الأسير الأردني علي نزال يحتضن طفله لأول مرة بعد 12 عام من ولادته عبر “النطف المهربة”
شهدت صفقة تبادل الأسرى الرابعة لحظة مؤثرة تمثلت في لقاء الأسير الأردني علي نزال بابنه، الذي وُلد عن طريق “النطف المهربة” أثناء وجوده في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليكون هذا اللقاء الأول بينهما منذ ولادته قبل 12 عامًا.
ويعد علي نزال أحد أبرز الأسرى الأردنيين الذين أفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، التي أُبرمت بين إسرائيل وحركة “حماس”، حيث أمضى 18 عامًا في الأسر بعد الحكم عليه بالسجن 20 عامًا بتهمة الانتماء إلى كتائب القسام والتخطيط لهجمات داخل الأراضي المحتلة.
علي نزال يلتقي بطفله لأول مرة بعد 12 عامًا
ظهر الأسير المحرر علي شريف رافع نزال في مقطع فيديو مؤثر وهو يحتضن ابنه الذي وُلد أثناء فترة أسره، وذلك بعد أن تم تهريب نطفه إلى خارج السجون الإسرائيلية، في واحدة من أبرز قصص التحدي والصمود التي يُسجلها الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات، وكيف أنجب علي نزال طفله رغم وجوده في السجون الإسرائيلية؟.
وقال نزال خلال حديثه:
“هذه لحظة انتظرتها طويلاً، لكنها تظل ناقصة لأن هناك آلاف الأسرى الذين لم يتحرروا بعد، ومعاناتهم مستمرة داخل السجون الإسرائيلية.”
من جهته، عبّر طفله الذي التقى به للمرة الأولى عن سعادته الغامرة، مؤكدًا أنه انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، حيث نشأ طيلة حياته وهو يسمع عن والده الأسير دون أن يراه أو يحتضنه.
للمرة الأولى.. الأسير علي نزال من قلقيلية يرى ويحتضن طفله الذي رزق به عن طريق “النطف المحررة” من داخل سجون الاحتلال. pic.twitter.com/5QVPFALdcH
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 1, 2025
من هو الأسير علي نزال؟
الاسم: علي شريف رافع نزال
العمر: 49 عامًا
مكان الميلاد: الكويت
الأصل: قلقيلية، فلسطين
الجنسية: أردني
تاريخ الاعتقال: 5 أبريل 2007
مدة الحكم: 20 عامًا
التهمة: الانتماء إلى كتائب القسام، ومحاولة تنفيذ عملية فدائية بسيارة مفخخة داخل الأراضي المحتلة عام 1948
كيف تم اعتقال علي نزال؟
تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال نزال في عام 2007 بعد محاصرة منزله في قلقيلية، حيث قام بتفجير المنزل الذي كان يستأجره، بعد فشل عدة محاولات سابقة لاعتقاله.
وكان الاحتلال قد هدم منزل عائلته بالكامل خلال اجتياح قلقيلية في عام 2003، بسبب فشله في القبض عليه آنذاك، لكنه واصل مطاردته حتى تمكن من أسره عام 2007 بعد حصار طويل لمنزله.
النطف المهربة.. وسيلة الأسرى لإنجاب أطفالهم رغم الأسر
يُعد تهريب النطف من داخل السجون أحد أساليب المقاومة الصامتة التي يتبعها الأسرى الفلسطينيون، حيث يسعون من خلالها لإكمال حياتهم الأسرية وإنجاب أطفالهم رغم القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا لمصادر حقوقية، فقد نجح العشرات من الأسرى في إنجاب أطفالهم عبر النطف المهربة، رغم التضييق الإسرائيلي المستمر لمنع هذه الممارسة، مما يعكس إصرار الأسرى على تحدي الاحتلال حتى داخل الزنازين.
الإفراج عن علي نزال ضمن صفقة تبادل الأسرى الرابعة
جاء الإفراج عن الأسير علي نزال ضمن الدفعة الرابعة من صفقة “طوفان الأحرار”، التي تضمنت إطلاق سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم:
- 18 أسيرًا محكومًا بالمؤبد
- 54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية
- 111 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر
وكان نزال ثالث أسير أردني يتم الإفراج عنه ضمن الصفقة، بعد إطلاق سراح كل من:
- ثائر اللوزي الذي تم إبعاده إلى قطاع غزة
- عمار الحويطات الذي تم الإفراج عنه وبقي في الضفة الغربية
ماذا قال الأسرى الأردنيون المحررون عن تجربة الاعتقال؟
بعد الإفراج عن علي نزال وثائر اللوزي وعمار الحويطات، تحدثوا عن ظروف الاعتقال القاسية داخل السجون الإسرائيلية، مؤكدين أن الأسرى الفلسطينيين لا يزالون يعانون من أساليب التعذيب والتضييق التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وقال نزال:
“الأسرى الفلسطينيون يعيشون في ظروف لا إنسانية، وأتمنى أن نرى المزيد منهم محررين في المستقبل القريب.”
ردود الفعل على الإفراج عن علي نزال ولقائه بابنه
شهدت مدينة قلقيلية احتفالات كبيرة باستقبال الأسير المحرر علي نزال، حيث تجمع المئات من المواطنين أمام منزله لتهنئته بالإفراج ولقاء ابنه للمرة الأولى.
أثارت قصة علي نزال ولقائه بابنه موجة كبيرة من التعاطف والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المستخدمون بصموده داخل الأسر وإصراره على أن يكون أبًا رغم القيد.
في المقابل، وجه مسؤولون إسرائيليون انتقادات شديدة للحكومة بسبب الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، معتبرين أن ذلك “تنازل خطير” سيشجع المقاومة الفلسطينية على المضي في عملياتها.
لحظة لقاء الأسير الأردني علي نزال بابنه كانت واحدة من أكثر المشاهد تأثيرًا في صفقة تبادل الأسرى الرابعة، حيث جسدت معاناة الأسرى الذين يقبعون لسنوات خلف القضبان محرومين من رؤية عائلاتهم.
وعلى الرغم من سنوات الاعتقال الطويلة، أثبت نزال أن الأمل يبقى حيًا، وأن الأسرى الفلسطينيين قادرون على مواجهة الاحتلال بكل السبل الممكنة، حتى داخل السجون.
ومع استمرار تبادل الأسرى، يبقى السؤال الأهم: متى سيتم تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين ليعودوا إلى عائلاتهم؟.