من هو أبو حسين الأردني؟ الذي أصبح عميدًا في الجيش السوري الجديد
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، أعلنت القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع عن ترقيات عسكرية شملت 50 قائدًا ومقاتلًا، من بينهم الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، المعروف بلقبه الحركي “أبو حسين الأردني“، الذي رُفع إلى رتبة عميد، يحمل هذا التعيين أبعادًا تتجاوز السياق العسكري، بعد ضم مقاتلين من خلفيات وجنسيات متنوعة.
في هذا المقال، نتعرف على شخصية عبد الرحمن حسين الخطيب، دوره في الثورة السورية، وتأثير تعيينه على المشهد الإقليمي وتفاصيل رحلة أبو حسين الأردني من طبيب إلى مقاتل ثم عميد في القوات السورية الجديدة.
من هو أبو حسين الأردني؟
الاسم عبد الرحمن حسين الخطيب، المعروف باسم “أبو حسين الأردني“، هو مواطن أردني من أصول فلسطينية. وُلد ونشأ في الأردن، حيث أكمل تعليمه العالي في مجال الطب، وتخرج من كلية الطب في الجامعة الأردنية.
في نهاية عام 2013، قرر الخطيب ترك عمله في المجال الطبي والسفر إلى سوريا للانضمام إلى الفصائل المعارضة للنظام السوري. عُرف منذ البداية بميوله السلفية الجهادية، وسرعان ما أثبت قدراته القيادية.
أصبح عبد الرحمن حسين الخطيب عضوًا بارزًا في هيئة تحرير الشام، التي تُعتبر واحدة من أقوى الفصائل المسلحة في الصراع السوري. عمل عن كثب مع قادة الهيئة، مثل “أبو محمد الجولاني”، وساهم في حل النزاعات بين الفصائل المختلفة.
كان الخطيب جزءًا من المجلس العسكري الثلاثي الذي ضمّ شخصيات قيادية من هيئة تحرير الشام، من بينهم أبو الحسن الحموي، هذا المجلس لعب دورًا محوريًا في التنسيق العسكري خلال العمليات التي قادت إلى انهيار نظام بشار الأسد.
تعيين أبو حسين الأردني عميدًا في الجيش السوري الجديد
في نهاية ديسمبر 2024 أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية عن ترقيات شملت عبد الرحمن حسين الخطيب، حيث رُفع إلى رتبة عميد.
جاء هذا التعيين في إطار عملية إعادة هيكلة الجيش السوري الجديد ودمج المقاتلين الذين ساهموا في الثورة ضمن الهيكل العسكري الرسمي وكان من بينهم عاصم راشد الهواري المصري الذي منح رتبة عقيد.
جاء في بيان وزارة الدفاع السورية:
“تأتي هذه الترقيات تحقيقًا لأعلى معايير الكفاءة والتنظيم، واستمرارًا لروح الالتزام والتفاني لخدمة الدين والوطن”.
تسعى القيادة السورية الجديدة إلى تعزيز شرعية الجيش عبر دمج شخصيات بارزة من الفصائل المسلحة في المناصب القيادية. تعيين الخطيب يعكس هذا التوجه، حيث يُعتبر رمزًا للمقاتلين الأجانب الذين ساهموا في الثورة.
أثار تعيين عبد الرحمن حسين الخطيب تساؤلات حول تأثير مشاركة المقاتلين الأردنيين في الثورة السورية على العلاقات بين عمان ودمشق. يرى محللون أن وجود شخصيات أردنية في مواقع قيادية قد يُعزز من دور الأردن في المرحلة الانتقالية لسوريا.
يُشير تعيين الخطيب إلى النفوذ المتزايد للمقاتلين الأردنيين داخل هيئة تحرير الشام والجيش السوري الجديد. هذا الأمر يعكس حجم التأثير الذي مارسه هؤلاء المقاتلون خلال سنوات الحرب.
ردود الفعل على التعيين
أثار تعيين أبو حسين الأردني نقاشات واسعة في الأردن، خاصة في ظل تقارير تُشير إلى أن مئات الأردنيين انضموا إلى الفصائل المسلحة في سوريا على مدار العقد الماضي، على الصعيد الدولي، أثار التعيين مخاوف حول مدى تأثير مشاركة مقاتلين أجانب في الجيش السوري الجديد على استقرار المنطقة.
باعتباره شخصية غير سورية، سيحتاج الخطيب إلى بناء جسور الثقة مع الجنود والقيادات السورية الأخرى لضمان نجاحه في دوره الجديد، يتعين على الخطيب العمل ضمن استراتيجية متوازنة تراعي الأوضاع الإقليمية، خاصة مع وجود حساسيات تجاه مشاركة شخصيات غير سورية في قيادة الجيش.
يُعد دمج الفصائل المسلحة ضمن جيش موحد تحديًا كبيرًا، وسيكون للخطيب دور محوري في هذه العملية.
عبد الرحمن حسين الخطيب، المعروف بـ”أبو حسين الأردني“، يُمثل رمزًا لتحول جذري في المشهد العسكري السوري. من مقاتل جهادي إلى عميد في الجيش السوري الجديد، يجسد الخطيب رؤية الإدارة السورية الجديدة لبناء جيش موحد وشامل.
مع التحديات التي تواجهه في منصبه الجديد، يبقى الخطيب وغيره من المقاتلين الأجانب محط أنظار المراقبين، في ظل التحولات التي تشهدها سوريا والمنطقة بأسرها.