تفاصيل وأسباب وفاة الشيخ سارية الرفاعي الذي أسلمت الفنانة مي سكاف على يده
شهد العالم الإسلامي، أمس الإثنين، نبأ وفاة الشيخ سارية الرفاعي، أحد أبرز علماء الدين السوريين، عن عمر ناهز 77 عامًا في ولاية إسطنبول التركية، وذلك إثر إصابته بجلطة دماغية قبل شهرين. كان الشيخ الرفاعي شخصية دينية مؤثرة، وترك بصمة واضحة في مجال الدعوة الإسلامية والاجتماعية.
حياة الشيخ سارية الرفاعي: من الأزهر إلى خدمة الإسلام
النشأة والتكوين العلمي
الشيخ سارية الرفاعي هو ابن العالم الجليل الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وأخو الشيخ أسامة الرفاعي. نشأ في عائلة عُرفت بخدمتها للدين والعلم، وتلقى تعليمه الشرعي في الأزهر الشريف، حيث تخرج في كلية أصول الدين. أكمل دراسته بحصوله على درجة الماجستير في عام 1977.
مسيرته الدعوية
بعد عودته إلى دمشق، عمل الشيخ سارية في الدعوة الإسلامية، وكان له حضور قوي في المجتمع السوري، حيث شغل إمامة جامع زيد بن ثابت في دمشق. تميز بأسلوبه الهادئ والعميق في الدعوة، واستطاع كسب قلوب العديد من الناس، ومن بينهم الفنانة الراحلة مي سكاف، التي اعتنقت الإسلام على يده.
تفاصيل وفاة الشيخ سارية الرفاعي
المرض والوفاة
أصيب الشيخ سارية بجلطة دماغية منذ شهرين، استدعت نقله للعلاج في إسطنبول. وبعد صراع مع المرض، وافته المنية يوم الإثنين، تاركًا خلفه إرثًا من العلم والدعوة والعمل الخيري.
نعوة مؤثرة
نعاه ابنه عمار بكلمات مؤثرة على صفحته في “فيسبوك”، قائلاً:
“يوم كنت أخشاه.. الوالد في ذمة الله تعالى”.
هذه الكلمات اختزلت مشاعر الفقد والحزن العميق على رجل كان منارة للعلم والعمل في حياة أسرته ومجتمعه.
دور الشيخ سارية الرفاعي في الثورة السورية
موقفه من الثورة
كان الشيخ الرفاعي أحد العلماء المؤيدين للثورة السورية منذ انطلاقتها في عام 2011. لم يكن موقفه مجرد دعم بالكلام، بل شارك فعليًا في العديد من النشاطات المناهضة للنظام، وكان له دور بارز في إضراب دمشق في 29 مايو 2012، الذي جاء بعد مجزرة الحولة المروعة.
خروجه من سوريا
بسبب مواقفه المناهضة للنظام السوري، اضطر الشيخ سارية إلى مغادرة بلاده إلى تركيا. هناك، انخرط في العمل الدعوي والسياسي من خلال عضويته في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري.
مي سكاف وإسلامها على يد الشيخ سارية الرفاعي
قصة إسلامها
كانت الفنانة السورية الراحلة مي سكاف شخصية بارزة في المجال الفني والمعارض السياسي. أسلمت على يد الشيخ سارية الرفاعي، الذي كان له تأثير عميق في حياتها الروحية. عُرفت مي بمواقفها الجريئة ودعمها للثورة السورية، وهو ما يُظهر تداخل الروحانيات مع الالتزام السياسي في حياتها بعد إسلامها.
إرث الشيخ سارية الرفاعي
المشاريع الخيرية والاجتماعية
ساهم الشيخ الرفاعي في العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية التي هدفت إلى دعم الفقراء والمحتاجين. كانت رؤيته ترتكز على تقديم الإسلام كدين شامل يُعنى بالجوانب الروحية والمادية.
مؤلفاته ومحاضراته
لم يقتصر دور الشيخ على الخطابة، بل كان له العديد من المؤلفات والمحاضرات التي ألهمت الكثيرين. قدم من خلالها رؤيته حول قضايا الدين والمجتمع، مع التركيز على الإصلاح والاعتدال.
ردود الفعل على وفاته
نعي من علماء المسلمين
نعى العديد من العلماء والشخصيات الإسلامية الشيخ سارية الرفاعي، مؤكدين أنه كان رمزًا للعلم والاعتدال. أشادوا بمواقفه الثابتة خلال الثورة السورية واهتمامه بنشر العلم الشرعي.
تعاطف شعبي واسع
ترك نبأ وفاته أثرًا عميقًا في قلوب السوريين والمسلمين عمومًا، حيث أعربوا عن حزنهم العميق لفقدان شخصية مثل الشيخ سارية، الذي كان نموذجًا للعالم العامل.
الدروس المستفادة من حياة الشيخ سارية الرفاعي
- العلم والعمل الدعوي:
كان الشيخ مثالًا للعالم الذي لا يكتفي بالتدريس، بل يتفاعل مع قضايا أمته. - الوقوف مع الحق:
دعمه للثورة السورية يظهر شجاعته في مواجهة الظلم مهما كان الثمن. - التأثير الروحي:
إسلام مي سكاف على يده يعكس مدى تأثيره الروحي في حياة الناس.