من هو لي جاي ميونغ؟ زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية الذي تسبب في فرض الأحكام العرفية بالبلاد
في ظل الأوضاع السياسية المتوترة في كوريا الجنوبية، يبرز اسم لي جاي ميونغ، زعيم المعارضة، الذي أصبح محط أنظار الجميع بعد تصرفاته الجريئة ضد الحكومة. من تسلق جدران البرلمان إلى اتهام الرئيس بالعمالة، هذا المقال يستعرض أبرز محطات حياته وتفاصيل المعركة السياسية التي تشهدها البلاد.
من هو لي جاي ميونغ؟
لي جاي ميونغ (Lee Jae-myung) هو زعيم المعارضة الكورية الجنوبية ورئيس الحزب الديمقراطي، أحد أبرز الوجوه السياسية في كوريا الجنوبية. وُلد في 22 ديسمبر 1964 في مدينة أندونغ شمال كيونغ سانغ، في عائلة فقيرة، وبدأ حياته العملية كعامل صناعي في سن مبكرة، مما منعه من الالتحاق بالتعليم الأساسي. إلا أنه بفضل دراسته الذاتية، حصل على شهادات معادلة، ثم التحق بجامعة تشونغ أنغ وتخرج منها في تخصص القانون عام 1986.
بعد تخرجه، بدأ عمله كـمحامي حقوق إنسان وحقق نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، مما جعله ينال تقديرًا كبيرًا في المجتمع الكوري الجنوبي. شغل لي عدة مناصب سياسية، بدءًا من رئيس بلدية سيونغنام (2010-2018)، حيث تم انتخابه لفترتين متتاليتين. ثم أصبح حاكم مقاطعة كيونغ جي بين عامي 2018 و2021.
الانتخابات الرئاسية وأزمة كوريا الجنوبية
في عام 2022، ترشح لي جاي ميونغ للرئاسة في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الحالي يون سوك يول، لكنَّه خسر أمامه بفارق ضئيل. ومنذ ذلك الحين، أصبح لي جاي ميونغ أحد أبرز منتقدي سياسات الحكومة الحالية، وخاصة فيما يتعلق بالإجراءات التي يتخذها الرئيس يون للتعامل مع المعارضة.
الأحداث الأخيرة:
في الآونة الأخيرة، كان لي جاي ميونغ في قلب الأزمة السياسية التي تعصف بكوريا الجنوبية. بعد إعلان الرئيس يون سوك يول حالة الطوارئ العسكرية وتطبيق الأحكام العرفية في البلاد، الذي جاء على خلفية تصاعد التوترات بين الحكومة والمعارضة، اتهم الرئيس يون الأحزاب المعارضة بالتعاطف مع كوريا الشمالية وتشكيل تهديد للأمن القومي.
وأثناء الأزمة، كان لي جاي ميونغ محط أنظار الجميع بسبب تصريحات خطيرة أدلى بها. ففي أحد الأيام، قرر معارضة قرارات الرئيس يون بشكل علني خلال بث مباشر على الإنترنت، حيث تسلق جدران البرلمان الكوري، متحديًا الحواجز التي وضعتها القوات الحكومية ومنعته من دخول البرلمان. في رسالته، دعا الشعب الكوري إلى التحرك من أجل حماية الديمقراطية وحماية حقوق المواطنين ضد ما وصفه بـ “التسلط” الحكومي.
اتهامات فساد
لي جاي ميونغ معروف أيضًا بتورطه في العديد من القضايا المثيرة للجدل. تعرض في وقت سابق لاتهامات بالفساد، بما في ذلك الادعاءات بتلقي رشاوى وتحويل أموال غير قانونية إلى كوريا الشمالية، وهي اتهامات ينفيها بشدة. كما تم اتهامه بالفساد في قضايا تتعلق باستخدام المنظمات الخيرية لصالحه الشخصي.
حادث الطعن
في يناير 2024، تعرض لي جاي ميونغ لحادث طعن أثناء حضوره فعالية في مدينة بوسان، حيث هاجمه مهاجم كان يرتدي قبعة تحمل اسم لي. الهجوم ألحق بجاي ميونغ إصابات طفيفة، لكنه أثار قلقًا واسعًا في البلاد واعتُبر تهديدًا ضد الديمقراطية الكورية.
الرد على الأحكام العرفية
ردًا على قرارات الحكومة بفرض الأحكام العرفية في البلاد، طالب لي جاي ميونغ بإقالة الرئيس يون على خلفية ما وصفه بـ “الاستبداد وسوء الإدارة”. هو يرى أن إعلان الأحكام العرفية ليس إلا وسيلة لقمع المعارضة وفرض سيطرة الحكومة على البرلمان. كما يُعتبر قرار الرئيس يون بمثابة محاولة لتأجيج النزاع السياسي واستخدام الأمن القومي كورقة ضغط ضد المعارضين السياسيين.
موقفه السياسي:
رغم الانتقادات والاتهامات التي تلاحق لي جاي ميونغ، إلا أنَّه يُعتبر رمزًا للمعارضة السياسية في كوريا الجنوبية، ومدافعًا عن الطبقة العاملة ومطالبًا بإصلاحات في النظام السياسي. ومع تزايد الأزمات السياسية في البلاد، يبدو أنَّ لي جاي ميونغ يسير نحو تصعيد الصراع ضد الحكومة، وقد ألقى الضوء على الأزمة السياسية التي تؤثر على البلاد منذ فترة طويلة.
لي جاي ميونغ يمثل نقطة صراع حقيقية في السياسة الكورية الجنوبية، حيث يقف ضد الحكومة الحالية التي يتهمها بالاستبداد وتهديد الديمقراطية.
ومع تزايد الأزمات الداخلية، أصبح لي شخصية محورية في أي محادثة سياسية تتعلق بمستقبل كوريا الجنوبية، سواء كان ذلك في البرلمان أو في الشارع.