جميع أعمال ليلة 19 رمضان 1446/ 2025: كيف تحيي ليلة التاسعة عشر من رمضان بالأعمال الصالحة؟
ليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان المبارك هي ليلة عظيمة من ليالي القدر، يحرص المسلمون في هذه الليلة على إحيائها بالأعمال الصالحة والعبادات لتنال بركاتها وأجرها العظيم. في هذه الليلة، تتنزل الملائكة وتعرض على إمام العصر (عليه السلام) القدر المقدَّر لكل فرد، وهي فرصة عظيمة للمؤمنين للترقب والدعاء لأنفسهم ولأحبابهم، ولطلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى.
تُعتبر ليلة التاسعة عشر من رمضان ليلة القدر الأولى حسب الروايات، وهي جزء من الليالي التي اختُصت بمزيد من الفضل والبركة عن سائر الليالي الأخرى، فلا يعادلها فضلًا إلا ما جاء في الليلة السابعة والعشرين، أو غيرها من الليالي التي تنزل فيها الملائكة.
لقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وآله في العديد من الأحاديث الشريفة، فضيلة هذه الليلة وأعمالها التي يمكن أن تفتح باب المغفرة والرحمة للمؤمنين، وتجعلهم في أمان من النار. وفي هذا المقال، سنتناول الأعمال الخاصة بهذه الليلة المباركة، لتكون فرصة عظيمة لكل مسلم ليتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل.
ليلة القدر:
ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان التي تحمل مكانة عظيمة في الإسلام. تُعتبر هذه الليلة “خيرٌ من ألف شهر”، أي أن العبادة فيها أفضل من العبادة في ألف شهر من غيرها. تتميز ليلة القدر بأنها تُقدر فيها جميع أمور السنة القادمة، من رزق، وأجل، وحياة، ووفاة، وكل ما يتعلق بالإنسان. يقول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة القدر: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 1-3).
ويقول الرسول صلى الله عليه وآله في حديثه الشريف: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه” (متفق عليه). هذا الحديث يبيّن لنا أهمية قيام هذه الليلة، حيث إن الله يغفر للمسلم كل ذنب، مهما كان عظيمًا، إذا قام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا.
أعمال ليلة 19 رمضان 1446/ 2025
ليلة التاسعة عشر من شهر رمضان المبارك تُعدُّ من ليالي القدر المهمة في التقويم الشيعي، وهي أحد الليالي التي تتنزل فيها الرحمة الإلهية، وتنزل الملائكة برحمة ومغفرة للمؤمنين. وقد ورد في الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، أن الأعمال التي يقوم بها المؤمن في هذه الليلة هي مفتاح للغفران والرحمة.
أولاً: الأعمال العامة التي تشترك فيها ليلة التاسعة عشر مع سائر ليالي القدر:
- الاغتسال: يُستحب للمؤمن أن يغتسل في هذه الليلة عند غروب الشمس، وذلك استعدادًا للقيام بأعمال العبادة والذكر والصلاة. والاغتسال في ليلة القدر هو من السنن المستحبة التي تقوي المؤمن على أداء العبادات بنشاط.
- الصلاة ركعتين: يُستحب أن يصلي المؤمن ركعتين في هذه الليلة بعد الاغتسال، حيث يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة، سورة التوحيد سبع مرات. وبعد الصلاة، يردد المؤمن سبعين مرة: “أستغفر الله ربي وأتوب إليه”، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه”.
- نشر القرآن الكريم والدعاء: يمكن للمؤمن في هذه الليلة فتح المصحف الكريم والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى به، فيقول: “اللهم إني أسالك بكتابك وما فيه وفيه اسمك الأكبر وأسماؤك الحسنى وما يُخاف ويُرجى، أن تجعلني من عتقائك من النار”. ثم يدعو بما شاء من الحوائج والطلب من الله أن يستجيب لدعائه.
- وضع المصحف على الرأس والدعاء: من الأعمال المستحبة أن يضع المؤمن المصحف الكريم على رأسه ويدعو بهذه الكلمات: “اللهم بحق هذا القرآن وبحق من أرسلته به، وبحق كل مؤمن مدحته فيه، وبحقك عليهم، فلا أحد أعلم بحقك منك، ثم يقول عشر مرات: “بك يا الله” وعشر مرات: “بمحمد” وهكذا….
- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: يُستحب للمؤمنين زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام في هذه الليلة، حيث ورد عن الأئمة عليهم السلام أن من زار الإمام الحسين في ليلة القدر غُفرت له ذنوبه، كما جاء في الحديث: “إذا كان ليلة القدر نادى منادٍ من السماء السابعة من بطنان العرش: غُفِرَ لمن زار قبر الحسين”.
- إحياء هذه الليلة بالعبادة: يُستحب للمؤمنين إحياء هذه الليلة من خلال تلاوة القرآن الكريم، ذكر الله، والصلاة النافلة. حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: “من أحيى ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال”.
- الصلاة مائة ركعة: يمكن للمؤمن في هذه الليلة أن يصلي مائة ركعة، حيث يُستحب أن يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة، سورة التوحيد عشر مرات. ويقال أن هذه الصلاة لها فضل عظيم وتفتح أبواب الرحمة للمؤمنين.
- قراءة الدعاء: من الأدعية المأثورة في هذه الليلة: “اللهم إني أمسيت عبدًا داخراً لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا…”، وهو دعاء شامل للطلب من الله أن يغفر للمؤمن ويزيد من رحمته.
ثانيًا: الأعمال الخاصة في ليلة التاسعة عشر:
- الاستغفار مائة مرة: يُستحب أن يقول المؤمن في هذه الليلة مائة مرة: “أستغفر الله ربي وأتوب إليه”. هذا الاستغفار له فضل كبير ويغفر الذنوب ويُزيل الآثام.
- لعن قاتلي أمير المؤمنين عليه السلام: كما ورد في الأحاديث الشريفة، يُستحب للمؤمن في هذه الليلة أن يقول مائة مرة: “اللهم اللعن قتلة أمير المؤمنين”، إحياءً لذكرى أمير المؤمنين عليه السلام وتكريمًا لحقه.
- الدعاء الكبير في ليلة القدر: يُستحب أيضًا للمؤمن أن يدعو بالدعاء التالي: “يا ذا الذي كان قبل كل شيء ثم خلق كل شيء… فصلي على محمد وآل محمد صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت”. هذا الدعاء يحمل معاني عظيمة، ويذكر المؤمن بعظمة الله وقدرته، ويطلب من الله أن يبارك في عمره ورزقه.
- الدعاء الخاص بكتابة الأقدار: في هذه الليلة، يُستحب أن يقول المؤمن: “اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم… أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام…”. هذا الدعاء يحتوي على طلبات كبيرة من الله، مثل أن يكتب الله له حجًا مبرورًا ويطيل عمره ويوسع رزقه.
- صلاة خمسين ركعة: من الأعمال الخاصة في ليلة التاسعة عشر هي صلاة خمسين ركعة، بحيث يقرأ في كل ركعة سورة “إذا زلزلت”، وهي سورة قصيرة تحمل في معناها تأكيدًا على إيمان المؤمن وتصديقه للآخرة.
الخاتمة:
ليلة التاسعة عشر من رمضان هي ليلة مباركة وعظيمة، مليئة بالرحمة والمغفرة. المؤمن الذي يحيي هذه الليلة بالعبادة والدعاء يحصل على أجر عظيم ويغفر له ما تقدم من ذنبه. إن إحياء هذه الليلة ليس فقط فرصة لتكفير الذنوب بل هو أيضًا دعوة للمؤمنين لكي يتقربوا إلى الله بكل ما يستطيعون من طاعات وأعمال صالحة.
حيث أننا من خلال سطور هذا المقال المميز ننصح المؤمنين بأن يغتنموا هذه الفرصة العظيمة في ليلة التاسعة عشر من رمضان، وأن يكثروا من الدعاء والاستغفار، وأن يحيوا هذه الليلة بالأعمال التي تقربهم إلى الله، لتكون بداية جديدة لهم نحو التوبة والمغفرة.