سبب وفاة المعماري العراقي هشام المدفعي.. نهاية رحلة إبداعية طويلة
شهدت الأوساط العراقية حالة من الحزن والأسى بعد رحيل واحد من أبرز الشخصيات المعمارية في تاريخ العراق، المعماري البغدادي هشام المدفعي، الذي وافته المنية في العاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز 97 عامًا. كان هشام المدفعي رمزًا للإبداع والتميز في مجاله، ولمع اسمه بفضل بصماته المميزة في تطوير البنية التحتية العراقية.
من هو المعماري العراقي هشام المدفعي؟
هشام المدفعي، الذي يُلقب بـ”شيخ المعماريين”، كان مهندسًا ومعماريًا عراقيًا من أصول كردية، وُلد في بغداد عام 1928. نشأ في عائلة ذات مكانة اجتماعية وفنية، حيث كان شقيقه إلهام المدفعي من أبرز الفنانين العراقيين، بينما برز شقيقه الآخر قحطان المدفعي في مجال الهندسة.
المراحل التعليمية والمهنية:
- تخرج من كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1950، ليبدأ بعدها مشواره المهني.
- عمل في عدة مدن عراقية مثل بغداد، البصرة، والموصل.
- سافر إلى بريطانيا عام 1955 لاكتساب الخبرة، لكنه عاد سريعًا لخدمة بلاده.
- عُرف بإشرافه على مشاريع هندسية مهمة، مثل:
- نصب الشهيد
- نصب الجندي المجهول
- تطوير شارع حيفا في بغداد
كتاباته ومؤلفاته:
أصدر كتابًا بعنوان “نحو عراق جديد.. 70 عامًا من البناء والإعمار” عام 2017، تناول فيه مسيرته المهنية وخبراته الواسعة، كما سلط الضوء على حياته الشخصية المليئة بالأحداث المؤثرة.
مسيرته المهنية والمعمارية
ساهم المدفعي بشكل كبير في تطوير البنية التحتية للعراق، وارتبط اسمه بالعديد من المشاريع الهندسية التي أصبحت رموزًا وطنية. كان شغوفًا بتطوير الطرق والجسور والمعالم الثقافية، وظل طوال حياته رمزًا للابتكار والتميز في مجال العمارة.
مشاريع بارزة:
- نصب الشهيد: من أهم المعالم التي تخلد شهداء العراق.
- شارع حيفا: تطويره شكّل نقطة تحول في تاريخ البنية التحتية لبغداد.
- الجندي المجهول: أحد أبرز النصب التي تعكس روح الوطنية العراقية.
تفاصيل الحكم عليه بالإعدام في عهد صدام حسين
أسباب الحكم:
في عام 1986، اعتُقل هشام المدفعي بتهم وُصفت بـ”الفساد والتجسس لصالح جهات أجنبية”، وهي تهم نفى صحتها كل من عرف المدفعي عن قرب.
فترة السجن:
- تم احتجازه في سجن أبو غريب المعروف بسمعته السيئة.
- أمضى سنتين خلف القضبان، بانتظار تنفيذ حكم الإعدام.
العفو عنه:
- كانت ابنته غادة المدفعي السبب في إنقاذ حياته، حيث التقت بالرئيس الراحل صدام حسين وطالبته بالعفو عن والدها.
- وافق صدام على الطلب، خاصة مع مرض زوجة المدفعي آنذاك بالسرطان.
سبب وفاة هشام المدفعي
توفي هشام المدفعي يوم الأربعاء في لندن بعد صراع طويل مع المرض وتقدم في العمر. كان خبر وفاته صدمة لمحبيه وزملائه، الذين أشادوا بإسهاماته الكبيرة في تطوير العراق.
كتب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على منصة “إكس” ناعيًا الراحل:
“غادرنا إلى دار الحق المعماري البغدادي الكبير هشام المدفعي بعد مسيرة حافلة بالإبداع، تاركًا خلفه إرثًا زاخرًا بالإنجازات. أحرّ التعازي والمواساة إلى عائلته وأصدقائه ومحبيه، والرحمة لروحه الطاهرة. إنا لله وإنا إليه راجعون.”
إرث هشام المدفعي وتأثيره على العمارة العراقية
ترك المدفعي إرثًا فنيًا ومعماريًا لا يُنسى. لم يكن مجرد مهندس، بل كان رمزًا للابتكار والبناء في فترات صعبة مر بها العراق.
قيمته التاريخية:
- يُعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء عراق حديث.
- كانت رؤيته تتجلى في الدمج بين الأصالة العراقية والتطور المعماري.
إرثه الأدبي:
- يُعتبر كتابه “نحو عراق جديد” شهادة حية على طموحاته ورؤيته لبناء وطن يليق بتاريخه العريق.
ختامًا:
يبقى هشام المدفعي رمزًا للنهضة المعمارية العراقية، ومصدر إلهام لكل من يعمل في مجالات الهندسة والعمارة. بإنجازاته الكبيرة وروحه المبدعة، سيظل إرثه حيًا في ذاكرة العراقيين.