من هو شلهوم مسؤول كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا؟
أثار اعتقال شلهوم مسؤول كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا، ضجة كبيرة في الأوساط السورية والعربية، محمد شلهوم، الذي عُرف بصلته الوثيقة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، يُتهم بلعب دور حاسم في تعطيل كاميرات المراقبة داخل السجن خلال أحداث مفصلية، فضلاً عن اتهامات بالتورط في قضايا فساد وتجارة المخدرات.
في هذا المقال، سنتعرف على من هو محمد شلهوم؟ وما هي الجرائم الموجهة إليه، كما سنلقي نظرة على الخلفية التاريخية لسجن صيدنايا الذي لطالما ارتبط بأبشع الانتهاكات الإنسانية كان اخرها جرائم أوس سلوم التي كشفها الراحل مازن حمادة.
من هو شلهوم؟
محمد نور الدين شلهوم هو أحد أبرز الشخصيات المرتبطة بجهاز الأمن السوري خلال فترة حكم نظام بشار الأسد. شغل منصب مسؤول كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا، الذي يُعرف بأنه واحد من أكثر السجون وحشية في تاريخ سوريا.
ووفق التحقيقات فقد تعاون محمد وحسان شلهوم مع عناصر في تصنيع وترويج المخدرات، بينما يمتلك خالد شلهوم معملًا لإنتاج الكبتاغون، أشرف شلهوم على إدارة نظام كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا، ما منحه صلاحيات واسعة تتعلق برصد تحركات السجناء.
يُتهم محمد نور الدين شلهوم بتعطيل كاميرات المراقبة خلال محاولة فصائل المعارضة السيطرة على السجن، في خطوة يُعتقد أنها هدفت لإخفاء أدلة تدينه وقيادات أخرى.
عمل تحت إمرة حسان شلهوم، قائد مجموعة “أسود الحرس الجمهوري”، وهي وحدة عُرفت بارتباطها الوثيق بحماية مصالح النظام، تعاون مع عناصر من حزب الله اللبناني في قضايا متعلقة بتجارة المخدرات، حسبما أفادت تقارير إعلامية محلية.
الإتهامات الموجهة إلى محمد شلهوم
تعطيل كاميرات المراقبة وسرقة الملفات
خلال أحداث محاولة الفصائل المسلحة اقتحام سجن صيدنايا، يُتهم شلهوم بتعطيل نظام المراقبة وسرقة ملفات حساسة تتعلق بالسجناء والنظام الأمني والتستر على جرائم أوس سلوم المعروف بـ عزرائيل صيدنايا.
تشير التقارير إلى أن هذا التعطيل كان خطوة مقصودة لإخفاء أدلة عن عمليات الإعدام الجماعية التي وثّقتها منظمات حقوق الإنسان.
تورطه في تجارة المخدرات
تعاون شلهوم مع شقيقه خالد شلهوم في تصنيع وترويج الكبتاغون، وهي مادة مخدرة ارتبطت بشكل كبير بالنظام السوري وحزب الله.
استخدم شلهوم شبكة نفوذه لتأمين الحماية لأنشطة التهريب داخل سوريا وخارجها.
المشاركة في تعذيب السجناء
على الرغم من عدم وجود أدلة مباشرة على تورطه في التعذيب، إلا أن منصبه كان يجعله شريكًا غير مباشر في الانتهاكات التي حدثت في السجن.
سجن صيدنايا: رمز للقمع والانتهاكات
يقع سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق، واشتهر خلال حكم بشار الأسد بأنه “المسلخ البشري” بسبب الانتهاكات الواسعة التي وقعت داخله، منذ عام 2011، أصبح السجن مركزًا رئيسيًا لاحتجاز المعارضين السياسيين، وثّقت منظمات مثل العفو الدولية عمليات إعدام جماعية وتعذيب ممنهج للسجناء.
اما دور شلهوم في إدارة السجن، بصفته مسؤول كاميرات المراقبة، كان شلهوم مطلعًا على كل ما يحدث داخل السجن، بما في ذلك:
- مراقبة عمليات التعذيب والإعدام من قبل أوس سلوم.
- الإشراف على إجراءات أمنية تهدف إلى قمع السجناء.
- تعطيل الكاميرات لإخفاء الأدلة خلال فترات حساسة.
تفاصيل اعتقال محمد شلهوم
أُلقي القبض على شلهوم في حمص، خلال حملة أمنية استهدفت فلول النظام السابق، العملية نُفذت بتنسيق بين وزارة الداخلية والإدارة السورية الجديدة.
شملت الاعتقالات شخصيات بارزة في النظام السابق، في إطار محاسبة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية.
ردود الفعل على اعتقاله
لاقى اعتقال شلهوم ترحيبًا واسعًا بين السوريين، خاصة أولئك الذين فقدوا أحباءهم داخل سجن صيدنايا.
وقد عبر مواطنون عن سعادتهم بهذا الإجراء، واعتبروه خطوة نحو تحقيق العدالة، وطالبت منظمات حقوقية بإجراء محاكمات عادلة لجميع المتورطين في الانتهاكات.
أهمية اعتقال شلهوم
يمثل اعتقال محمد شلهوم بداية لمحاسبة كل من تورطوا في الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، يعكس التزام الإدارة السورية الجديدة بتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.
يُعد التحقيق مع شلهوم خطوة مهمة لإغلاق ملفات الجرائم المتعلقة بسجن صيدنايا، سيسهم الكشف عن الوثائق المسروقة في إظهار الحقيقة للمجتمع الدولي.
اعتقال الشخصيات المرتبطة بالفساد والانتهاكات يعزز من ثقة الشعب في الإدارة الجديدة، يشير إلى مرحلة جديدة تركز على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
اعتقال محمد نور الدين شلهوم هو خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة في سوريا الجديدة. بصفته شخصية محورية في إدارة أحد أكثر السجون وحشية في تاريخ البلاد، يمثل توقيفه انتصارًا للضحايا وأسرهم.
مع استمرار الجهود لملاحقة فلول النظام السابق، تبدو سوريا في طريقها إلى مستقبل أكثر عدالة وشفافية.