اغتيال الشيخ عمر حوري: اختطاف وحشي ونهاية مأساوية في جوبر

بعد اختفاء دام 9 أيام في ظروف غامضة، عُثر على جثة الشيخ الدكتور عمر محيي الدين حوري مقتولًا في حي جوبر بدمشق، الشيخ عمر، الذي كان يشغل منصب إمام وخطيب مسجد مصعب بن عمير في حي البرامكة، أثار اختفاؤه ومقتله ضجة واسعة في الأوساط الشعبية والدينية، وسط اتهامات بتورطه في دعم الأجهزة الأمنية خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011.
من هو الشيخ عمر حوري؟
الشيخ الدكتور عمر محيي الدين حوري هو عالم وداعية سوري، وُلد في دمشق عام 1963، وحصل على عدة شهادات أكاديمية في الفقه المقارن والتفسير، شغل مناصب دينية وإدارية مرموقة، منها إمام وخطيب جامع التينبية في حي الميدان بدمشق ومدير إدارة الإفتاء العام.
وعُرف بإسهاماته العلمية ومؤلفاته القيمة التي تناولت قضايا الفقه والتفسير. كان شخصية محبوبة ومعروفة بمواقفه الداعية للاعتدال والتعايش.
تفاصيل اغتيال الشيخ عمر حوري في دمشق
تم اعتقال الشيخ عمر حوري من حي الميدان بدمشق، حيث ظهر مكبل اليدين ومعصوب العينين أثناء اقتياده في سيارة جابت شوارع الحي بشكل علني. هذا المشهد أثار تساؤلات حول دوافع الجهة التي اعتقلته والأسلوب العلني الذي اُستخدم لترهيب الناس.
بعد أيام من اختطافه، عُثر على جثته في حي جوبر، وعليها آثار تعذيب، مما يشير إلى أنه تعرض لعملية اغتيال وتصفية وحشية.
اغتيال الشيخ عمر حوري في دمشق
العزاء لأهله ومحبيه، صوت الاعتدال والمحبة pic.twitter.com/Sm92AAaA63— abu ali الديراني (@abualihussein19) January 12, 2025
الشيخ عمر حوري: من داعية إلى متهم
كان الشيخ عمر شخصية دينية بارزة، شغل مناصب مختلفة، منها إمام مسجد مصعب بن عمير، ومدير معاهد لتحفيظ القرآن الكريم.
يتهمه البعض بأنه كان أحد أذرع الأجهزة الأمنية خلال الاحتجاجات السورية، حيث يُقال إنه ساهم في اعتقال العديد من المتظاهرين، ما جعله شخصية مثيرة للجدل بين مؤيديه ومعارضيه.
ردود الفعل على مقتل الشيخ عمر محيي الدين حوري
أصدرت رابطة علماء ودعاة سوريا بيانًا استنكرت فيه اختفاء الشيخ عمر وطالبت بالكشف عن ملابسات مقتله، كما ناشدت قيادة العمليات العسكرية بـقيادة أحمد الشرع “تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين”.
أثارت جريمة اغتيال الشيخ عمر الحوري غضبًا واسعًا بين الأهالي، الذين عبروا عن قلقهم من تزايد حوادث استهداف الشخصيات الدينية، ما يزيد من حالة الفوضى وانعدام الأمان في البلاد.
مقتل الشيخ عمر يعكس تصاعد حالة انعدام الثقة بالأجهزة الأمنية، خاصةً أن الجناة تمكنوا من تنفيذ الجريمة دون رادع يُذكر.، الحادثة تُبرز حالة الانقسام داخل المجتمع السوري، حيث تنظر بعض الفئات إلى الشيخ عمر كبطل ديني، بينما ترى فئات أخرى أنه متورط في انتهاكات ضد الشعب.
يطالب الأهالي والجهات الحقوقية بفتح تحقيق فوري وشامل للكشف عن المتورطين في اختطاف وقتل الشيخ عمر حوري، مع التأكيد على أهمية المحاسبة القانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
يظل مقتل الشيخ الدكتور عمر محيي الدين حوري مثالًا مأساويًا على تعقيد المشهد السوري، حيث تتشابك المصالح السياسية مع الانقسامات المجتمعية.
هذه الجريمة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحقيق العدالة وبناء الثقة في مؤسسات الأمن والعدالة، لضمان حماية أرواح جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم.