تفاصيل و أسباب وفاة الشيخ حماد القباج.. من هو Hammad Kabbadj؟: خسارة كبيرة للساحة الدعوية والعلمية
فقدت الساحة العلمية والدعوية في المغرب والعالم الإسلامي واحدًا من أبرز العلماء والدعاة، حيث انتقل إلى رحمة الله الشيخ حماد القباج يوم الأحد 9 مارس 2025، عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد صراع مع المرض. وقد شكل خبر وفاته صدمة كبيرة في الأوساط الإسلامية والعلمية، حيث كان من الشخصيات المؤثرة في مجال الدعوة، التدريس، والبحث الفقهي.
في هذا المقال، نسلط الضوء على حياته العلمية، مسيرته الدعوية، إنجازاته الفقهية، وأسباب وفاته، مع الحديث عن أثره الكبير في المجتمع الإسلامي.
سبب وفاة الشيخ حماد القباج Hammad Kabbadj
تدهور حالته الصحية
خلال الأيام الأخيرة، تعرض الشيخ حماد القباج إلى جلطة دماغية مفاجئة أدت إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير، ما استدعى نقله إلى المستشفى على وجه السرعة، حيث خضع إلى عملية جراحية دقيقة لإنقاذ حياته. لكن رغم كل المحاولات الطبية، لم تتحسن حالته الصحية، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت لعدة أيام حتى إعلان وفاته يوم الأحد 9 مارس 2025.
تحدياته الصحية منذ الصغر
عانى الشيخ حماد القباج من شلل رباعي منذ طفولته، حيث تعرض لحادث في أبريل 1993 تركه عاجزًا عن الحركة، لكنه لم يستسلم لهذا الوضع، بل تحول إلى رمز للعزيمة والتحدي. استمر في طلب العلم والتدريس، حتى أصبح من أبرز العلماء والدعاة في المغرب. غير أن الجلطة الأخيرة كانت أقوى من قدرته على المقاومة، لينتقل إلى رحمة الله بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء.
من هو حماد القباج ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
النشأة والتكوين العلمي
وُلد الشيخ حماد القباج يوم 8 كانون الثاني/ يناير 1977 في مدينة مراكش، ونشأ في بيئة علمية ودينية، مما جعله ينهل من علوم الشريعة منذ صغره. وعلى الرغم من تحدياته الصحية الصعبة، واصل تحصيله العلمي بطريقة غير تقليدية، حيث درس في بيته واعتمد على التلقي المباشر من كبار العلماء والمشايخ.
حفظه للقرآن والمتون العلمية
حفظ الشيخ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، كما أتم حفظ العديد من المتون العلمية في الفقه، العقيدة، التجويد، والحديث، ليصبح من العلماء البارزين في المغرب.
مشايخه وأساتذته
تتلمذ الشيخ حماد القباج على يد كبار العلماء في المغرب وخارجه، ومن أبرزهم:
- العلامة محمد الأمين بوخبزة
- الدكتور عبد السلام الخرشي
- الدكتور عبد الكريم الفيلالي
- العلامة المختار بن العربي مومن الجزائري
- العلامة عادل بن المحجوب رفوش
- العلامة مساعد بن بشير الحسيني
وقد حصل على العديد من الإجازات العلمية في علوم القرآن، الحديث، والفقه، مما جعله مرجعًا علميًا في المذهب المالكي.
إسهاماته العلمية والدعوية
1. التدريس في دور القرآن الكريم
منذ عام 1998، كرّس الشيخ حماد القباج حياته لتدريس العلوم الشرعية، حيث كان له دور مهم في:
- تدريس العلوم الإسلامية في دور القرآن الكريم.
- إعداد أجيال جديدة من العلماء والدعاة.
- إدارة مشاريع تعليمية ودعوية تحت مظلة جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في مراكش.
2. دوره في الإعلام والعمل الفكري
- إلى جانب نشاطه في التدريس، كان الشيخ القباج عضوًا بارزًا في هيئات علمية وإعلامية، حيث:
- شارك في تحرير أسبوعية “السبيل” المغربية.
- قدم محاضرات وندوات فكرية تناولت قضايا العقيدة والسلوك والمجتمع.
- شارك في الحوار الوطني حول المجتمع المدني في المغرب سنة 2013.
3. إسهاماته في قضايا المرأة والمجتمع
- اهتم الشيخ القباج بقضايا المرأة في الإسلام، حيث أسس موقعًا إلكترونيًا مخصصًا لهذه القضايا، وأشرف عليه لعدة سنوات، مدافعًا عن حقوق المرأة في ضوء الشريعة الإسلامية، ومساهمًا في تصحيح بعض المغالطات.
أبرز مؤلفاته وإنتاجه العلمي
تميز الشيخ حماد القباج بإنتاجه الفكري الغزير، حيث كتب العديد من المقالات العلمية، وألف كتبًا مهمة تناولت قضايا الفقه، العقيدة، والفكر الإسلامي. ومن أبرز كتبه:
- المغني عن الأسفار في معرفة أحكام وآداب الأسفار
- الأدلة القطعية على تحريم التفجيرات التخريبية التي تمارس باسم الجهاد
- منزلة المرأة في الإسلام وكشف الشبهات
- السلفية في المغرب ودورها في محاربة الإرهاب
- نظام الحكم في الإسلام والمسألة الدستورية في المغرب
- مشاهد الطيران بين بدائع الإيمانيات وروائع التشريعات
- دفع الأتراح وجلب الأفراح بتقريب كتاب حادي الأرواح لابن القيم
رحيل الشيخ حماد القباج.. خسارة للساحة الدعوية
1. الصدمة في الأوساط الإسلامية
شكلت وفاة الشيخ حماد القباج صدمة كبيرة في الأوساط العلمية والدعوية، حيث فقد المغرب والعالم الإسلامي عالمًا وداعيةً ترك بصمة عميقة في مجال التعليم الديني، الفكر الإسلامي، والتوجيه المجتمعي.
2. رسائل التعزية والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي
بعد إعلان وفاته، عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف رسائل التعزية، حيث عبر العلماء والدعاة وطلبة العلم عن حزنهم الشديد لفقدانه، داعين له بالرحمة والمغفرة.
ومن أبرز الرسائل التي نُشرت:
“رحم الله الشيخ حماد القباج، كان رجل علم ودعوة، أسأل الله أن يجعله في عليين.”
“لقد فقدنا عالمًا من علماء الإسلام، لكن علمه سيبقى شاهدًا على جهوده في خدمة الدين.”
الخاتمة
رحل الشيخ حماد القباج عن هذه الدنيا، لكنه ترك وراءه إرثًا علميًا كبيرًا سيبقى مرجعًا للأجيال القادمة. لقد كان نموذجًا للعالم المجتهد، والمفكر الوسطي، والمعلم الصادق، ورغم التحديات الصحية الصعبة التي واجهها، استطاع أن يكون منارة علم ودعوة في المغرب والعالم الإسلامي.
إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويجعله من أهل الفردوس الأعلى، ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه من علم نافع. آمين.