تعيين العميد محمد الجاسم أبو عمشة قائدًا للفرقة 25 يثير الجدل بسبب تهم فساد وانتهاكات

في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا، تم تعيين العميد محمد الجاسم، المعروف بلقب “أبو عمشة” قائدًا للفرقة 25 في محافظة حماة في 2 فبراير 2025، وهو ما أحدث انقسامًا حادًا في الأوساط العسكرية والسياسية.
يأتي هذا التعيين وسط إعادة هيكلة الفصائل المسلحة ودمجها تحت قيادة مركزية، لكن خلفية “أبو عمشة” المثيرة للجدل، والتي تتضمن تهم فساد وانتهاكات خلال قيادته لفصيل “لواء السلطان سليمان شاه”، جعلت القرار محط انتقادات واسعة من معارضيه، في حين يرى مؤيدوه أنه قائد ميداني ذو خبرة.
من هو محمد الجاسم “أبو عمشة”؟
وُلد محمد الجاسم عام 1987 في بلدة عمرين التابعة لمدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، قبل اندلاع الثورة السورية، عمل سائقًا للجرارات والحصادات الزراعية.
مع بداية الأحداث في سوريا، انضم إلى مجموعة “خط النار”، التي انضمت لاحقًا إلى كتيبة “شهداء حيالين”. في نوفمبر 2012، شارك في تأسيس “لواء خط النار” في ريف حماة الشمالي.
لاحقًا، أصبح قائدًا لـ”لواء السلطان سليمان شاه”، المعروف أيضًا بـ”العمشات”، والذي يُعتبر من أبرز الفصائل المسلحة في شمال سوريا والمدعوم من تركيا، تحت قيادته، توسع نفوذ اللواء في مناطق عدة، خاصة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
مسيرته العسكرية والتحديات
خلال مسيرته العسكرية، واجه “أبو عمشة” العديد من التحديات والاتهامات. فقد اتُهم فصيله بارتكاب انتهاكات في المناطق التي سيطر عليها، بما في ذلك اتهامات بالفساد والانتهاكات بحق المدنيين.
ففي فبراير 2022، أصدرت “لجنة رد المظالم” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” قرارًا بعزله من منصبه لمدة عامين، بعد تحقيقات في اتهامات موجهة ضده فقد قام بها بحق المدنيين .
ورغم هذه التحديات، استمر “أبو عمشة” في لعب دور بارز على الساحة العسكرية، وفي فبراير 2025، أُعلن عن ترقيته إلى رتبة عميد ركن وتعيينه قائدًا للفرقة 25 في حماة.
هذا التعيين أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبره البعض خطوة نحو تعزيز نفوذ الفصائل المدعومة من تركيا في المنطقة، بينما رأى آخرون أنه يأتي في إطار جهود توحيد الفصائل المسلحة تحت قيادة مركزية.
ومع هذا التحول الجديد في المشهد العسكري السوري، يبقى السؤال الأهم: هل سيسهم هذا التعيين في استقرار الوضع الأمني، أم أنه سيعمّق الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية؟
الفرقة 25: النشأة والدور
تُعتبر الفرقة 25، المعروفة أيضًا بـ”قوات النمر”، من أبرز التشكيلات العسكرية في الجيش السوري. تأسست بقيادة العميد سهيل الحسن، ولعبت دورًا محوريًا في العديد من العمليات العسكرية خلال السنوات الماضية.
بعد التغييرات الأخيرة في القيادة السورية، تم إعادة هيكلة الفرقة وتعيين “أبو عمشة” قائدًا لها، مما يشير إلى تحولات في هيكلية القيادة العسكرية في سوريا.
ردود الفعل والتداعيات
أثار تعيين “أبو عمشة” قائدًا للفرقة 25 ردود فعل متباينة، ففي حين رحب البعض بهذه الخطوة واعتبروها تعزيزًا للقدرات العسكرية في مواجهة التحديات الأمنية، أعرب آخرون عن قلقهم نظرًا للتاريخ المثير للجدل للقائد الجديد.
من المتوقع أن يكون لهذا التعيين تأثيرات على التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة، خاصة في ظل العلاقات المعقدة بين الفصائل المختلفة والداعمين الإقليميين.
يُعد تعيين العميد محمد الجاسم “أبو عمشة” قائدًا للفرقة 25 في حماة تطورًا مهمًا في المشهد العسكري السوري، هذا التغيير يعكس التحولات المستمرة في هيكلية القيادة ومحاولات توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلة مركزية.