمد الصياصنة في الثورة السورية

مع اندلاع الثورة السورية في 18 مارس/آذار 2011، انطلقت أولى المظاهرات من المسجد العمري بقيادة الشيخ أحمد الصياصنة.

تحدث الشيخ بجرأة عن الظلم والفساد، ودعا إلى الحرية والكرامة، مما جعله هدفًا للنظام السوري الذي اعتقله عدة مرات لمحاولته كتم صوت الحرية.

كانت خطبه في الجامع العمري بمثابة شعلة ألهبت قلوب السوريين ودعتهم للوقوف في وجه الاستبداد. استشهد العديد من أتباعه خلال المظاهرات الأولى، وأصبحت درعا رمزًا للثورة السورية.

عودة أحمد الصياصنة إلى سوريا بعد التهجير

بعد 13 عامًا من الغربة، عاد الشيخ أحمد الصياصنة إلى سوريا عبر معبر نصيب الحدودي. استُقبل بحفاوة كبيرة في مدينة درعا، حيث ألقى كلمة مؤثرة داخل المسجد العمري.

دعا خلال الكلمة إلى الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية، مؤكدًا أن الشعب السوري يستحق حياة أفضل، بعيدًا عن الطائفية والانقسام، كما تحدث عن أهمية تكريم الشهداء، قائلاً:

“الشهداء هم أكرم منا جميعًا، وأرواحهم في قناديل الجنة.”

الصياصنة يوجه رسالة للمسيحيين في درعا

في موقف يجسد التسامح والتآخي الوطني، اجتمع الشيخ الصياصنة مع القس جرجس رزق داخل المسجد العمري، ليؤكد على وحدة الشعب السوري.

أشاد بدور المسيحيين في مساعدة الجرحى خلال الثورة، وقال:

“لن ننسى فضلكم عندما فتحتم كنائسكم لمعالجة جرحانا.”

من جانبه، أكد القس جرجس على أهمية المحبة والوحدة بين جميع أطياف الشعب السوري.

تحدث الشيخ أحمد الصياصنة عن تجربته في الثورة السورية وتأثيرها العميق على الشعب، قائلاً إنه لم يذق طعم النوم ليلة سقوط النظام، رغم الدمار الذي لحق بدرعا، عبّر عن ثقته بقدرة السوريين على النهوض من جديد، داعيًا إلى تجاوز الخلافات والتوجه نحو البناء والإصلاح.

أهمية الشيخ أحمد الصياصنة في الثورة السورية

  1. رمز وطني: مثّل الشيخ صوت الحق والحرية في وجه القمع.
  2. وحدة وطنية: جسّد روح التسامح والتآخي بين مختلف الأطياف السورية.
  3. إرث ديني: قدّم نموذجًا يحتذى به في الثبات على المبادئ والدفاع عن حقوق المظلومين.

يظل الشيخ أحمد الصياصنة رمزًا خالدًا للثورة السورية بـ خطبه وكلماته المؤثرة ألهمت أجيالًا من السوريين في سعيهم نحو الحرية والكرامة، رغم كل المحن، يُصر الشيخ احمد الصياصنة على أن النصر قريب وأن الشعب السوري قادر على بناء وطن جديد يسوده العدل والسلام.

سارة مصطفى

صحفية محبة للكتابة عن أي موضوع يهم الجمهور، تطرح القضايا بطريقة ممتعة وشيقة، تجعل القارئ دائمًا متشوقًا لمعرفة المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى