مسلسل معاوية: القصة الحقيقية لـ طلاق ميسون بنت بحدل بسبب قصيدتها

بدأ البحث عن قصيدة ميسون بنت بحدل التي تسببت في طلاقها من معاوية بن أبي سفيان ، شهدت الحلقة السابعة من مسلسل معاوية، الذي يُعرض خلال شهر رمضان 2025 على منصة شاهد وقنوات MBC، تطورات درامية مهمة، أبرزها طلاق ميسون بنت بحدل من الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، وذلك بسبب قصيدة شعرية نُسبت إليها تعبر فيها عن حنينها لحياة البادية ورفضها لحياة القصور.

وفي المقال سنتعرف على حقيقة قصيدة ميسون بنت بحدل التي تسببت في طلاقها من معاوية وهي المرأة التي فضلت البادية على القصور الأموية ودور الفنانة عائشة بن أحمد التي تجسد شخصية ميسون بنت بحدل .

ميسون بنت بحدل.. من البادية إلى قصر معاوية

ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، كانت تنتمي إلى قبيلة بني كلب، وهي قبيلة عربية كبيرة في الشام.

تزوجت من معاوية بن أبي سفيان في عام 645م، وكان هذا الزواج يحمل أبعادًا سياسية، إذ سعى معاوية إلى كسب ولاء بني كلب، الذين ظلوا محايدين خلال الفتوحات الإسلامية الأولى.

ورغم الحياة الفاخرة التي وفرها لها معاوية في قصره بدمشق، لم تستطع ميسون التأقلم مع حياة الترف والقصور، إذ كانت قد نشأت في البيئة الصحراوية البسيطة، وتربت على حياة الخيام والتنقل في البادية، وهو ما جعلها تشعر بالغربة داخل أسوار القصر الأموي.

القصيدة التي أثارت الجدل وتسببت في طلاقها

وفقًا لما ورد في الحلقة السابعة من مسلسل معاوية، فإن ميسون لم تستطع كتمان مشاعرها، فعبّرت عن حنينها إلى حياة البادية في قصيدة شعرية، قالت فيها:

لبيتٌ تخفق الأرواحُ فيهِ أحبُّ إليّ من قصرٍ منيفِ
ولبسُ عباءةٍ وتقـرّ عيني أحبُّ إليّ من لبس الشفوفِ
وأكل كسيرة فـي كسر بيتـي أحبُّ إليّ من أكـل الرغيـفِ
وأصواتُ الريـاحِ بكـلِ فـجٍ أحبُّ إليّ من نقـرِ الدفـوفِ
وكلب ينبـحُ الطـراقَ دونـي أحبُّ إليّ من بعـلٍ زفـوفِ
وبكر يتبعُ الأظعـانَ صعـبٌ أحبُّ إليّ من بعـلٍ (بغلٍ) زفـوفِ
وخرق من بني عمي نحيـف أحبُّ إليّ من علـجٍ عنـوفِ
خشونة عيشتي في البدوِ أشهى إلى نفسي من العيشِ الطريفِ
فما أبغي سوى وطنـي بديـلاً وما أبهاهُ مـن وطـنٍ شريـفِ

عندما وصل خبر القصيدة إلى معاوية، شعر بالإهانة، إذ رآها إهانة مباشرة لحياته وحكمه، فغضب غضبًا شديدًا.

وقال معاوية : “ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجًا عنوفًا؟”، ثم طلقها ثلاثًا وأعادها إلى أهلها وهي حامل بابنه يزيد، حيث أنجبته في البادية وأرضعته هناك لمدة عامين قبل أن ترسله إلى والده في دمشق.

هل كانت هذه الأبيات السبب الحقيقي للطلاق؟

هناك روايات تاريخية مختلفة حول حقيقة هذه القصة، فبينما يؤكد بعض المؤرخين أن هذه الأبيات تعود بالفعل إلى ميسون بنت بحدل، يرى آخرون أنها نُسبت إليها لاحقًا وأن الشاعرة الحقيقية هي ميسون بنت جندل الفزارية، وهي شخصية مختلفة تمامًا.

كما يُقال إن الطلاق لم يكن فقط بسبب هذه الأبيات، بل كان هناك خلافات مستمرة بين ميسون ومعاوية بسبب اختلاف أسلوب حياتهما، إذ لم تستطع ميسون التكيف مع القصور الأموية، بينما كان معاوية يرى في ذلك نوعًا من التمرد على الحياة التي وفرها لها.

دورها في حياة ابنها يزيد بن معاوية

بعد طلاقها، عادت ميسون بنت بحدل إلى البادية حيث أنجبت يزيد بن معاوية، الذي أصبح لاحقًا الخليفة الأموي الثاني. كانت حريصة على أن يتربى بين أبناء البادية لاكتساب صفات الشجاعة والفروسية، ولهذا أرسلته لاحقًا إلى والده بعد أن بلغ سن الرضاعة، ليبدأ رحلة إعداده للخلافة.

يُقال إن تأثير ميسون على تربية يزيد كان كبيرًا، إذ نشأ محبًا لحياة الصحراء ومرتبطًا بثقافة العرب البدو، رغم أنه عاش لاحقًا في قصر الحكم بدمشق.

ميسون بين الحقيقة والأسطورة

رغم شهرتها الكبيرة، فإن ميسون بنت بحدل تبقى شخصية تحيط بها بعض الروايات المتناقضة. فبينما يرى البعض أنها كانت امرأة متمردة على حياة الترف، يعتقد آخرون أن صورة المرأة الرافضة للحياة الملكية قد تكون مبالغًا فيها، خاصة أن هناك خلطًا بينها وبين شخصيات أخرى تحمل الاسم نفسه.

يؤكد بعض الباحثين أن قصة القصيدة والطلاق قد تكون أسطورة أدبية نشأت لاحقًا لإضفاء طابع درامي على حياتها، خاصة أن بعض الأبيات الشعرية التي نُسبت إليها تبدو قريبة من أسلوب الشعراء البدو الآخرين.

ميسون بنت بحدل في مسلسل معاوية

تجسد شخصية ميسون بنت بحدل في مسلسل معاوية الممثلة عائشة بن أحمد، التي قدمت أداءً ملفتًا يعكس معاناة ميسون وصراعها الداخلي بين الحب والواجب من جهة، والحنين إلى حياتها السابقة من جهة أخرى.

المسلسل من بطولة: لجين إسماعيل في دور معاوية بن أبي سفيان، إياد نصار، أيمن زيدان، سامر المصري، فادي صبيح، وائل شرف، صبا مبارك، أسماء جلال، سهير بن عمارة، ميسون أبو أسعد، راكان عبدالواحد، خالد يسلم، سناء بكر يونس، نزار السليماني، نايف الظفيري، عبدالله الجفال، ناصر الربيعان من إخراج: أحمد مدحت.

تظل قصة ميسون بنت بحدل من أكثر الحكايات إثارة في التاريخ الأموي، فهي تعكس التناقض بين حياة القصور وحياة البدو، وتظهر كيف يمكن للإنسان أن يحن إلى جذوره مهما بلغ من الرفاهية.

سواء كانت هذه القصة حقيقة تاريخية أو مجرد أسطورة، فإنها تظل جزءًا من التراث العربي الذي يعكس الصراع الأزلي بين الحرية الشخصية ومتطلبات السلطة، وبين القلب والعقل، وهو ما يجعلها مادة درامية غنية تستحق التناول في الأعمال الفنية.

ليلى الحسيني

محررة متعددة التخصصات تتمتع بقدرة فريدة على تبسيط المعلومات المعقدة وجعلها مفهومة للجميع. تتميز بأسلوب كتابة جذاب وسلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى