من هو رفعت الأسد؟ وكيف تحول من جزار حماة الى أكثر الشخصيات إثارة للجدل؟

رفعت الأسد، المعروف بلقب “جزار حماة”، هو شخصية أثارت جدلاً واسعاً على المستويين المحلي والدولي، يُتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان أثناء قيادته لـ”سرايا الدفاع“، وخاصة خلال مجزرة حماة عام 1982 التي راح ضحيتها عشرات الآلاف،  هذه الأحداث جعلت من رفعت الأسد شخصية محورية في تاريخ سوريا الحديث.

في المقال التالي، سنتعرف على السيرة الذاتية وتفاصيل هروب رفعت الأسد، مكان وجوده الحالي، وأبرز الجرائم التي يُتهم بها، كما سنلقي الضوء على كيفية جمع ثروته في المنفى والقضايا القانونية المحيطة به.

من هو رفعت الأسد؟

رفعت علي سليمان الأسد، من مواليد 22 أغسطس 1937 في القرداحة، سوريا، هو الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، شغل منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي وقائد “سرايا الدفاع“، وهي وحدة عسكرية خاصة ذات دور محوري في قمع التظاهرات والانتفاضات الشعبية.

رفعت الأسد متزوج من عدة نساء وهما ( سلمى مخلوف، لينا الخير، رجاء بركات، أميرة الأسد ) وله أبناء، منهم: ريبال الأسد، مضر الأسد، وسومر الأسد.

غادر سوريا في منتصف الثمانينيات بعد صراع داخلي على السلطة مع شقيقه حافظ الأسد، ليعيش في فرنسا حيث بدأ بتكوين ثروته.

لماذا يُعرف بـ”جزار حماة”؟

رفعت الأسد اكتسب هذا اللقب بسبب قيادته للهجوم العسكري الوحشي على مدينة حماة عام 1982، الذي أسفر عن مقتل ما بين 10,000 إلى 40,000 مدني.

هذه المجزرة لا تزال واحدة من أفظع الجرائم في تاريخ سوريا الحديث.

كيف هرب رفعت الأسد؟

وفق تقارير إعلامية، غادر رفعت الأسد سوريا مستخدماً جواز سفر دبلوماسياً. في ديسمبر 2024، تم رصد خروجه من مطار بيروت بعد عبوره برا إلى لبنان.

فقد أكد مصدر أمني لبناني أن رفعت الأسد غادر “بشكل طبيعي” دون أن تعترضه أي مذكرة توقيف دولية أو محلية، ولم يتم الكشف بدقة عن وجهته النهائية، لكن تقارير أفادت بأنه توجه إلى دبي.

ويبقى السؤال المطروح: كيف تمكن من السفر بحرية رغم الاتهامات الجنائية الموجهة إليه؟

أين هو رفعت الأسد الآن؟

بعد مغادرته لبنان، يُعتقد أن رفعت الأسد يقيم حالياً في دبي. لكن وجوده في الإمارات يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن من تفادي العدالة الدولية أم أن ملاحقته القانونية ستلاحقه هناك أيضاً.

تأثيرات وجوده خارج سوريا:

وجوده في الخارج حرمه من التأثير المباشر على الساحة السورية لكنه احتفظ بعلاقات سياسية محدودة، بينما هو بعيد عن سوريا، تُلاحقه القضايا الدولية، خاصةً في أوروبا حيث واجه محاكمة في فرنسا.

ما هي جرائم رفعت الأسد؟

مجزرة حماة (1982)

  • الخلفية: كانت مجزرة حماة رداً على انتفاضة شعبية ضد النظام السوري.
  • الأحداث: قادت “سرايا الدفاع” تحت قيادته حملة عسكرية تضمنت قصفاً مكثفاً للمدينة وقتل الآلاف من المدنيين.
  • التداعيات: وُصفت هذه المجزرة بأنها من أسوأ الجرائم ضد الإنسانية في القرن العشرين.

بالإضافة إلى حماة، تورطت قوات رفعت الأسد في قمع انتفاضات شعبية في مدن سورية أخرى.

اتهامات الفساد وغسل الأموال

في عام 2021، أصدرت محكمة فرنسية حكماً بسجنه 4 سنوات بتهمة غسل أموال واختلاس أموال عامة سورية، صادرت المحكمة أصولاً مملوكة له تُقدر قيمتها بـ90 مليون يورو، بما في ذلك عقارات فاخرة في باريس.

كيف جمع رفعت الأسد ثروته؟

وفق التحقيقات، استغل رفعت الأسد منصبه للوصول إلى أموال الدولة، التي استخدمها لتأسيس إمبراطورية مالية في أوروبا.

امتلك رفعت الأسد مجموعة واسعة من العقارات الفاخرة في فرنسا وإسبانيا، ما جعله موضع تحقيقات دولية، تم الكشف عن تحويله مبالغ ضخمة من الأموال العامة إلى حساباته في الخارج أثناء خروجه من سوريا.

محاكمة رفعت الأسد: هل تحقق العدالة؟

في فرنسا، حُكم عليه بالسجن مع مصادرة أصوله، يواجه اتهامات في سويسرا بتورطه في عمليات تعذيب وجرائم ضد الإنسانية أثناء قيادته العسكرية.

رغم ثقل الأدلة، لا يزال يتمكن من السفر بحرية نسبية، ما يثير تساؤلات حول فاعلية القوانين الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب.

لماذا يعتبر رفعت الأسد شخصية مثيرة للجدل؟

قدم نفسه كمعارض للنظام السوري أثناء وجوده في المنفى، بينما تشير الوقائع إلى تورطه في العديد من الجرائم البشعة، رغم اتهامه بالفساد وجرائم الحرب، استطاع الحفاظ على ثروته وعلاقاته السياسية في أوروبا وبعض الدول العربية.

حياته في المنفى توضح كيف يمكن لبعض الشخصيات ذات النفوذ تجنب الملاحقة القانونية باستخدام الموارد والعلاقات.

رفعت الأسد يمثل حالة فريدة تجمع بين السلطة والثروة والجريمة، رغم تاريخه الحافل بالجرائم والانتهاكات، لا يزال حراً، ما يعكس تحديات العدالة الدولية.

وفي الختام، هل ستتمكن المحاكم الدولية من محاسبته؟ أم سيظل رفعت الأسد أحد الناجين من قبضة العدالة؟ الإجابة على هذا السؤال ستكون حاسمة ليس فقط لضحاياه ولكن أيضاً لمستقبل العدالة في العالم.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى