دور الأمير محمد بن فهد في تحرير الكويت: تفاصيل بطولية ومواقف مشرفة

مع إعلان وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية الأسبق، استعاد الكويتيون والعرب مواقفه المشرفة أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990، كانت تلك الفترة مفصلية في تاريخ المنطقة، وشهدت أدوارًا بطولية لا تُنسى، منها ما قام به الأمير محمد بن فهد في خدمة الكويت وشعبها، بتوجيه من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
وفي هذا المقال سنتعرف على دور الأمير محمد بن فهد في تحرير الكويت بمواقف بطولية لا تُنسى، كيف ساهم الأمير محمد بن فهد في دعم الكويت أثناء الغزو العراقي في 1990، العلاقة الأخوية بين السعودية والكويت و دور الأمير محمد بن فهد الشاهد على التاريخ.
دور الأمير محمد بن فهد أثناء الغزو العراقي للكويت
في الثاني من أغسطس عام 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت في غزو غاشم استمر حتى فبراير 1991.
وقد كانت المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي وقفت إلى جانب الكويت سياسيًا وعسكريًا، وكان الأمير محمد بن فهد، بصفته أميرًا للمنطقة الشرقية، في الخطوط الأمامية لهذه المهمة الإنسانية والتاريخية.
استقبال الشرعية الكويتية وتنظيم الأوضاع على الحدود
بعد بدء الغزو، كانت المنطقة الشرقية في السعودية أول محطة لاستقبال القيادة الشرعية الكويتية بقيادة الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت آنذاك، وأفواج المواطنين الكويتيين الفارين من جحيم الغزو.
تولى الأمير محمد بن فهد مسؤولية الإشراف المباشر على تأمين سلامة القيادة الكويتية وتنظيم دخول المواطنين عبر الحدود.
عمل الأمير الراحل على تسهيل كافة الإجراءات وتقديم جميع المساعدات اللازمة، بما في ذلك السكن، والرعاية الصحية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين.
المهمة التاريخية: قيادة السيارة بنفسه لإيصال الشيخ جابر الأحمد
في أحد أبرز المواقف التي تُظهر شجاعة الأمير محمد بن فهد وإنسانيته، كُلّف من قِبل الملك فهد بن عبد العزيز بمهمة مرافقة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد إلى الدمام، لضمان سلامته في مكان أكثر أمنًا بعيدًا عن الحدود.
يروي الأمير محمد عن تلك اللحظة:
“تحركنا مع سمو الأمير، وكنت أقود السيارة بنفسي من الخفجي إلى الدمام. الوضع كان متوترًا، وكانت ساعات القيادة الأربع مليئة بالصمت والاستغراب مما حدث.”
كان هذا التصرف تعبيرًا عن تقدير القيادة السعودية للكويت وشعبها، وتجسيدًا للعلاقة الأخوية العميقة بين البلدين.
توفير الدعم للكويتيين النازحين
طوال فترة الغزو، لم يدخر الأمير محمد بن فهد جهدًا في توفير الدعم للكويتيين النازحين إلى السعودية، أشرف بنفسه على عمليات الإغاثة، وساهم في تسهيل إقامة العائلات الكويتية في المنطقة الشرقية، كما كان يتابع شخصيًا احتياجاتهم اليومية لضمان راحتهم خلال تلك الظروف العصيبة.
تكريمه من القيادة الكويتية بعد التحرير
بعد تحرير الكويت وعودة الشرعية إلى أرض الوطن، كرّم الشيخ جابر الأحمد الصباح الأمير محمد بن فهد بمنحه “وسام الكويت من الطبقة الممتازة”، تقديرًا لدوره البارز في تسهيل أمور المواطنين الكويتيين وضمان سلامتهم أثناء الغزو.
ورد الأمير محمد على هذا التكريم قائلاً:
“هذا شرف كبير أعتز به. أشعر أن البلدين بلد واحد، والقلوب متفاهمة بالحب والإخلاص بين الشعبين.”
دور الأمير محمد بن فهد في تحرير الكويت
كان للأمير محمد بن فهد دور بارز في التحضيرات العسكرية والسياسية لتحرير الكويت، بصفته أمير المنطقة الشرقية، كانت مسؤولياته تشمل التنسيق مع القيادة العسكرية السعودية والدول المتحالفة، ومتابعة الشؤون اللوجستية المتعلقة بالعمليات العسكرية.
إدارة التنسيق العسكري والدعم اللوجستي
المنطقة الشرقية كانت مركزًا حيويًا لانطلاق عمليات “عاصفة الصحراء” لتحرير الكويت، حيث استضافت القوات الدولية المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة.
كان الأمير محمد بن فهد يتابع عن كثب تنقل القوات وتجهيزها، ويحرص على تأمين الاستقرار في المنطقة.
الإشراف على الأوضاع الإنسانية
بالإضافة إلى الجانب العسكري، كانت المنطقة الشرقية نقطة تجمع للاجئين الكويتيين الذين فروا من الغزو، إلى جانب بعض الجنود الكويتيين الذين أعيد تنظيمهم ضمن القوات المتحالفة.
كما أشرف الأمير محمد بن فهد على توفير الإقامة لهم في مراكز الإيواء، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية والاجتماعية.
مواقف بطولية يشهد لها الكويتيون
توالت ردود الفعل الحزينة من الكويتيين بعد الإعلان عن وفاة الأمير محمد بن فهد. استذكر العديد منهم مواقفه البطولية والإنسانية خلال الغزو، مؤكدين أنه كان مثالاً للشجاعة والوفاء.
كتب أحد المغردين على منصة “إكس”:
“لن ينسى الكويتيون دور الأمير محمد بن فهد في دعمنا أثناء الغزو العراقي. كان حاضرًا دائمًا لخدمة القيادة والشعب الكويتي. رحم الله الأمير محمد بن فهد.”.
كما قال أحد المواطنين الكويتيين:
“كان الأمير محمد بن فهد رجلاً شجاعًا وأخًا حقيقيًا للكويت. لن ننسى كيف كان يفتح أبواب المنطقة الشرقية لنا جميعًا، ويشرف بنفسه على دخولنا ومساعدتنا.”
الأمير محمد بن فهد في سطور
- تاريخ الميلاد: 1950 في الرياض.
- المؤهلات العلمية: حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا.
- المناصب:
- مساعد نائب وزير الداخلية.
- أمير المنطقة الشرقية من 1985 حتى 2013.
- الإنجازات:
- تطوير البنية التحتية للمنطقة الشرقية.
- تأسيس مؤسسات خيرية وتنموية مثل “مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية”.
- دوره البارز أثناء الغزو العراقي للكويت.
- الوفاة: 28 يناير 2025.
الأمير محمد بن فهد كان نموذجًا للقائد الشجاع والإنسان المتواضع الذي كرس حياته لخدمة بلاده وشعبها، وكان سندًا للكويت وشعبها في أحلك الظروف، إرثه البطولي سيبقى محفورًا في ذاكرة الأجيال، وستظل مواقفه المشرفة مثالاً على الأخوة العربية الحقيقية. رحم الله الأمير محمد بن فهد وأسكنه فسيح جناته.