شروط بري وميقاتي لـ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير 2025
أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن شروط أساسية لاستمرار العمل بـ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتي تشمل وقف الخروقات الإسرائيلية، وتعهدات حول الأسرى اللبنانيين، يأتي هذا التصريح في وقت حساس مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية رغم انتهاء مهلة الاتفاق الذي أُبرم في نوفمبر الماضي.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل تصريحات بري وميقاتي، المستجدات الميدانية في الجنوب اللبناني، وخطوات لبنان للتعامل مع الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
شروط نبيه بري لاستمرار وقف إطلاق النار
أوضح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تصريح له يوم الإثنين أنه اشترط عدة شروط لاستمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير 2025.
أبرز الشروط التي أعلنها بري:
- وقف فوري لإطلاق النار: دعا بري إلى وقف كل أشكال إطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية، والتي تستهدف المناطق الحدودية في جنوب لبنان.
- وقف الخروقات وتدمير المنازل: أكد على ضرورة إنهاء الخروقات اليومية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف المنازل والبنية التحتية.
- التعهد بموضوع الأسرى: شدد بري على أهمية الحصول على ضمانات بشأن الإفراج عن الأسرى اللبنانيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر الماضي.
التشاور مع الرئيس ميقاتي ورئيس الجمهورية
أشار بري إلى أنه تواصل مع رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون ودعاه إلى تبني هذا الاقتراح، وذلك لضمان استمرار العمل بالاتفاق تحت شروط تحفظ سيادة لبنان وأمنه.
بيان نجيب ميقاتي حول وقف إطلاق النار
في بيان أصدره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صباح الإثنين، أكد التزام الحكومة اللبنانية بالاستمرار في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير 2025، مع الإشارة إلى النقاط التالية:
- الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه: أشار ميقاتي إلى أهمية الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
- متابعة تنفيذ بنود الاتفاق: أكد ميقاتي أن لجنة مراقبة التفاهم تعمل على تنفيذ جميع بنود الاتفاق وضمان احترام وقف إطلاق النار.
- مفاوضات بشأن الأسرى اللبنانيين: أشار إلى أن الحكومة اللبنانية طلبت من الولايات المتحدة بدء مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين.
- التنسيق مع القيادات اللبنانية: أكد ميقاتي أنه تشاور مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون بشأن المستجدات الميدانية في الجنوب.
الخروقات الإسرائيلية المستمرة
رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، تواصل إسرائيل خرق الاتفاق بشكل يومي.
الخروقات الأبرز:
- إطلاق النار على المدنيين العائدين: خلال محاولة المواطنين اللبنانيين العودة إلى قراهم في الجنوب، أطلقت القوات الإسرائيلية النار، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
- رفض الانسحاب الكامل: لم تسحب القوات الإسرائيلية كامل قواتها من الأراضي اللبنانية التي احتلتها منذ أكتوبر الماضي، رغم مرور المهلة المحددة بـ60 يومًا وفق الاتفاق.
- انتهاكات يومية للخط الأزرق: تشهد المناطق الحدودية تحركات إسرائيلية تشمل عمليات توغل واختراقات جوية.
أهمية الاتفاق والمرحلة المقبلة
بنود اتفاق وقف إطلاق النار
- انتشار الجيش اللبناني جنوبًا: ينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية في الجنوب، لضمان الأمن ومنع أي تصعيد.
- انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا: يُلزم الاتفاق إسرائيل بالانسحاب التدريجي نحو الخط الأزرق خلال 60 يومًا.
- ضمان الأمن والاستقرار: يهدف الاتفاق إلى تحقيق تهدئة شاملة وتجنب التصعيد بين الجانبين.
التحديات الراهنة:
- التعامل مع الخروقات: يتعين على لبنان متابعة الخروقات الإسرائيلية بالتعاون مع الأمم المتحدة والقوى الدولية لضمان احترام الاتفاق.
- ملف الأسرى: يشكل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية أولوية وطنية، خاصة مع استمرار معاناة عائلاتهم.
- استمرار التوترات الحدودية: يتطلب الوضع الراهن تعزيز الجهود الدبلوماسية والعسكرية لضمان عدم تجدد التصعيد.
الدور الأميركي في المفاوضات
أشار بيان ميقاتي إلى بدء الولايات المتحدة مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الأسرى اللبنانيين، في إطار دورها كراعٍ للاتفاق.
الدور المتوقع للولايات المتحدة:
- ضمان الالتزام بالاتفاق: تعمل الولايات المتحدة كوسيط لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق والتعامل مع الخروقات.
- إطلاق سراح الأسرى: يُتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للإفراج عن المعتقلين اللبنانيين.
ردود فعل الشارع اللبناني
عودة المواطنين إلى قراهم:
بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المحددة في الاتفاق، عاد المواطنون اللبنانيون إلى قراهم في الجنوب، برفقة وحدات من الجيش اللبناني.
رغم رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب الكامل، أصر المواطنون على العودة إلى منازلهم.
مخاوف من تصعيد جديد:
أعرب المواطنون عن قلقهم من استمرار التوتر في الجنوب نتيجة الخروقات الإسرائيلية المتكررة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى حلول دائمة تضمن الأمن والاستقرار.
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل خطوة مهمة نحو تحقيق الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان، لكنه يواجه تحديات مستمرة بسبب الخروقات الإسرائيلية.
ومع اقتراب الموعد النهائي في 18 فبراير 2025، يبقى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ بنود الاتفاق مفتاحًا لضمان نجاحه.
يُظهر التنسيق بين القيادة اللبنانية والوساطة الدولية أهمية العمل الدبلوماسي لحماية سيادة لبنان وتأمين حقوق مواطنيه، خصوصًا في ما يتعلق بملف الأسرى اللبنانيين.
في المرحلة المقبلة، سيبقى استمرار مراقبة الاتفاق والضغط الدولي على إسرائيل من أبرز الأولويات للحكومة اللبنانية.