أولى تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون: بداية عهد جديد في لبنان

في خطوة وصفها الكثيرون بأنها بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان، ألقى الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، خطاب القسم بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية يوم الخميس. أكد عون التزامه ببناء دولة قوية تُرسخ سيادة القانون وحق الدولة في احتكار السلاح، مع التركيز على احترام القرارات الدولية، بما فيها اتفاق الهدنة مع إسرائيل.

انتخاب جوزيف عون: رسالة قوية لحزب الله

شهد انتخاب جوزيف عون للرئاسة اللبنانية تطورًا سياسيًا بارزًا، حيث اعتبر خطوة مفاجئة تُوجه رسائل ضمنية لحزب الله، خاصة مع تعهده الصريح في خطاب القسم باحتكار الدولة للسلاح وبناء جيش قوي يحمي الحدود ويحارب الإرهاب.

لم تكن هذه الخطوة خالية من التحديات. فرغم المعارضة الشديدة من حزب الله لترشيح عون، تمكن الأخير من الفوز بدعم غالبية النواب. وقد ظهر هذا الدعم بوضوح خلال جلسة البرلمان التي شهدت تصويت 99 نائبًا من أصل 128 لصالحه.

ملامح خطاب القسم: رسائل أمل وتحديات كبرى

في خطاب القسم، ألقى جوزيف عون الضوء على أولوياته في المرحلة المقبلة، حيث قال:

“عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث أعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح.”

وأكد الرئيس اللبناني الجديد أن بناء الجيش اللبناني سيكون من أولويات عهده، مشيرًا إلى أهمية ضبط الحدود ومنع التهريب، واحترام اتفاق الهدنة مع إسرائيل.

كما تعهد بالتصدي للاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على التزامه بتطبيق القرارات الدولية وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.

ردود الفعل المحلية والدولية

محليًا:

لاقى انتخاب جوزيف عون ترحيبًا واسعًا من مختلف الأطياف السياسية في لبنان. ورغم المعارضة الأولية لحزب الله وبعض الكتل، بدا واضحًا أن هناك إجماعًا على أهمية إنهاء الفراغ الرئاسي الذي استمر لأكثر من عامين.

دوليًا:

  • مجلس الأمن الدولي: رحب المجلس بانتخاب عون، مشيرًا إلى أهمية هذه الخطوة لضمان استقرار لبنان ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
  • الرئيس الأمريكي جو بايدن: وصف بايدن انتخاب عون بأنه خطوة إيجابية، معبرًا عن ثقته في قدرة الرئيس الجديد على قيادة لبنان في هذه المرحلة الحرجة.
  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: أشاد ماكرون بانتخاب عون واعتبره فرصة لإجراء الإصلاحات التي يحتاجها لبنان.
  • الأمم المتحدة: هنأ الأمين العام أنطونيو غوتيريش الرئيس الجديد، داعيًا إلى الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة الأزمات الراهنة.

التحديات أمام الرئيس الجديد

احتكار السلاح

يعتبر وعد الرئيس عون باحتكار الدولة للسلاح تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل وجود حزب الله كقوة عسكرية غير شرعية. وسيكون عليه الموازنة بين تعزيز سلطة الدولة والحفاظ على السلم الأهلي.

الأزمات الاقتصادية

لبنان يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه، مع انهيار العملة الوطنية وتفاقم معدلات البطالة والفقر. سيحتاج عون إلى وضع خطة إنقاذ شاملة تتضمن إصلاحات اقتصادية حقيقية واستعادة الثقة الدولية.

تعزيز العلاقات الدولية

يحتاج لبنان إلى تحسين علاقاته مع الدول العربية والمجتمع الدولي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تعد شريكًا اقتصاديًا مهمًا.

الرسائل الموجهة إلى حزب الله

كان خطاب القسم واضحًا في إشاراته إلى حزب الله، القوة العسكرية التي تُعتبر العقبة الأبرز أمام احتكار الدولة للسلاح. أكد الرئيس عون على ضرورة بناء جيش قوي قادر على حماية البلاد من أي تهديدات داخلية أو خارجية، مع التركيز على منع الاعتداءات الإسرائيلية وضبط الحدود اللبنانية.

رغم تصويت غالبية نواب حزب الله لصالح عون في الجولة الثانية، بدا واضحًا أن العلاقة بين الطرفين ستكون متوترة، خاصة مع تأكيد عون على تطبيق القرارات الدولية واحترام اتفاق الهدنة.

ردود الفعل الشعبية

على المستوى الشعبي، عبر الكثير من اللبنانيين عن أملهم في أن يمثل انتخاب جوزيف عون بداية جديدة للبنان. تركزت معظم الآراء حول ضرورة إنهاء الفساد واستعادة الثقة في المؤسسات اللبنانية. في المقابل، لا يزال هناك من يشكك في قدرة النظام السياسي الحالي على تحقيق الإصلاحات المطلوبة.

آفاق المستقبل: لبنان أمام مفترق طرق

مع انتخاب جوزيف عون، يبدأ لبنان مرحلة جديدة قد تكون حاسمة في تاريخه. إن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي يتطلب تكاتف الجهود على المستويين الداخلي والدولي. ورغم التحديات الكبرى، يحمل انتخاب قائد الجيش السابق للرئاسة رمزية قوية لمرحلة تتسم بالأمل في بناء دولة القانون والمؤسسات.

ليلى الحسيني

محررة متعددة التخصصات تتمتع بقدرة فريدة على تبسيط المعلومات المعقدة وجعلها مفهومة للجميع. تتميز بأسلوب كتابة جذاب وسلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى