فيديو تفاصيل مقابلة الرئيس أحمد الشرع على تلفزيون سوريا في أول مقابلة رسمية له
في أول ظهور إعلامي له بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، أجرى الرئيس أحمد الشرع مقابلة خاصة مع تلفزيون سوريا من “قصر الشعب” في دمشق، وقام بإدارتها الإعلاميان محمد دوبا وديما أبو دان، حيث استعرض رؤيته لمستقبل سوريا، وأجاب عن تساؤلات تتعلق بالقضايا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.
حملت المقابلة العديد من المفاجآت والتصريحات المهمة التي سلطت الضوء على أولويات المرحلة المقبلة، بما في ذلك الإصلاحات السياسية، الوضع الاقتصادي، ومستقبل العلاقات الداخلية والخارجية، كما أكد الرئيس الشرع على ضرورة الابتعاد عن المحاصصة السياسية، واعتماد الكفاءة في إسناد المناصب.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز ما جاء في مقابلة الرئيس السوري أحمد الشرع، ونسلط الضوء على القضايا التي ناقشها خلال حديثه مع الإعلاميين محمد دوبا وديما أبو دان في مقابلة خاصة لتلفزيون سوريا الرسمي.
أبرز تصريحات الرئيس أحمد الشرع خلال المقابلة
إعادة إعمار سوريا: بين التحديات والفرص
أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا تمتلك الخبرات البشرية والمقومات الاقتصادية التي تؤهلها للنهوض من جديد، لكنه أشار إلى ضرورة وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد لضمان تنمية مستدامة.
وشدد على أن عملية إعادة الإعمار لن تعتمد فقط على الدعم الخارجي، بل ستستند إلى استثمار الموارد المحلية وتعزيز الشراكات مع الدول الصديقة.
كما أوضح أن الحكومة ستعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة، وتقديم تسهيلات للمستثمرين السوريين والأجانب لدفع عجلة التنمية.
الإصلاحات السياسية وقانون الأحزاب
أحد أهم المحاور التي تناولها الرئيس الشرع خلال المقابلة هو الإصلاح السياسي، حيث أكد أنه لا يوجد قانون حتى الآن ينظم عمل الأحزاب السياسية في سوريا، لكنه أشار إلى أن الحكومة تعمل على إعداد قانون جديد يضمن بيئة سياسية تعددية تتيح للمواطنين حرية التعبير والانتماء السياسي، وفقًا لمعايير ديمقراطية واضحة.
كما أشار إلى أن الإصلاحات لن تكون شكلية، بل ستركز على توفير مساحة أوسع للمشاركة السياسية، بما يحقق مصلحة الشعب السوري.
اعتماد الكفاءة في تعيين المسؤولين ورفض المحاصصة السياسية
في حديثه عن إدارة الدولة وتوزيع المناصب، شدد الرئيس أحمد الشرع على أن الكفاءة ستكون المعيار الأساسي في إسناد المسؤوليات، وليس المحاصصة أو الانتماء السياسي.
وقال الرئيس:
“أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب، لأن ذلك قد يؤدي إلى ضعف الأداء الحكومي. لذلك، سيتم الاعتماد على الكفاءات والخبرات لضمان فعالية العمل الحكومي.”
وأكد أن الهدف الأساسي هو بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات، دون التأثر بالضغوط السياسية أو الحزبية.
الحريات العامة وضمان حرية التعبير
فيما يتعلق بموضوع الحريات العامة، أكد الرئيس الشرع أن المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحًا سياسيًا وإعلاميًا، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون هذه الحريات منظمة وفقًا للقانون، بما يضمن عدم استغلالها للإضرار بالمصلحة العامة.
وأضاف أن الحكومة ستسعى إلى تعزيز حرية الإعلام وضمان وصول المعلومات بشفافية إلى المواطنين، مع التركيز على تطوير قوانين تضمن حرية التعبير ضمن إطار مسؤول.
العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)
كشف الرئيس أحمد الشرع أن هناك تطورًا إيجابيًا في العلاقة مع “قسد”، مشيرًا إلى أن هناك محادثات جارية لضمان وضع آلية تضمن بسط الدولة سيطرتها على كافة الأراضي السورية.
وقال الرئيس إن “قسد” أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة السورية، وهو ما اعتبره خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية. كما أشار إلى أن الحكومة مستعدة للحوار مع جميع الأطراف، شريطة احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية.
التعامل مع المعارضة والمنتقدين
عندما سئل عن موقفه من المعارضة السياسية، أكد الرئيس الشرع أنه منفتح على الحوار مع الجميع، شريطة أن يكون الحوار بناءً ويهدف إلى تطوير البلاد.
وأضاف:
“سوريا للجميع، ومن حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه بحرية، لكن في إطار يحفظ استقرار البلاد ويمنع التدخلات الخارجية.”
وأكد أن الحكومة لن تتعامل مع المعارضة من منطلق القمع أو التهميش، بل ستسعى إلى دمج كافة القوى الوطنية ضمن مشروع نهضوي شامل.
تحسين الوضع الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة
أكد الرئيس أن أحد أكبر التحديات التي تواجه سوريا اليوم هي الأزمة الاقتصادية وارتفاع مستوى المعيشة، لكنه شدد على أن الحكومة تعمل على إيجاد حلول مستدامة لتحسين الوضع الاقتصادي، ورفع مستوى دخل المواطن السوري.
وأشار إلى أن الحكومة ستتبنى إصلاحات اقتصادية جوهرية، تهدف إلى تحسين الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ردود الفعل على مقابلة الرئيس أحمد الشرع
حظيت مقابلة الرئيس أحمد الشرع بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى العديد من المراقبين أنها تضمنت رسائل مهمة حول مستقبل سوريا واتجاهات الحكومة الجديدة.
أبرز ردود الفعل:
- المؤيدون اعتبروا أن التصريحات تعكس رغبة جدية في الإصلاح، وأن اعتماد الكفاءة في تعيين المسؤولين هو خطوة في الاتجاه الصحيح.
- المعارضون رأوا أن بعض القضايا تحتاج إلى إجراءات ملموسة أكثر من مجرد تصريحات، خاصة فيما يتعلق بالحريات العامة والإصلاحات السياسية.
- المحللون السياسيون أكدوا أن المقابلة حملت مؤشرات إيجابية، لكنها تحتاج إلى خطوات تنفيذية واضحة خلال الأشهر المقبلة.
لمشاهدة المقابلة كاملة، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي:
تُعد مقابلة الرئيس أحمد الشرع مع تلفزيون سوريا نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في المشهد السياسي السوري، حيث أوضح فيها أولوياته ورؤيته للإصلاحات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.
وبينما يترقب السوريون تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع، يبقى التحدي الأكبر أمام الرئيس الشرع هو تحقيق الاستقرار، وإطلاق عجلة التنمية، وتعزيز المصالحة الوطنية، بما يضمن بناء سوريا جديدة تتسع لجميع أبنائها.