من هو الشيخ صالح منصور؟ جدلية الطائفة العلوية ومستقبل الساحل السوري

شهدت الأوساط السورية مؤخراً جدلاً واسعاً حول الشيخ صالح منصور، وهو ممثل للطائفة العلوية وشخصية بارزة في المنطقة الساحلية السورية، عرف بتصريحاته المثيرة ومواقفه التي تتراوح بين الدعوة لحماية أبناء طائفته والتصعيد في وجه القوى الأمنية والعسكرية، فمن هو هذا الرجل الذي أضحى محط أنظار الكثيرين؟ ولماذا أثارت تصريحاته ومواقفه كل هذا الجدل؟.

في هذا المقال، سنتعرف على الشيخ صالح منصور، مسيرته المهنية والعسكرية، دوره في الأحداث الأخيرة، وتأثير تصريحاته على المشهد السوري، كما سنلقي الضوء على التحركات السياسية والاجتماعية التي يقودها، إضافة إلى استعراض تداعيات نشاطاته على مستقبل المنطقة.

من هو الشيخ صالح منصور؟

بدأ الشيخ العلوي صالح منصور حياته المهنية كضابط في المؤسسة العسكرية السورية، حيث شغل مناصب إدارية ومالية بارزة، أبرزها في الفرقة السابعة باللواء 121. إلا أن مسيرته العسكرية لم تكن خالية من الجدل، إذ واجه اتهامات بالفساد والاختلاس أدت إلى عزله من منصبه.

تاريخه المهني:

  • تبوأ مناصب قيادية في إدارة العمليات العسكرية.
  • عرف بنفوذه في الساحل السوري، خاصة بين أبناء الطائفة العلوية.
  • أثيرت حوله شائعات تتعلق بسوء استخدام السلطة والموارد، ما أدى إلى تراجع شعبيته بين بعض أبناء طائفته.

تصريحاته المثيرة:

في الأسابيع الأخيرة، دعا منصور إلى طلب حماية دولية للساحل السوري، مبرراً ذلك بتزايد الجرائم والانتهاكات ضد أبناء الطائفة العلوية. كما زعم أنه على استعداد للتواصل مع جهات دولية لتحقيق هذا الهدف، مما أثار انقساماً بين مؤيد ومعارض لهذه الدعوة.

الأحداث الأخيرة: فقدان الاتصال بالشيخ صالح منصور

مع تصاعد التوترات في عين الشرقية بريف جبلة، فقد الاتصال بالشيخ صالح منصور ومرافقيه أثناء محاولته التوسط لإطلاق سراح أسرى تابعين لإدارة العمليات العسكرية كانوا محتجزين لدى مجموعة مسلحة.

ملخص الأحداث:

  1. سعت المجموعة المسلحة إلى الضغط على القوات العسكرية من خلال احتجاز الأسرى.
  2. تدخل منصور كوسيط، واعداً بحل سلمي يضمن سلامة المدنيين.
  3. على الرغم من وعوده، شنت القوات حملة عسكرية واسعة، مما أدى إلى تأزم الوضع.

الإفراج عن الأسرى:

بعد جهود قادها وجهاء المنطقة، تم إطلاق سراح الأسرى وتسليمهم إلى إدارة العمليات العسكرية. لكن ظل مصير الشيخ صالح منصور ومرافقيه مجهولاً، وسط مخاوف من تصعيد محتمل.

دعوات الحماية الدولية وتأثيرها على المنطقة

دعا الشيخ صالح منصور في عدة مناسبات إلى طلب حماية دولية للساحل السوري، مشيراً إلى تزايد الانتهاكات والجرائم التي تطال أبناء الطائفة العلوية. هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة:

مؤيدو منصور:

  • يرون أن دعواته تعكس ضرورة حماية الفئات المهمشة في ظل تزايد التوترات الأمنية.
  • يعتبرونه صوتاً يمثل الطائفة العلوية ويدافع عن حقوقها.

معارضو منصور:

  • يعتبرون دعواته تدخلاً خارجيًا قد يؤدي إلى المزيد من التعقيد في المشهد السوري.
  • يرفضون وصفه بأنه ممثل للطائفة، ويشددون على أنه لا يملك تفويضاً للحديث باسمها.

التوترات في عين الشرقية: الأسباب والتداعيات

شهدت منطقة عين الشرقية في ريف جبلة توترات حادة إثر سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي اتهمت بها إدارة العمليات العسكرية، خاصة العناصر غير السورية. هذه الأحداث أدت إلى تفاقم الغضب الشعبي.

أبرز الحوادث:

  • حادثة مقتل 3 فلاحين بينهم طفل: أثارت غضباً واسعاً بين أبناء الطائفة العلوية.
  • احتجاز أسرى: أدى إلى تدخل الشيخ صالح منصور كوسيط.
  • مظاهرات حاشدة: شارك فيها الآلاف للمطالبة بإخراج المقاتلين الأجانب وضبط الأمن.

ردود الفعل الشعبية:

  • طالب الأهالي بإخراج العناصر غير السورية، معتبرين وجودهم تهديداً لاستقرار المنطقة.
  • دعا المشاركون في المظاهرات إلى تعزيز الأمن ومنع الانتهاكات.

الشيخ صالح منصور وعلاقته بالقوات الأجنبية

أثار منصور جدلاً إضافياً بمطالبته بانسحاب المقاتلين الأجانب من المنطقة، معرباً عن استعداده للتنسيق مع القوات العسكرية السورية المحلية لضمان تحقيق الأمن. هذا الموقف لاقى تأييداً محدوداً، لكنه فتح الباب لمزيد من التساؤلات حول دوافعه.

هل يمثل صالح منصور الطائفة العلوية؟

على الرغم من تصاعد نفوذه الإعلامي، أكد العديد من وجهاء الطائفة أن الشيخ صالح منصور لا يمثلهم، وأن تصريحاته لا تعكس موقفهم الرسمي.

يبقى السؤال: هل سيتمكن الشيخ صالح منصور من مواصلة نشاطاته؟ أم أن الضغوط السياسية والاجتماعية ستحد من تأثيره؟.

السيناريوهات المحتملة:

  1. استمرار نشاطه كصوت معارض يدعو لإصلاحات داخل الطائفة.
  2. تضييق الخناق عليه سياسيًا وإعلاميًا، ما يؤدي إلى تراجع نفوذه.

وفي الختام ، يمثل الشيخ صالح منصور شخصية جدلية في المشهد السوري، تعكس تصرفاته وتصريحاته تعقيدات الواقع المحلي للساحل السوري، بينما يرى البعض في نشاطاته محاولة للدفاع عن حقوق أبناء الطائفة العلوية، يعتبره آخرون عاملاً يفاقم التوترات.

تبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مصير الشيخ صالح منصور ومدى تأثيره على مستقبل المنطقة.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى