من هو الشيخ محمد الهنتاتي؟ تفاصيل وسبب القبض عليه في تونس

شهدت تونس، منذ بداية فبراير 2025، حالة من الجدل بعد إلقاء القبض على الداعية الإسلامي محمد الهنتاتي، وهو شخصية دينية معروفة في البلاد بتصريحاته المثيرة للجدل ومواقفه السياسية المتغيرة، عملية التوقيف جاءت خلال مروره بمدينة الحمامات باتجاه العاصمة تونس، حيث تبين أنه مطلوب في عدة قضايا تتعلق بالنفقة والتحيّل.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف الشيخ الهنتاتي، فقد سبق أن واجه مشكلات قانونية مماثلة في السنوات الماضية، مما جعل اسمه حاضرًا باستمرار في المشهد الإعلامي التونسي.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على تفاصيل القبض على الشيخ الهنتاتي في تونس وما التهم الموجهة إليه؟، لماذا تم توقيف الهنتاتي في تونس وما هي قضاياه المستمرة بين الملاحقات القضائية والتقلبات السياسية، القضايا المتورط فيها، ومسيرته التي شغلت الرأي العام التونسي.

من هو الشيخ محمد الهنتاتي؟

ولد الشيخ محمد الهنتاتي في تونس عام 1972، واشتهر كداعية إسلامي تبنّى خطابًا دينيًا قريبًا من التيارات الإسلامية المحافظة، قبل أن يغير مواقفه لاحقًا ويبتعد عن الجماعات المتشددة.

يُعرف الهنتاتي بمواقفه وتصريحاته الجدلية في القضايا السياسية والدينية، حيث مر بعدة مراحل من التقارب مع التيارات الإسلامية، قبل أن ينشق عنها ويتبنى مواقف أكثر مرونة.

في بداياته، كان مقربًا من التيارات الإسلامية المتشددة في تونس، لكنه لاحقًا ابتعد عنها وتبنى خطابًا أكثر اعتدالًا، في عام 2021، أعلن دعمه للرئيس التونسي قيس سعيد، ومسار 25 يوليو الذي أدى إلى حل البرلمان وتعليق العمل بالدستور، وهو الموقف الذي أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الدينية والسياسية.

في أغسطس 2023، أعلن ترشحه لمنصب وزير الشؤون الدينية في تونس، مؤكدًا أنه كان ضمن الأسماء المقترحة لهذا المنصب، لكن ترشيحه لم يلق قبولًا رسميًا.

تفاصيل القبض على الشيخ محمد الهنتاتي

وفقًا لمصادر أمنية، تمكن أعوان الأمن الوطني بمدينة الحمامات من إيقاف الشيخ محمد الهنتاتي أثناء توجهه من ولاية قبلي نحو العاصمة تونس. وبعد التثبت في هويته، تبيّن أنه مطلوب في خمس قضايا تتعلق بالنفقة والتحيّل، وهو ما استوجب إيقافه فورًا.

بعد القبض عليه، تم تحويل الهنتاتي إلى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس، التي أذنت بالاحتفاظ به إلى حين استكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة. كما تم تكليف أعوان منطقة الأمن الوطني بتونس المدينة بمتابعة ملفه، تنفيذًا لمذكرات التفتيش الصادرة بحقه.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ الهنتاتي للملاحقة القضائية. ففي عام 2022، أصدرت المحكمة التونسية حكمًا بسجنه لمدة 9 سنوات، بعد إدانته في قضايا إصدار شيكات دون رصيد. كما سبق توقيفه في 2020 في منطقة حي النصر بولاية أريانة، بسبب مذكرات تفتيش تتعلق بالتحيّل.

أبرز القضايا التي تورط فيها الشيخ محمد الهنتاتي

قضايا التحيّل

تُعد تهم التحيّل (الاحتيال) من أكثر القضايا التي لاحقت الشيخ الهنتاتي خلال السنوات الأخيرة. فقد صدر بحقه عدة مذكرات تفتيش بسبب شكاوى مقدمة ضده، تتعلق بتعاملات مالية مشبوهة وإصدار شيكات دون رصيد.

قضايا النفقة

من بين التهم الموجهة إليه أيضًا قضايا نفقة، حيث رفعت ضده شكاوى قضائية تتعلق بعدم التزامه بمستحقات مالية واجبة الدفع. هذه القضايا كانت من بين الأسباب التي استوجبت إيقافه مؤخرًا.

الحكم بالسجن لمدة 9 سنوات

في عام 2022، أصدرت المحكمة التونسية حكمًا بسجنه 9 سنوات مع النفاذ العاجل، بعد إدانته في قضايا إصدار شيكات دون رصيد، وهي التهمة التي كانت سببًا رئيسيًا في إيقافه أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.

ردود الفعل حول إيقاف الشيخ الهنتاتي

حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات التونسية حول اعتقال الهنتاتي، باستثناء تأكيد مصدر أمني أن عملية التوقيف تمت بناءً على مذكرات تفتيش قانونية صادرة بحقه، وأن التحقيقات لا تزال جارية.

وقد أثار خبر القبض على الهنتاتي ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي:

  • البعض اعتبر أن توقيفه خطوة قانونية ضرورية، نظرًا للقضايا المتعددة المتهم بها.
  • آخرون رأوا أن الهنتاتي ضحية استهداف سياسي، نظرًا لمواقفه المتغيرة ودعمه للرئيس قيس سعيد.
  • بينما أشار البعض إلى أنه شخصية مثيرة للجدل، تسببت مواقفه المتناقضة في خلق عداوات له داخل الأوساط الدينية والسياسية.

ماذا بعد؟ هل سيتم الإفراج عنه قريبًا؟

وفقًا لمصادر قضائية، من غير المرجح أن يتم الإفراج عن الشيخ الهنتاتي في الوقت القريب، حيث أن القضايا المتهم بها ما زالت قيد التحقيق، وهو ما قد يؤدي إلى محاكمته وإصدار حكم جديد بحقه.

السيناريوهات المحتملة:

  1. إحالته إلى القضاء وصدور حكم جديد بحقه، بناءً على الملفات المرفوعة ضده.
  2. التوصل إلى تسوية قانونية في بعض القضايا، مما قد يخفف من مدة احتجازه.
  3. استمرار احتجازه إلى حين استكمال التحقيقات، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا.

يظل الشيخ محمد الهنتاتي شخصية مثيرة للجدل في المشهد التونسي، حيث تراوحت مسيرته بين العمل الدعوي، والتقلبات السياسية، والملاحقات القانونية.

هل سيواجه الشيخ الهنتاتي أحكامًا جديدة؟ أم سيتم الإفراج عنه بعد تسوية بعض القضايا؟ الإجابة ستتضح خلال الأيام القادمة.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى