نوف الرشيدي: سيدة سعودية فقدت بصرها 12 عام ثم تبصر من جديد بـ معجزة طبية

في لحظة لا تُنسى، غالبت نوف الرشيدي دموعها وهي تستعيد بصرها بعد 12 عامًا من العمى، وكأنها وُلدت من جديد، لم يكن فقدان البصر مجرد تجربة طبية، بل رحلة طويلة من الألم، الأمل، والصبر، امتدت لأكثر من عقدٍ من الزمن، لتُختتم بنهاية سعيدة أعادت إليها نور الحياة،وبدأ البحث قصة السيدة السعودية نوف الرشيدي وسبب العمى 12 عام.

فبعد سنوات من فقدانها للرؤية عاد بصرها بفضل في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، لتتمكن من رؤية أبنائها في يوم زفافهم، وقيادة سيارتها بنفسها من المدينة المنورة إلى الرياض، محققة بذلك أحد أكبر أحلامها، فما هي قصة نوف الرشيدي السيدة السعودية التي رأت الحياة مجددًا بعد حادث تسبب لها في فقدان البصر 12 عام.

من هي نوف الرشيدي؟

نوف الرشيدي سيدة سعودية في العقد الثالث من العمر عاشت تجربة استثنائية جعلت قصتها حديث الإعلام ومصدر إلهام للكثيرين.

وُلدت نوف وترعرعت في المملكة العربية السعودية، وكانت تعيش حياة طبيعية حتى تعرضت لحادث أليم أفقدها بصرها تمامًا، ليبدأ فصل جديد من التحديات والمعاناة.

ولكن كما يُقال: “بعد العسر يُسر“، فقد استطاعت بفضل الله ثم بفضل الجهود الطبية الحديثة أن تستعيد بصرها بعد سنوات من فقدانه.

قصة نوف الرشيدي: كيف فقدت بصرها؟

لم يكن فقدان نوف الرشيدي لبصرها نتيجة مرض وراثي أو حالة طبية تدريجية، بل جاء بسبب حادث منزلي مروع غيّر حياتها بالكامل.

أثناء محاولتها تنظيف إحدى البالوعات باستخدام مواد كيميائية قوية، تعرضت وجهها لانتشار حبيبات “الفلاش الكيميائية”، وهي مادة تُستخدم في تسليك المواسير، لكنها شديدة الضرر إذا لامست الجلد أو العينين.

أدى الحادث إلى حروق كيميائية شديدة في عينيها، تسببت في فقدانها البصر تمامًا، وعلى الرغم من محاولاتها العديدة للعلاج، فإن الأطباء أكدوا في البداية أن الضرر قد يكون دائمًا، ما جعلها تدخل في رحلة طويلة من الألم النفسي والجسدي، وسط صعوبة التكيف مع حياتها الجديدة كمكفوفة.

12 عامًا من الظلام والمعاناة

كانت السنوات التي قضتها نوف في الظلام مليئة بالتحديات، حيث فقدت القدرة على رؤية وجوه أبنائها، والتنقل بحرية، والقيام بأبسط الأنشطة اليومية دون مساعدة، ومع ذلك، لم تستسلم، بل حافظت على أملها في أن يعود إليها بصرها يومًا ما.

الدعم الأسري والمجتمعي

لم تكن نوف وحدها في هذه الرحلة، فقد كان أبناؤها سندًا لها، يساعدونها في التنقل والقيام بشؤون حياتها، بينما كانت تسعى جاهدة للتأقلم مع وضعها الجديد.

كان فقدانها للبصر تحديًا كبيرًا، لكنه لم يكسر إرادتها، بل زادها قوة وعزيمة على البحث عن علاج يعيد إليها نور الحياة.

اللحظة الفاصلة: استعادة البصر بعد 12 عامًا

بعد محاولات طبية عديدة، وتطور الأبحاث في مجال طب العيون، تلقت نوف فرصة ذهبية للعلاج في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، وهو واحد من أفضل المراكز الطبية في المنطقة لعلاج أمراض العيون المعقدة.

خضعت نوف لعملية جراحية دقيقة في عينيها، كانت نتيجتها معجزة طبية بكل معنى الكلمة. فبعد 12 عامًا من العمى، استطاعت نوف رؤية النور مجددًا، ولم تصدق ذلك في البداية. عندما أزال الأطباء الضمادات، بقيت صامتة من شدة الصدمة والخوف من أن يكون ما تراه مجرد وهم.

لكن عندما طلب منها ابنها أن تتحرك داخل المستشفى للتأكد، أدركت أن بصرها قد عاد بالفعل، وعندها لم تستطع حبس دموعها.

تحقيق الأحلام المؤجلة: الزواج والقيادة ورؤية الأبناء

مع عودتها إلى الحياة بنظرها المكتمل، قررت نوف تحقيق أحلامها التي ظلت مؤجلة طوال 12 عامًا. ومن بين هذه الأحلام:

حضور زفاف أبنائها الثلاثة في يوم واحد:

كانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في حياتها عندما تمكنت أخيرًا من رؤية أبنائها وهم يحتفلون بزفافهم، وهو المشهد الذي لطالما تمنته.

قيادة سيارتها بنفسها:

لطالما كان حلم نوف أن تقود سيارتها بنفسها بعد فقدانها للبصر. وبعد استعادتها للرؤية، نذرت أن تقود سيارتها من المدينة المنورة إلى الرياض برفقة بناتها، وقد تحقق هذا الحلم بالفعل.

شكر الطاقم الطبي:

عبّرت نوف عن امتنانها الكبير للأطباء والطاقم الطبي الذين ساهموا في إعادة بصرها، وأعلنت عن رغبتها في إقامة حفل تكريمي لهم تقديرًا لجهودهم في تغيير حياتها.

تعيد قصة نوف الرشيدي تسليط الضوء على خطورة المواد الكيميائية المنزلية، حيث حذّر الأطباء من أن المنظفات القوية، مثل الفلاش، وبطاريات السيارات، والمبيضات الكيميائية، تُعتبر من أخطر المواد التي قد تُسبب العمى الدائم في حال ملامستها للعين.

قصة نوف الرشيدي ليست مجرد قصة طبية، بل هي ملحمة إنسانية عن الأمل والصبر والإيمان، بعد 12 عامًا من الظلام، عادت نوف لترى الحياة مرة أخرى، وتحقق أحلامها المؤجلة، لتكون مصدر إلهام لكل من فقد الأمل في الشفاء.

مهما كانت المحنة كبيرة، فإن الأمل دائمًا موجود، والمعجزات الطبية مستمرة في صنع الفرق في حياة الناس.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى