الزلازل في إثيوبيا تثير المخاوف مع ثوران بركان دوفن وفنتالي
شهدت إثيوبيا في الأسابيع الأخيرة نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق، حيث سجلت أكثر من 120 زلزالًا خلال أسبوعين فقط. ترافق هذا النشاط مع تصاعد الدخان والغبار من فوهة بركان دوفن، ما أثار مخاوف من احتمال ثورانه.
يُضاف إلى ذلك انشقاقات أرضية واسعة النطاق في مناطق متفرقة، مما جعل الوضع الجيولوجي في إثيوبيا محط أنظار العالم.
في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل الزلازل والبراكين في إثيوبيا، تأثيراتها المحتملة، وأسباب هذا النشاط الجيولوجي المتزايد، كما سنلقي نظرة على الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإثيوبية لحماية السكان، وآراء الخبراء حول مستقبل هذه الظاهرة الطبيعية.
اخر أخبار الزلازل والبراكين في إثيوبيا
سجلت إثيوبيا 120 زلزالًا خلال أسبوعين، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات الماضية، بلغت قوة بعض الزلازل 5.8 درجة على مقياس ريختر، ما يجعلها زلازل متوسطة القوة لكنها كافية لإحداث أضرار.
تركزت الزلازل في مناطق مثل فانتالي وعفار، وهي مناطق معروفة بجيولوجيتها النشطة، تسبب الزلازل في انشقاقات أرضية كبيرة، ما أدى إلى أضرار في البنية التحتية والمنازل.
#اثيوبيا | الهزات الأرضية
متداول : الجمعة ٣ يناير ٢٥
بركان فانتال في اثيوبيا ينفث غازات بركانية عقب هزات ارضية متوسطة ضربت شمال شرق البلاد في منطقة #عقار
والحديث عن استعداد وبدء السلطات في إجلاء السكان في المنطقة pic.twitter.com/PWUfURl8ib— Mutez E. Ahmed (@almuttez) January 4, 2025
أثرت الزلازل في إثيوبيا على السكان المحليين، الذين بدأوا في النزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، وفقًا للمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض بلغت قوة آخر زلزال 5.8 درجة، وكان على عمق 10 كيلومترات، تم تسجيل 8 زلازل خلال 24 ساعة، تراوحت قوتها بين 4.5 و5 درجات على مقياس ريختر.
البراكين النشطة في إثيوبيا: دوفن وفنتالي
بركان دوفن
- الموقع والخصائص: يقع في منطقة عفار، يبلغ ارتفاعه 1151 مترًا فوق سطح البحر، يعتبر من البراكين الطبقية متعددة النشاطات.
- الحالة الحالية: شهد تصاعدًا للدخان والغبار خلال الأيام الماضية، سجل انفجارات صغيرة بسبب تسرب الغازات والمحاليل الساخنة.
- المخاطر المحتملة: قد يزداد النشاط البركاني ليشمل تدفقات حمم بركانية تهدد المنطقة.
بركان فنتالي
- الموقع والخصائص: يقع جنوب دوفن، ويبلغ ارتفاعه 2007 أمتار، يتميز بفوهة ضخمة بقطر 4 كيلومترات وعمق 350 مترًا.
- النشاط التاريخي: شهد آخر نشاط كبير له في عام 1820.
- الاحتمالات المستقبلية: قد يستجيب للنشاط الزلزالي في المنطقة ويبدأ في الثوران.
تعد منطقة شرق إفريقيا، بما في ذلك الهضبة الإثيوبية، من أكثر المناطق نشاطًا جيولوجيًا في العالم، الماجما قريبة من السطح، حيث تقع على عمق 40 كيلومترًا فقط، مقارنة بـ 100 كيلومتر في مناطق أخرى من إفريقيا.
تسهم الزلازل في زيادة التشققات والفوالق في الأرض، مما يسمح للماجما والغازات بالاندفاع إلى السطح، الضغط الشديد الناتج عن الزلازل يؤدي إلى انفجارات بركانية أو تدفقات حمم، منطقة الصدع الإفريقي تتسم بنشاط زلزالي وبركاني مستمر.
وجود أكثر من 59 بركانًا خامدًا في المنطقة يزيد من احتمالية النشاط المستقبلي.
تأثير النشاط الجيولوجي على السكان والبيئة
بدأت السلطات الإثيوبية في إجلاء السكان من المناطق المتضررة مثل عفار، يتم نقل السكان إلى أماكن إيواء مؤقتة بعيدًا عن مناطق الخطر، تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة للسكان النازحين.
إثيوبيا على حافة كارثة.. ثوران بركان محتمل يجبر السلطات على تنفيذ خطة إخلاء منظمة لسكان شمال شرق البلاد في منطقة عفار#العربية #إثيوبيا pic.twitter.com/oWjRpEUpvO
— العربية EXTRA (@AlArabiyaExtra) January 3, 2025
وتسبب الانشقاقات الأرضية والزلازل في تدمير البنية التحتية المحلية، بما في ذلك الطرق والمنازل، قد تؤثر الحمم البركانية على الزراعة في المنطقة، مما يزيد من التحديات الاقتصادية، تعمل هيئة المسح الجيولوجي الإثيوبية على مراقبة النشاط الزلزالي والبركاني بشكل مستمر.
مخاطر سد النهضة وعلاقته بالنشاط الجيولوجي
أثار النشاط الزلزالي والبركاني مخاوف بشأن سلامة سد النهضة، قد تؤدي الزلازل المتكررة إلى تصدعات أو أضرار هيكلية في السد، ما يشكل خطرًا على المنطقة بأكملها، دعت أصوات محلية ودولية إلى إجراء تقييمات شاملة لضمان سلامة السد.
وقد صرح الدكتور عباس شراقي أن النشاط البركاني قد يستمر ويتفاقم إذا لم يتم السيطرة على الزلازل المتتالية، يشير إلى أن الهضبة الإثيوبية معرضة بشكل خاص لتدفقات الحمم والغازات البركانية.
فيما قالت جينيت أسيفا، المديرة التنفيذية لمكتب أبحاث الجيوفيزياء ، أنها ترى أن الانفجارات الحالية قد تكون ناتجة عن تسرب المياه الساخنة وليس ثورانًا بركانيًا حقيقيًا، تؤكد أن احتمالية ثوران البركان تبقى مرتفعة بنسبة 50%.
تشهد إثيوبيا حاليًا واحدة من أصعب الفترات الجيولوجية في تاريخها الحديث، مع تزايد النشاط الزلزالي والبركاني بشكل يهدد السكان والبنية التحتية. بينما تتخذ الحكومة خطوات للتعامل مع الأزمة، يبقى التعاون الدولي والمراقبة المستمرة ضروريين لتخفيف التأثيرات وحماية الأرواح.
مع استمرار النشاط، يظل السؤال: هل ستنجح إثيوبيا في احتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة كبرى؟.