حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء 1446/2025: حكمه الشرعي وأدلته من السنة النبوية

شهر شعبان هو الشهر الذي يسبق رمضان ويعدّ من الشهور التي يستعد فيها المسلمون لاستقبال شهر الصيام والقيام. تتعدد التساؤلات الفقهية حول صيام الأيام الأخيرة من شعبان، خاصةً عند اقتراب دخول رمضان، ومنها حكم صيام آخر يوم من شعبان إذا كان قضاءً لصيام فائت. في هذا المقال، سنتناول هذا الحكم بالتفصيل، مع بيان حكم صيام يوم الشك وحكم قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان، مستندين إلى الأدلة الشرعية.

ما هو يوم الشك؟

يُعرف يوم الشك بأنّه اليوم الثلاثون من شهر شعبان، والذي يشكّ فيه الناس ما إذا كان آخر يوم من شعبان أم أول يوم من رمضان. يحدث هذا الشك عادةً إذا لم يتمكن المسلمون من رؤية هلال رمضان بسبب غيوم أو ظروف تمنع رؤية الهلال. أطلق عليه العلماء هذا الاسم لأن الصوم فيه قد يكون عن شك في نية الصائم، فقد يظن البعض أنه من رمضان أو من شعبان. وقد خصّ الإسلام هذا اليوم بأحكام خاصة لتنظيم الصيام فيه وتجنب اللبس.

حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء

صيام اليوم الأخير من شعبان بنية القضاء جائز شرعًا، وقد ورد ذلك عن جمهور أهل العلم. السبب في جوازه أن قضاء الصيام فرض على المسلم ولا يرتبط بزمان محدد، فمتى ما استطاع المسلم أداءه وجب عليه ذلك. وقد استُدلّ على ذلك بما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين قالت:

“كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ”
(رواه البخاري ومسلم).

هذا الحديث يبيّن أنّ أم المؤمنين كانت تؤخر القضاء إلى شعبان بسبب انشغالها بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم. ويدلّ ذلك على جواز صيام القضاء في شعبان، بما في ذلك آخر يوم منه.

حكم صيام يوم الشك

يوم الشك هو اليوم الذي يشكّ فيه المسلمون إن كان من شعبان أو رمضان. وقد نصّ جمهور الفقهاء على تحريم صيام يوم الشك إذا كان من باب الاحتياط لاحتمال أن يكون أول رمضان، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف:

“لا تَقَدَّموا الشهرَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ إلا أن يوافقَ ذلك صوْمًا كان يصومهُ أحدُكُم”.
(رواه البخاري ومسلم).

أما إذا كان صيام يوم الشك بنية القضاء أو موافقة لعادات صيامية كصيام الاثنين والخميس، فإنه جائز ولا حرج فيه. ومن الأدلة على تحريم صيام يوم الشك إذا كان احتياطًا:

“من صامَ هذا اليومَ فقد عَصى أبا القاسِمِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ”.
(رواه الترمذي).

حكم قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان

يجوز للمسلم قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان، خاصةً لمن كان عليه صوم فائت. فالحديث النبوي الذي نهى عن الصيام بعد النصف من شعبان استثنى الحالات التي يوافق فيها الصيام عادةً أو قضاءً. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إذا انتصفَ شعبانُ فلا تصوموا”.
(رواه الترمذي).

لكن أهل العلم بينوا أن النهي هنا للكراهة وليس للتحريم، ويُقصد به من ابتدأ الصيام بعد النصف من شعبان دون سبب. أما من كان يصوم عادةً أو يقضي ما عليه من صيام فلا بأس بذلك، بل هو مأجور بنيته.

فضل صيام شعبان عمومًا

شعبان شهر عظيم ترفع فيه الأعمال إلى الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام فيه، كما ورد في الحديث الشريف:

“ذلك شهرٌ يغفُلُ الناسُ عنه بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عملي وأنا صائمٌ”.
(رواه النسائي).

الفرق بين صيام القضاء وصيام النفل في آخر شعبان

  1. صيام القضاء: واجب على المسلم، ويجوز صيامه في أي وقت، بما في ذلك النصف الثاني من شعبان وآخر يوم منه.
  2. صيام النفل: يُكره في النصف الثاني من شعبان لمن لم تكن له عادة في الصيام، ويُحرم صيام يوم الشك بنية الاحتياط لرمضان.

أهمية تحري دخول رمضان

لتجنب الشك والأخطاء في الصيام، دعا الإسلام لتحري دخول شهر رمضان بالطرق الشرعية، وذلك من خلال:

    1. رؤية الهلال بالعين المجردة أو باستخدام الوسائل الحديثة.
    2. إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا إذا تعذرت رؤية الهلال.

سمر أحمد

صحفية شغوفة بالكتابة عن قضايا المرأة والمجتمع. تتميز بتحليلاتها العميقة وتغطياتها للأحداث المحلية والدولية. تعمل سمر على تسليط الضوء على مواضيع متنوعة مثل الصحة والتعليم والفن والرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى