سبب وفاة الشيخ علي بن يحيى البهكلي.. رحلة قرن من العطاء العلمي والدعوي

فقدت الأمة الإسلامية اليوم الأربعاء، 1 كانون الاول/ يناير 2025، أحد أبرز علمائها، الشيخ علي بن يحيى البهكلي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 102 عامًا بعد حياة حافلة بطلب العلم وتعليمه. يعد الشيخ البهكلي أحد الرموز العلمية في جنوب المملكة العربية السعودية، وصاحب تاريخ حافل بالعطاء العلمي والتربوي.

السيرة الذاتية للشيخ علي بن يحيى البهكلي

الاسم الكامل: علي بن يحيى بن مهدي البهكلي
تاريخ الميلاد: 1344هـ
مكان الميلاد: قرية الغريب، منطقة جازان، المملكة العربية السعودية
الوفاة: 1 رجب 1446هـ (1 يناير 2025)
المهنة: داعية إسلامي، معلم، وشيخ علم

نشأ الشيخ علي في كنف عائلة عريقة في العلم والدين، حيث تلقى تعليمه الأولي على يد والده وجده، اللذين زرعا فيه حب القرآن وعلوم الشريعة. بدأ رحلته العلمية من خلال قراءته القرآن الكريم على يد والده، ثم انطلق ليتعلم على يد علماء بارزين في منطقة جازان، مما أهّله ليصبح واحدًا من أبرز علماء المملكة.

رحلته العلمية المبكرة

الدراسة في المدرسة السلفية بصامطة

التحق الشيخ علي بالمدرسة السلفية في صامطة، حيث تعلّم العقيدة الإسلامية والفقه واللغة العربية. كان من أبرز أساتذته:

  • الشيخ عبدالله القرعاوي: الداعية الذي ترك بصمة كبيرة في المنطقة.
  • الشيخ حافظ الحكمي: أحد أعلام الدعوة السلفية في السعودية.
  • الشيخ ناصر خلوفة: الذي أثرى معرفته الشرعية.

رحلته إلى اليمن

لم يكتفِ الشيخ بما تلقاه في موطنه، بل سافر إلى اليمن طلبًا للعلم، برفقة مجموعة من أقاربه. في زبيد، تعلم على أيدي أكابر علماء الشافعية ودرس مختلف العلوم الشرعية واللغوية. استمرت هذه الرحلة لفترة طويلة، حتى عاد متمكنًا من علوم الدين والشريعة.

إسهاماته العلمية والتربوية

التدريس في المعهد العلمي بصامطة

عندما تم افتتاح المعهد العلمي في صامطة عام 1374هـ، كان الشيخ علي من أوائل المعلمين الذين وقع عليهم الاختيار. تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلبة، الذين أصبحوا لاحقًا علماء وقضاة ومسؤولين في المملكة.

نشر العلم في مساجد جازان

كان الشيخ البهكلي معروفًا بحرصه على تعليم الناس. لم تقتصر دروسه على المعهد، بل امتدت إلى منزله والمساجد التي كان يعقد فيها حلقات علمية مفتوحة لجميع طلبة العلم. انتفع بعلمه العديد من طلاب الشريعة من مختلف مناطق المملكة وخارجها.

أبرز طلابه

  • الإمام أحمد بن يحيى النجمي (رحمه الله): من العلماء البارزين في المملكة.
  • العلامة ربيع بن هادي المدخلي (حفظه الله): الذي أصبح أحد رموز الدعوة السلفية.

مواقفه وسماته الشخصية

1. الزهد والتواضع

كان الشيخ علي مثالًا للزهد في الدنيا، فلم تغره مكانته العلمية ولم يسع وراء المناصب. عاش حياته ببساطة، مكرسًا وقته لخدمة العلم والدين.

2. الإصلاح بين الناس

تميز الشيخ بمشاركته الفعالة في إصلاح ذات البين وحل النزاعات في المجتمع. كان يُستدعى لحل الخلافات الكبيرة نظرًا لحكمته وعدالته.

3. الاجتهاد العلمي

ظل الشيخ يدرس ويُدرس حتى مع تقدمه في العمر. لم يمنعه الكبر من ممارسة رسالته العلمية، بل استمر في العطاء حتى آخر أيامه.

وفاته وتأثيرها

رحل الشيخ علي البهكلي فجر يوم الأربعاء، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وثقافيًا عظيمًا. خيّمت أجواء من الحزن والأسى على منطقة جازان والمجتمع العلمي في المملكة، حيث اعتبر الكثيرون وفاته خسارة للأمة الإسلامية.

دروس مستفادة من حياة الشيخ

1. حب العلم

كرّس الشيخ حياته لطلب العلم وتعليمه، مؤكدًا أن العلم لا يتوقف عند عمر معين.

2. الالتزام بالدين

كان مثالًا يُحتذى به في الالتزام بالدين ونشر القيم الإسلامية الصحيحة.

3. التأثير الإيجابي

ترك أثرًا كبيرًا في نفوس طلابه وأفراد مجتمعه، حيث أطلقوا عليه لقب “شيخ المشايخ”.

خاتمة:

برحيل الشيخ علي بن يحيى البهكلي، تفقد الأمة الإسلامية واحدًا من أعلامها البارزين الذي قضى حياته في خدمة العلم والدين. سيظل إرثه العلمي والتربوي شاهدًا على حياته الحافلة بالعطاء والإخلاص.

سلمى العلي

كاتبة شغوفة بتغطية الأحداث اليومية وتقديم محتوى متنوع يجذب اهتمام القراء. تتميز بأسلوبها السلس والدقيق في نقل الأخبار والتحليلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى