أسباب تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري 2025

يترقب السوريون والعالم موعد مؤتمر الحوار الوطني 2025، تُعتبر مؤتمرات الحوار الوطني أدوات أساسية لتحقيق السلام والاستقرار في الدول التي تواجه أزمات سياسية وأمنية، فقد كان وفق تصريحات أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني أن يُعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري قبل نهاية يناير 2025، بهدف رسم ملامح المستقبل السياسي للبلاد.
لكن التأجيل أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك والتحديات التي تحول دون انعقاده في الموعد المحدد.
في هذا المقال، نستعرض أسباب تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري، التحديات التي تواجهه، وآراء الخبراء حول جدواه وأهميته في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا.
أهمية مؤتمر الحوار الوطني السوري
يهدف مؤتمر الحوار الوطني إلى جمع السوريين من مختلف الأطياف السياسية والطوائف العرقية والدينية، لوضع أسس سياسية واجتماعية جديدة تسهم في:
- صياغة دستور جديد يعبر عن تطلعات الشعب السوري.
- الاتفاق على المرحلة الانتقالية، بما يشمل تحديد نظام الحكم وآليات اختيار القيادة.
- إرساء معايير العدالة والمصالحة الوطنية لضمان استقرار طويل الأمد.
- إعادة بناء الدولة وتحقيق التنمية الشاملة بعد سنوات من الحرب.
الأسباب الرئيسية لتأجيل المؤتمر
1. الأوضاع الأمنية المتدهورة
تستمر حالة الفلتان الأمني في عدة مناطق سورية، أبرزها:
- حمص: شهدت اشتباكات متفرقة بين جماعات مسلحة.
- مدن الساحل السوري: تعاني من توترات أمنية تجعل من الصعب ضمان سلامة المشاركين.
يرى قائد الإدارة الحالية السيد أحمد الشرع أن “استعادة الأمن تعد أولوية وطنية لضمان عقد مؤتمر فعّال وشامل”، بحسب الخبراء فإن إقامة المؤتمر في ظل الظروف الحالية قد يؤدي إلى فشل ذريع.
حيث إن غياب الأمن يُعيق ضمان سلامة المشاركين، ويؤثر سلبًا على تنفيذ مخرجاته، تستمر الخلافات في المناطق المختلفة حول الممارسات القمعية، مما قد يشكل عقبة أمام تحقيق الوحدة الوطنية.
2. التدخلات الخارجية
تُشكّل التدخلات الأجنبية عقبة كبيرة أمام تحقيق التوافق الوطني.
- أهداف متضاربة: تحاول قوى خارجية فرض أجنداتها السياسية، ما يؤدي إلى تعقيد مسار الحوار الوطني.
- خطر فقدان الاستقلالية: يؤكد الدكتور باسل خراط أن هناك “أيادٍ خارجية تسعى لتقديم نفسها كأوصياء على الشعب السوري، مما يستوجب الحذر لضمان تمثيل وطني حقيقي.”
3. ضعف التمثيل الشامل
نجاح أي مؤتمر وطني يتطلب تمثيلًا حقيقيًا لكل المكونات السورية، بما في ذلك:
- المعارضة الداخلية والخارجية.
- الأقليات والطوائف المختلفة.
- القوى الفاعلة على الأرض.
لكن عدم التوافق بين هذه الأطراف جعل التمثيل الشامل شبه مستحيل حاليًا.
يعتبر العديد من الخبراء أن التريث في عقد مؤتمر الحوار الوطني هو الحل الأمثل، يتيح التأجيل فرصة لتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، وضمان تمثيل شامل.
4. الخلافات السياسية الداخلية
يبرز غياب التنسيق بين القوى الوطنية كعائق رئيسي، حيث تتباين الرؤى حول:
- شكل الدولة المستقبلية (فيدرالية أم مركزية).
- دور الدين في السياسة.
- آليات الحكم في المرحلة الانتقالية.
5. ضيق الوقت للإعداد
على الرغم من تحديد موعد مبدئي لانعقاد المؤتمر، إلا أن نقص التحضيرات اللوجستية والتنظيمية أدى إلى تأجيله.
موعد المؤتمر الجديد
وفقًا للتصريحات الرسمية، من المتوقع أن يتم تحديد موعد جديد خلال النصف الأول من عام 2025، بعد ضمان تحقيق الشروط التالية:
- استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق الحساسة.
- توافق سياسي بين الأطراف المتنازعة.
- وضع خطة تنظيمية تضمن تمثيلًا وطنيًا شاملًا.
تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا في تحقيق الاستقرار والسلام.
ومع ذلك، يظل الأمل قائمًا في أن يُعقد المؤتمر في وقت قريب، ليشكل نقطة انطلاق نحو بناء دولة سورية جديدة تضمن حقوق جميع مواطنيها.